بعد الضربة الأميركية التي أدت إلى اغتيال الجنرال قاسم سليماني ورفاقه من قادة «الحشد الشعبي» العراقي قرب مطار بغداد الدولي، ازدادت وتيرة التكهنات والتساؤلات حول ردود الفعل على حادثة الاغتيال. فقد توقع البعض أن تكون الضربة الانتقامية قوية وشاملة، بينما توقعها البعض الآخرُ محدودةً وغير مؤثرة.
وقد جاء رد الفعل، كما تابعنا جميعاً، على شكل إرسال عدة صواريخ لقاعدتين عسكريتين عراقيتين تضمّان قوات عسكرية أميركية، من دون أن تنجم عن ذلك أي إصابات مادية أو بشرية في القاعدتين المستهدفتين.
الآن وبعد الضربة ثم «الرد» عليها، هل تقلصت التدخلات الإقليمية في المنطقة؟ لعله السؤال الأهم حالياً، لاسيما بعد إعلان أحد المسؤولين الدبلوماسيين بأن بلاه ردت على الأميركيين، بينما رأى مسؤول أعلى منه أن الرد القادم سيكون دقيقاً وسيرسم قواعد اشتباك جديدة، ما يعني أن المواجهة بين الجانبين قد لا تكون مباشرة، بل من خلال توجيه الوكلاء والأتباع الإقليميين للقيام بتوجيه ضربات بالوكالة، ولو كان ذلك على حساب سيادة العراق وأمنه الوطنيين.
ولعله مما يزعج كثيرين منا في الخليج هو إعلان الرئيس الأميركي ترامب بأن خصمه الرئيس في المنطقة «دولة عظيمة يجب أن نعمل معاً على هزيمة (داعش)، ونحن نريد اتفاقاً رائعاً معها، ولن نلجأ إلى أي ردع عسكري ضدها».
لا ينبغي لنا نحن عرب الخليج أن نكون الخاسر الأكبر من المواجهة الأخيرة؛ فالعملية تمت على أرض العراق، الشقيق المتضرر، والنفوذ الإقليمي (موضع الحديث الدائم) لم يتقلص بعد، وتحديداً في بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. والمصيبة أن النواب الشيعة في البرلمان العراقي صوتوا على إلغاء جميع البنود المتفق عليها بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة، من دون أخذ في الاعتبار مصالح الشعب العراقي ورغبته في إبعاد النفوذ الأجنبي كله في العراق وليس النفوذ الأميركي فحسب.
الشعب العراقي الذي مضى على انتفاضته أكثر من ثلاثة أشهر، وقدّم أكثر من 500 شهيد وآلاف الجرحى.. كل ما يطمح إليه هو وجود دولة مدنية ديمقراطية بعيدة عن المحاصصة الطائفية، وذلك بتغيير الدستور وقانون الانتخابات وإجراء اقتراع جديد حر وشفاف وبإشراف أممي.
بعض الساسة العراقيين وميليشياتهم المسلحة ممثلة في «الحشد الشعبي»، لا يريدون التغيير في العراق، بل يريدون دوام الوضع الحالي على ما فيه من فشل وفساد ونهب لخيرات العراق.. لتحقيق مصالح حليفهم وراعيهم الإقليمي.
ولعل المطلوب من قادة الخليج العربي حالياً هو توحيد صفوفهم وتحقيق الوحدة الوطنية لشعوبهم.. لمنع أي طرف إقليمي من التغلغل في بلدانهم.
علينا أن لا نترك العراق أو نتخلى عنه، بل نحن مطالبون بالعمل مع الدول الديمقراطية في العالم، ومع الأمم المتحدة، لدعم الحراك الشعبي العراقي الذي يطمح إلى وجود دولة مدنية ديمقراطية لا يلعب فيها رجال الدين دور المتحكم في الحياة العامة، وذلك عبر سن دستور جديد وتنظيم انتخابات شفافة تبعد الفاسدين عن السلطة بعد أن باعوا بلدهم للآخرين.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت
وقد جاء رد الفعل، كما تابعنا جميعاً، على شكل إرسال عدة صواريخ لقاعدتين عسكريتين عراقيتين تضمّان قوات عسكرية أميركية، من دون أن تنجم عن ذلك أي إصابات مادية أو بشرية في القاعدتين المستهدفتين.
الآن وبعد الضربة ثم «الرد» عليها، هل تقلصت التدخلات الإقليمية في المنطقة؟ لعله السؤال الأهم حالياً، لاسيما بعد إعلان أحد المسؤولين الدبلوماسيين بأن بلاه ردت على الأميركيين، بينما رأى مسؤول أعلى منه أن الرد القادم سيكون دقيقاً وسيرسم قواعد اشتباك جديدة، ما يعني أن المواجهة بين الجانبين قد لا تكون مباشرة، بل من خلال توجيه الوكلاء والأتباع الإقليميين للقيام بتوجيه ضربات بالوكالة، ولو كان ذلك على حساب سيادة العراق وأمنه الوطنيين.
ولعله مما يزعج كثيرين منا في الخليج هو إعلان الرئيس الأميركي ترامب بأن خصمه الرئيس في المنطقة «دولة عظيمة يجب أن نعمل معاً على هزيمة (داعش)، ونحن نريد اتفاقاً رائعاً معها، ولن نلجأ إلى أي ردع عسكري ضدها».
لا ينبغي لنا نحن عرب الخليج أن نكون الخاسر الأكبر من المواجهة الأخيرة؛ فالعملية تمت على أرض العراق، الشقيق المتضرر، والنفوذ الإقليمي (موضع الحديث الدائم) لم يتقلص بعد، وتحديداً في بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. والمصيبة أن النواب الشيعة في البرلمان العراقي صوتوا على إلغاء جميع البنود المتفق عليها بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة، من دون أخذ في الاعتبار مصالح الشعب العراقي ورغبته في إبعاد النفوذ الأجنبي كله في العراق وليس النفوذ الأميركي فحسب.
الشعب العراقي الذي مضى على انتفاضته أكثر من ثلاثة أشهر، وقدّم أكثر من 500 شهيد وآلاف الجرحى.. كل ما يطمح إليه هو وجود دولة مدنية ديمقراطية بعيدة عن المحاصصة الطائفية، وذلك بتغيير الدستور وقانون الانتخابات وإجراء اقتراع جديد حر وشفاف وبإشراف أممي.
بعض الساسة العراقيين وميليشياتهم المسلحة ممثلة في «الحشد الشعبي»، لا يريدون التغيير في العراق، بل يريدون دوام الوضع الحالي على ما فيه من فشل وفساد ونهب لخيرات العراق.. لتحقيق مصالح حليفهم وراعيهم الإقليمي.
ولعل المطلوب من قادة الخليج العربي حالياً هو توحيد صفوفهم وتحقيق الوحدة الوطنية لشعوبهم.. لمنع أي طرف إقليمي من التغلغل في بلدانهم.
علينا أن لا نترك العراق أو نتخلى عنه، بل نحن مطالبون بالعمل مع الدول الديمقراطية في العالم، ومع الأمم المتحدة، لدعم الحراك الشعبي العراقي الذي يطمح إلى وجود دولة مدنية ديمقراطية لا يلعب فيها رجال الدين دور المتحكم في الحياة العامة، وذلك عبر سن دستور جديد وتنظيم انتخابات شفافة تبعد الفاسدين عن السلطة بعد أن باعوا بلدهم للآخرين.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت