في اليوم التالي لانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، استيقظ «هاورد بولسكين» ولديه شعور قوي بأن شيئاً مهماً قد فاته. فقد أدرك «بولسكين» وهو صحفي سابق ومدير شركة علاقات عامة الآن، أن مصادر معلوماته- ومنها «نيويورك تايمز» ومجلة «تايم» و«إن. بي. سي. نيوز»- وربما كانت تمده بالحقائق، لكنها لم تكن تقدم له رؤية عن العالم يشترك فيها ملايين الأميركيين.
وهؤلاء الملايين هم الذين انتخبوا ترامب. ولم تمر فترة طويلة حتى دشن «بولسكين» موقعاً على الإنترنت ونشرة أخبار أطلق عليها «ذي رايتنج The Righting». وشعار النشرة هو «أبرز عناوين الأنباء من اليمين المتطرف إلى باقي الولايات المتحدة». وبالنسبة لمن يحصلون على أنبائهم من المصادر التقليدية من التيار الرئيسي، ربما تمثل النشرة زيارة لمدة خمسة أيام في الأسبوع إلى عالم مختلف، لأنها تجمع مقالات من مواقع الجناح اليميني وتقيس جمهور هذه المواقع. وترى الصحفية والروائية الأميركية «مولي جونج-فاست» أن متابعة الموقع يساعدها على رؤية «عالم آخر من الإعلام لأن وسائل الإعلام منقسمة بشدة. ومدى اختلاف العالمين أمر غريب».
ودعنا نفحص حادثة إغلاق متحف «نيوزييم» الخاص بالصحافة في الآونة الأخيرة. فإذا كنت قد علمت بإغلاقه من مصادر إعلام التيار الرئيسي، فربما فهمت إنه من المؤسف أن مؤسسة احتفت بالتعديل الأول في الدستور تضطر للإغلاق بسبب صعوبات مالية. أو ربما علمت أيضاً أن متجر المتحف كان يبيع ذات يوم تذكارات خاصة بالأنباء الكاذبة. لكن إذا اطلعت على نشرة «ذي رايتنج» فربما حصلت على شيء مختلف تماماً. ومن المؤكد أن «بولسكين» ليس الأول أو الوحيد الذي يقوم بهذا العمل. فبعض المنظمات الإعلامية لديها صحفيون يهتمون برصد أخبار وسائل إعلام اليمين. وهناك نشرة أخبار «رايت ريتشر» لـ«ويل سومر» التي كانت مصدراً مهماً لمعلومات مشابهة. ويؤكد «بولسكين»، الذي عمل صحفياً في شبكه «سي. إن. إن» ذات يوم قبل أن يدشن شركته للعلاقات العامة أنه دشن هذا المشروع ليس طعماً في الربح- فهو لا يحقق ربحا- بل «لإعلام الناس في الوسط واليسار».
وبنشر أنباء الجناح اليميني، لا يحاول «بولسكين» تمحيص الحقائق أو تصحيحها. إنه يدرك الجانب السلبي لهذا، لأن ما يجمعه وينشره قد يكون عنصرياً ومعادياً للعلم أو باطلاً تماماً. لكن هناك حداً لما يمكن نشره، فقد توقف، على سبيل المثال، عن نشر قصص من موقع «ديلي ستورمر» للنازية الجديدة على الإنترنت رغم شعبيته. وفي الوقت نفسه، يجد «بولسكين» بعضاً مما يجمعه على الأقل جيداً الكتابة والحجة. ولاحظ «بولسكين» بعض التوجهات العامة من متابعته لمؤشرات وسائل إعلام الجناح اليميني.
وأبرز هذه التوجهات: النمو الذي لا يتوقف لموقع «فوكس نيوز». ويؤكد«بولسكين» أن الذين يعتقدون أن تأثير «فوكس» ناتج في الأساس من شبكتها التلفزيونية يفوتهم تطور كبير. والتوجه الثاني هو تصاعد تأثير وجمهور موقع واشنطن ايكزيمينر المحافظ على الإنترنت، والمجلة الأسبوعية المطبوعة بالاسم ذاته التي أسسها عام 2005 الملياردير فيليب انشوتز ومقرها واشنطن.
ويوم الجمعة الماضي، في الوقت الذي كانت تتعامل فيه مؤسسات الإعلام من التيار الرئيسي مع أنباء مقتل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» بضربة طائرة مسيرة أميركية في بغداد، برزت الحاجة إلى تحلي الصحفيين والجمهور بالشك والحذر. لم يتذكر الجميع أو لم يختر تذكر الاندفاع الذي حركته وسائل الإعلام نحو الحرب الكارثية في العراق قبل أكثر من 15 عاماً. لكن «ذي رايتنج» عكست ما يتلقاه كثيرون من الأميركيين من مصادر معلوماتهم، وهم المؤيدون لترامب. فقد كان نص عنوان مقال «توم روجان» في صحيفة «واشنطن ايكزيمينر» هو «لماذا لم يكن ترامب في حاجة لموافقة الكونجرس لقتل قاسم سليماني». وجاء في عنوان لفوكس نيوز «ترامب كان محقاً في إصداره أمراً بقتل سليماني» لأن مقتله «سيجعل أميركا أكثر أمناً». وأثارت جهود «بولسكين» أصدقاءه الأكثر ليبرالية الذين «يعتقدون أنني أصبحت غير عقلاني». لكن «بولسكين» مقتنع- كما كان يوم التاسع من نوفمبر عام 2016- أنه من المهم فهم الطريقة التي يتم بها تشكيل آراء قطاع كبير من سكان البلاد. وأكد قائلاً: «كي يكون المرء ملماً بما يجري في أميركا، يتعين عليه معرفة ما يُقال في اليمين».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وهؤلاء الملايين هم الذين انتخبوا ترامب. ولم تمر فترة طويلة حتى دشن «بولسكين» موقعاً على الإنترنت ونشرة أخبار أطلق عليها «ذي رايتنج The Righting». وشعار النشرة هو «أبرز عناوين الأنباء من اليمين المتطرف إلى باقي الولايات المتحدة». وبالنسبة لمن يحصلون على أنبائهم من المصادر التقليدية من التيار الرئيسي، ربما تمثل النشرة زيارة لمدة خمسة أيام في الأسبوع إلى عالم مختلف، لأنها تجمع مقالات من مواقع الجناح اليميني وتقيس جمهور هذه المواقع. وترى الصحفية والروائية الأميركية «مولي جونج-فاست» أن متابعة الموقع يساعدها على رؤية «عالم آخر من الإعلام لأن وسائل الإعلام منقسمة بشدة. ومدى اختلاف العالمين أمر غريب».
ودعنا نفحص حادثة إغلاق متحف «نيوزييم» الخاص بالصحافة في الآونة الأخيرة. فإذا كنت قد علمت بإغلاقه من مصادر إعلام التيار الرئيسي، فربما فهمت إنه من المؤسف أن مؤسسة احتفت بالتعديل الأول في الدستور تضطر للإغلاق بسبب صعوبات مالية. أو ربما علمت أيضاً أن متجر المتحف كان يبيع ذات يوم تذكارات خاصة بالأنباء الكاذبة. لكن إذا اطلعت على نشرة «ذي رايتنج» فربما حصلت على شيء مختلف تماماً. ومن المؤكد أن «بولسكين» ليس الأول أو الوحيد الذي يقوم بهذا العمل. فبعض المنظمات الإعلامية لديها صحفيون يهتمون برصد أخبار وسائل إعلام اليمين. وهناك نشرة أخبار «رايت ريتشر» لـ«ويل سومر» التي كانت مصدراً مهماً لمعلومات مشابهة. ويؤكد «بولسكين»، الذي عمل صحفياً في شبكه «سي. إن. إن» ذات يوم قبل أن يدشن شركته للعلاقات العامة أنه دشن هذا المشروع ليس طعماً في الربح- فهو لا يحقق ربحا- بل «لإعلام الناس في الوسط واليسار».
وبنشر أنباء الجناح اليميني، لا يحاول «بولسكين» تمحيص الحقائق أو تصحيحها. إنه يدرك الجانب السلبي لهذا، لأن ما يجمعه وينشره قد يكون عنصرياً ومعادياً للعلم أو باطلاً تماماً. لكن هناك حداً لما يمكن نشره، فقد توقف، على سبيل المثال، عن نشر قصص من موقع «ديلي ستورمر» للنازية الجديدة على الإنترنت رغم شعبيته. وفي الوقت نفسه، يجد «بولسكين» بعضاً مما يجمعه على الأقل جيداً الكتابة والحجة. ولاحظ «بولسكين» بعض التوجهات العامة من متابعته لمؤشرات وسائل إعلام الجناح اليميني.
وأبرز هذه التوجهات: النمو الذي لا يتوقف لموقع «فوكس نيوز». ويؤكد«بولسكين» أن الذين يعتقدون أن تأثير «فوكس» ناتج في الأساس من شبكتها التلفزيونية يفوتهم تطور كبير. والتوجه الثاني هو تصاعد تأثير وجمهور موقع واشنطن ايكزيمينر المحافظ على الإنترنت، والمجلة الأسبوعية المطبوعة بالاسم ذاته التي أسسها عام 2005 الملياردير فيليب انشوتز ومقرها واشنطن.
ويوم الجمعة الماضي، في الوقت الذي كانت تتعامل فيه مؤسسات الإعلام من التيار الرئيسي مع أنباء مقتل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» بضربة طائرة مسيرة أميركية في بغداد، برزت الحاجة إلى تحلي الصحفيين والجمهور بالشك والحذر. لم يتذكر الجميع أو لم يختر تذكر الاندفاع الذي حركته وسائل الإعلام نحو الحرب الكارثية في العراق قبل أكثر من 15 عاماً. لكن «ذي رايتنج» عكست ما يتلقاه كثيرون من الأميركيين من مصادر معلوماتهم، وهم المؤيدون لترامب. فقد كان نص عنوان مقال «توم روجان» في صحيفة «واشنطن ايكزيمينر» هو «لماذا لم يكن ترامب في حاجة لموافقة الكونجرس لقتل قاسم سليماني». وجاء في عنوان لفوكس نيوز «ترامب كان محقاً في إصداره أمراً بقتل سليماني» لأن مقتله «سيجعل أميركا أكثر أمناً». وأثارت جهود «بولسكين» أصدقاءه الأكثر ليبرالية الذين «يعتقدون أنني أصبحت غير عقلاني». لكن «بولسكين» مقتنع- كما كان يوم التاسع من نوفمبر عام 2016- أنه من المهم فهم الطريقة التي يتم بها تشكيل آراء قطاع كبير من سكان البلاد. وأكد قائلاً: «كي يكون المرء ملماً بما يجري في أميركا، يتعين عليه معرفة ما يُقال في اليمين».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»