إذا سألت متتبعاً عابراً للأخبار عن القصة الرئيسة التي كانت موضع تداول في واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية، ربما تسمع عن العداء المفترض بين المرشحين الرئاسيين «الديمقراطيين»، اليزابيث وارين وبيرني ساندرز. كان هذا الذي استحوذ على وسائل الإعلام لمدة أيام. لكن دعونا نسبر غور المعنى الأكبر لما إذا كان سيناتور فيرمونت قد أخبر حقاً سيناتورة ماساتشوسيتس بأنه لا يعتقد بإمكانية انتخاب امرأة رئيساً للولايات المتحدة.
وبينما يستند هذا إلى قضية مهمة، وهي التمييز الجنسي المتأصل في الثقافة والسياسة الأميركيتين، كانت هناك أمور ذات أهمية أكبر تحدث في البلاد. فهناك دليل دامغ جديد على أن الرئيس دونالد ترامب كان يعرف كل شيء عن الجهود المبذولة للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع عائلة بايدن وانتخابات عام 2016، ولإبعاد دبلوماسية أميركية من طريقه. هذا ما تم الكشف عنه في الوثائق والرسائل النصية والمقابلات التي أجرتها شبكتا «إم إس إن بي سي» و«سي إن إن» التلفزيونيتين. لقد كان هذا مذهلاً، خاصة في سياق التحقيق بشأن عزل ترامب والمحاكمة التي يجريها مجلس الشيوخ، والتي قيل إن معظم أعضاء المجلس الجمهوريين قد اتخذوا قرارهم بشأنها فعلاً.
«هذا.. يشبه لصوص ووترجيت الذين أجروا مقابلة مع والتر كرونكايت في يناير 1974 وشرحوا بالتفصيل مشروع نيكسون الإجرامي». وهذا ما كتبه الصحفي والمؤلف «إريك بوهليرت» عن المقابلة التي أجرتها «راتشيل مادو» مع «ليف بارناس»، رجل الأعمال السوفييتي المولد الذي لعب دوراً رئيساً في حملة الضغط على أوكرانيا.
كان هذا أمراً أكبر بكثير من الخلاف القائم بين وارين وساندرز. بيد أن هذه التطورات تم عرضها باعتبارها على قدم المساواة تقريباً، أو على الأقل تحتاج لنفس القدر من التركيز، في نشرات الأخبار والبرامج الحوارية الإخبارية، كما لو كنا نقول «إليكم بعض القصص من واشنطن تدور حول نزاع السياسيين مع بعضهم بعضاً..».
ويبدو أن الإحساس بالتناسب – بين ما هو مهم وما هو تافه – مفقود بشكل غريب. فما الذي يستحق حقاً جل اهتمامنا وغضبنا؟ لا يبدو أن الكثير من المواطنين الأميركيين يعرفون هذا. ولا تُبدي المصادر الإخبارية، خاصة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، القدرة أو الرغبة على المساعدة. وكما أظهر مركز بيو في أواخر عام 2018، لا يزال التلفزيون المصدر الرئيس الذي يحصل منه كل الأميركيين على أخبارهم، بينما يعتمد الشباب الأصغر سناً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتتلاشى الصحف كمصدر للأخبار.
ويرجع جزء من المشكلة إلى أن قصة أوكرانيا معقدة نسبياً. وطاقم الشخصيات يصعب تتبعه. هل هو ليف بارناس؟ أم ماري يوفانوفيتش (سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى أوكرانيا)؟ أم الاسم الجديد هذا الأسبوع «روبرت هايد» الذي ربما كان يتعقب السفيرة الأميركية بشكل غير قانوني؟
من غير المرجح أن يكون لدى معظم الأميركيين أدنى فكرة عمن هم هؤلاء. والدليل على هذا أنه أثناء برنامج تم بثه قبل بضعة أيام، عُرضت صورة على ثلاثة متبارين مع وصف لرئيس لجنة الاستخبارات «الديمقراطي» في مجلس النواب «آدم شيف». وبدا المتبارون الثلاثة، وهم أمين مكتبة ومعلم وأستاذ للغة الإنجليزية، في حيرة لأنهم فشلوا في معرفة اسمه.
إن الجهل المنتشر بالأخبار والافتقار للتربية المدنية الأساسية هو ما يعتمد عليه ترامب. وقد قال في انتخابات عام 2016: «أحب ذوي الثقافة الضعيفة». وربما لا تدرك وسائل الإعلام الرسمية دورها في تثقيف المواطنين الأميركيين، أو تبسيط الأخبار المعقدة لهم. وربما كان من الأسهل والأكثر ربحاً اللعب على تحيزات الناس وغرائزهم.
بالإمكان التنبؤ بكل وسائل الإعلام، حيث إنها تؤدي عملها بنفس الطريقة القديمة من حملة إلى حملة ومن فضيحة إلى أخرى. لكن الجمهور الآن بحاجة إلى أكثر من ذلك، وبشكل أفضل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وبينما يستند هذا إلى قضية مهمة، وهي التمييز الجنسي المتأصل في الثقافة والسياسة الأميركيتين، كانت هناك أمور ذات أهمية أكبر تحدث في البلاد. فهناك دليل دامغ جديد على أن الرئيس دونالد ترامب كان يعرف كل شيء عن الجهود المبذولة للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع عائلة بايدن وانتخابات عام 2016، ولإبعاد دبلوماسية أميركية من طريقه. هذا ما تم الكشف عنه في الوثائق والرسائل النصية والمقابلات التي أجرتها شبكتا «إم إس إن بي سي» و«سي إن إن» التلفزيونيتين. لقد كان هذا مذهلاً، خاصة في سياق التحقيق بشأن عزل ترامب والمحاكمة التي يجريها مجلس الشيوخ، والتي قيل إن معظم أعضاء المجلس الجمهوريين قد اتخذوا قرارهم بشأنها فعلاً.
«هذا.. يشبه لصوص ووترجيت الذين أجروا مقابلة مع والتر كرونكايت في يناير 1974 وشرحوا بالتفصيل مشروع نيكسون الإجرامي». وهذا ما كتبه الصحفي والمؤلف «إريك بوهليرت» عن المقابلة التي أجرتها «راتشيل مادو» مع «ليف بارناس»، رجل الأعمال السوفييتي المولد الذي لعب دوراً رئيساً في حملة الضغط على أوكرانيا.
كان هذا أمراً أكبر بكثير من الخلاف القائم بين وارين وساندرز. بيد أن هذه التطورات تم عرضها باعتبارها على قدم المساواة تقريباً، أو على الأقل تحتاج لنفس القدر من التركيز، في نشرات الأخبار والبرامج الحوارية الإخبارية، كما لو كنا نقول «إليكم بعض القصص من واشنطن تدور حول نزاع السياسيين مع بعضهم بعضاً..».
ويبدو أن الإحساس بالتناسب – بين ما هو مهم وما هو تافه – مفقود بشكل غريب. فما الذي يستحق حقاً جل اهتمامنا وغضبنا؟ لا يبدو أن الكثير من المواطنين الأميركيين يعرفون هذا. ولا تُبدي المصادر الإخبارية، خاصة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، القدرة أو الرغبة على المساعدة. وكما أظهر مركز بيو في أواخر عام 2018، لا يزال التلفزيون المصدر الرئيس الذي يحصل منه كل الأميركيين على أخبارهم، بينما يعتمد الشباب الأصغر سناً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتتلاشى الصحف كمصدر للأخبار.
ويرجع جزء من المشكلة إلى أن قصة أوكرانيا معقدة نسبياً. وطاقم الشخصيات يصعب تتبعه. هل هو ليف بارناس؟ أم ماري يوفانوفيتش (سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى أوكرانيا)؟ أم الاسم الجديد هذا الأسبوع «روبرت هايد» الذي ربما كان يتعقب السفيرة الأميركية بشكل غير قانوني؟
من غير المرجح أن يكون لدى معظم الأميركيين أدنى فكرة عمن هم هؤلاء. والدليل على هذا أنه أثناء برنامج تم بثه قبل بضعة أيام، عُرضت صورة على ثلاثة متبارين مع وصف لرئيس لجنة الاستخبارات «الديمقراطي» في مجلس النواب «آدم شيف». وبدا المتبارون الثلاثة، وهم أمين مكتبة ومعلم وأستاذ للغة الإنجليزية، في حيرة لأنهم فشلوا في معرفة اسمه.
إن الجهل المنتشر بالأخبار والافتقار للتربية المدنية الأساسية هو ما يعتمد عليه ترامب. وقد قال في انتخابات عام 2016: «أحب ذوي الثقافة الضعيفة». وربما لا تدرك وسائل الإعلام الرسمية دورها في تثقيف المواطنين الأميركيين، أو تبسيط الأخبار المعقدة لهم. وربما كان من الأسهل والأكثر ربحاً اللعب على تحيزات الناس وغرائزهم.
بالإمكان التنبؤ بكل وسائل الإعلام، حيث إنها تؤدي عملها بنفس الطريقة القديمة من حملة إلى حملة ومن فضيحة إلى أخرى. لكن الجمهور الآن بحاجة إلى أكثر من ذلك، وبشكل أفضل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»