وافق الأمير هاري وزوجته ميجان على التخلي عن ألقابهما الملكية، وعلى سداد عدة ملايين من الدولارات كقيمة لنفقات الإسكان، مما أثار انطباعاً آخر في بريطانيا، ولم يمض وقت طويل على ذيوع هذا الخبر، حتى شعر البعض في المملكة المتحدة بالانزعاج، بشأن تجديد محل إقامة الأميرين، وهو «فروجمور كوتيدج».
وفي يوم السبت الماضي، أعلن قصر باكنجهام أحدث تطور، فيما أصبح يعتبره البعض «فوضى ملكية» إلى حد كبير: كجزء من طلب الزوجين للتراجع عن أدوارهما الرفيعة، والتدقيق المستمر الذي تنطوي عليه هذه الأدوار، إذ سيتنازلان عن مخصصاتهما المالية الملكية، وكذلك عن لقب «السمو الملكي».
وقال دوق ودوقة «ساسكس» – حيث سيحتفظ هاري وميجان بهذا اللقب: إن الخطة تتطلب منهما سداد ثلاثة ملايين دولار من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، كانت قد تم إنفاقها على تجديد «فروجمور كوتيدج»، ويبعد السكن الكائن في فناء مبنى «وندسور» قرابة ساعة بالسيارة، وسيستمر في الخدمة كقاعدة للمملكة المتحدة.
وكان الزوجان قد انتقلا إلى فروجمور كوتيدج، وهو حقاً أشبه بالقصر الفاخر- قبل ولادة ابنهما مباشرة، بعد ستة أشهر من إجراء تجديدات على المقر، وفي ذلك الوقت، كان هناك كثير من الخلط بين الواقع والخيال إلى درجة التناقض الشديد، حول ما سينطوي عليه انتقال الزوجين الأميرين إلى منزلهما الجديد.
غير أن الزوجين قررا الانتقال إلى فروجمور كوتيدج «لأسباب مختلفة»، وفقاً لموقعهما الإخباري، الذي كشف عن محل إقامتهما الجديد مع انتقالهما إليه مؤخراً، فقد كتب الدوق والدوقة أن منزلهما السابق -«نوتينجهام كوتيدج»- الكائن على أرض قصر كينسينجتون، لم يكن كبيراً بما يكفي لعائلتهما المتنامية، وفي نفس الوقت، قيل إن تجديد جزء من القصر سيكلف خمسة ملايين دولار، وسيستمر حتى نهاية العام الجاري (2020)، ولهذا السبب، قال الزوجان إنهما اختارا بدلاً من ذلك أن ينتقلا إلى قصر فروجمور كوتيدج.
ويذكر أن الملكة تمتلك قصر فروجمور كوتيدج، الذي بُنِيَ في الأصل كملاذ ملكي في عام 1801، وقد تم دفع المنحة السيادية –أي ما تحصل عليه المملكة سنوياً من الأموال العامة لدعم واجباتها الملكية– لسداد تكاليف أعمال التجديد والصيانة في فروجمور كوتيدج، وهذا يعني أن دافعي الضرائب البريطانيين ساعدوا في سداد فاتورة استبدال أنظمة التدفئة والمياه والغاز والكهرباء في السكن الجديد للدوقين، وكذلك في تجديد البنية التحتية، وغير ذلك من أعمال التجديد والتطوير والصيانة في فروجمور كوتديج.
وفي المقابل، قام دوق ودوقة ساسكس بسداد «النفقات المرتبطة بالتركيبات والتمديدات والتجهيزات»، وفقاً لما نشره موقعهما الإلكتروني، وقال السير «مايكل ستيفنز»، المكلف بإدارة الحسابات الملكية، لصحيفة «ديلي بيست»، العام الماضي: إنه لم يكن من الممكن الإقامة في المنزل دون القيام بهذه التجديدات الضرورية وباهظة التكلفة، وأضاف: «العقار لم يتم تجديده منذ عدة سنوات، وقد تم بالفعل إخضاعه لأعمال التجديد، بما يتماشى مع مسؤوليتنا في الحفاظ على حالة القصور الملكية المأهولة».
وعلى ما يبدو، فإن كثيراً من البريطانيين الآخرين لم يكونوا مقتنعين بأن هذه هي الطريقة المثلى التي ينبغي بها إنفاق أموالهم العمومية في شأن كهذا، وقد قال «جراهام سميث»، الذي يقود حملة مناهضة، تحمل اسم مجموعة «ريبابليك»، على «تويتر»: «لقد أنفقت مؤسسة خيرية 2.4 مليون جنيه إسترليني لدعم مركز المارينز للذين يعانون من (اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية)، ثم أنفق دافعو الضرائب نفس المبلغ على منزل خاص فاخر لهاري وميجان».
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»