مع إقرار ميزانية الدفاع الكبيرة لهذا العام في الآونة الأخيرة، أجاز الكونجرس إقامة سلاح سادس من القوات المسلحة وهو قوة الفضاء الأميركية. ويعكس هذا التحرك تصاعد التوجه العسكري في الفضاء مع تزايد اعتماد الأسلحة الأخرى على عمليات قوة الفضاء. ورغم انتقادات من المتشددين في الإنفاق، فقد حانت ساعة سلاح الفضاء. لكن يمكن تفهم أن لدى الجمهور أسئلة مثل: كيف ستكون قوة الفضاء؟ وما مهمتها؟
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة لم تضف فرعاً جديداً للجيش منذ إنشاء القوات الجوية عام 1947. ورغم أن الإجراء لم يمر دون جدال، فإنه يعترف بواقع أن العمليات الجوية سيتزايد حجمها وتعقيدها مستقبلا. وهذا يستوجب توفير هيئة من الخبراء الذين «يرعون» التفكير والتخطيط وتوفير المعدات لهذا المجال إلى جانب القوات البحرية والبرية.
وهذا هو المنطق الأساسي الذي قامت عليه قوة الفضاء الأميركية، فمع الأخذ في الاعتبار تعقيد ونطاق العمليات في الفضاء، يتطلب المجال تحديد مهمته بدقة. وعلى خلاف روسيا والصين التي لدى كل منها قوات فضاء، اعتمدت الولايات المتحدة إلى حد كبير على القوات الجوية الأميركية في إدارة العمليات الفضائية الداعمة لجهود القوات البرية والبحرية. وفي حالات كثيرة، وضع هذا قوة الفضاء في مكان غير مميز في القوات الجوية المقاتلة.
والمهمة الأساسية لسلاح الفضاء ستكون تدريب وتجهيز وتنظيم وإدارة العمليات العسكرية في الفضاء. وهذا يعني إدارة الأقمار الاصطناعية الأميركية التي تديرها حالياً أجهزة منفصلة بحسب الوظيفة، وتشغيل منشآت الإطلاق العسكرية، مثل قواعد «آير فورس» في فاندنبيرج بكاليفورنيا وغيرها، والتخطيط المالي والإعداد لشراء أقمار اصطناعية وعتاد للدعم البري، وفوق كل هذا، تدريب طاقم متخصص من ضباط الفضاء.
وستبدأ القوة ببضع مئات من المتخصصين وتنقل تقاريرها إلى قائد عمليات الفضاء. ومع مرور الوقت، من المرجح أن تنمو القوة لتضم ما بين 10 آلاف و15 ألف متدرب ومشتغل وقائد، يكون عملهم تقديم قدرات سلاح الفضاء إلى أفرع القوات العسكرية الأميركية المقاتلة. وأثناء أكثر من سبع سنوات قضيتها في القيادة في أميركا اللاتينية وأوروبا، كنت أخاطب هاتفياً الزميل المسؤول عن قوة الفضاء لتغطية حاجتي لمزيد من المراقبة والاتصال والاستهداف. ويستطيع خلفائي القيام بهذا أيضاً. وفي هذا الشأن، لدي ثلاث نصائح للقائد الجديد لعمليات الفضاء.
النصيحة الأولى: يجب عليه أن يدرس التاريخ. فهناك دروس قوية تقدمها لنا إقامة القوات الجوية الأميركية عام 1947 وتطور سلاح مشاة البحرية الأميركي. وأن يتعلم كيف سارت العمليات في السنة الأولى والعقد الأول في القوات الجوية. وأن يفحص السجل للاطلاع على نواحي القصور ويضع خطة لتجنبها. ونقاط القصور هذه تتضمن، ما إذا كانت الأسلحة الأخرى ستمانع في التخلي عن موارد، وما إذا كانت هيئة الأركان ستولي اهتماماً لعضو «جديد» فيها، ونوع الدور الذي يتعين على الكونجرس القيام به لتقديم دعم مبدئي للسلاح الجديد. وبالمثل، هناك دروس جيدة ليتعلمها من تاريخ سلاح مشاة البحرية الذي ظل فرعاً ملحقاً بقوات البحرية حتى الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ثم أتاح إمكانية القيام بعمليات برية أوسع نطاقاً.
ثانياً: عليه إقامة علاقات متينة مع رئيسه الذي من المفترض أنه يكون قائد القوات الجوية والأعضاء الآخرين في هيئة الأركان المشتركة. فقائد سلاح الفضاء سيكون الوافد الجديد في الهيئة، وسيتعين عليه التحلي بالتواضع والتعاطف وحس الفكاهة الجيد، ليندمج وسط فريق من الصفوة من قادة الأسلحة الآخرين. ومن الحيوي أيضاً، بناء علاقات جيدة مع قادة أفراع القوات المقاتلة العشرة، وهم المستخدمون النهائيون لإمكانيات قوة الفضاء. ويتعين أيضاً العمل عن كثب مع قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية التي تضطلع بمسؤوليات «التدريب والتجهيز والتنظيم» ولديها مسؤوليات عملياتية.
ثالثاً: يجب السعي في طريق الحصول على فترة ولاية طويلة في المستويات العليا من قوة الفضاء. فأحد الأسباب التي أدت إلى نجاح البرامج النووية المتقدمة تقنياً في سلاح البحرية، كان أن قائد المفاعلات البحرية خدم دوماً لفترة ثمانية أعوام بحد أدنى في هذه الوظيفة الأساسية. وكي ندشن سلاحاً للفضاء، يتطلب الأمر فترة ولاية أطول من مجرد أربع سنوات للقائد. وبالمثل، يجب أن يشغل القادةُ البارزون الآخرون لقوة الفضاء المنصبَ لفترة ولاية أطول أثناء فترة بنائها في البداية. ودعونا نتذكر أيضاً أن الجنود يجب أن يكونوا بحريين، أي مرتبطين بالسفن الفضائية، فقد كانت «ستارشيب انتربرايس» في سلسلة أفلام «ستار تريك» يقودها الكابتن جيمس كيرك وليس الكولونيل كيرك من داخل المركبة وليس من موقع قيادة.
وسواء انتهى بنا الحال إلى تعيين قائد بحري أو قائد بري لعمليات الفضاء، فمن الواضح أن الفضاء هو مجال القتال الحيوي الرابع ويتطلب فرعاً محدداً ومخلصاً من القوات الأميركية لإتقان المهمة من أجل البلاد. صحيح أن رحلات «ستارشيب انتربرايز» الخيالية ربما لن تتحقق في الواقع قبل قرن أو أكثر، لكن رحلات قوات الفضاء الأميركية توشك أن تبدأ.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة لم تضف فرعاً جديداً للجيش منذ إنشاء القوات الجوية عام 1947. ورغم أن الإجراء لم يمر دون جدال، فإنه يعترف بواقع أن العمليات الجوية سيتزايد حجمها وتعقيدها مستقبلا. وهذا يستوجب توفير هيئة من الخبراء الذين «يرعون» التفكير والتخطيط وتوفير المعدات لهذا المجال إلى جانب القوات البحرية والبرية.
وهذا هو المنطق الأساسي الذي قامت عليه قوة الفضاء الأميركية، فمع الأخذ في الاعتبار تعقيد ونطاق العمليات في الفضاء، يتطلب المجال تحديد مهمته بدقة. وعلى خلاف روسيا والصين التي لدى كل منها قوات فضاء، اعتمدت الولايات المتحدة إلى حد كبير على القوات الجوية الأميركية في إدارة العمليات الفضائية الداعمة لجهود القوات البرية والبحرية. وفي حالات كثيرة، وضع هذا قوة الفضاء في مكان غير مميز في القوات الجوية المقاتلة.
والمهمة الأساسية لسلاح الفضاء ستكون تدريب وتجهيز وتنظيم وإدارة العمليات العسكرية في الفضاء. وهذا يعني إدارة الأقمار الاصطناعية الأميركية التي تديرها حالياً أجهزة منفصلة بحسب الوظيفة، وتشغيل منشآت الإطلاق العسكرية، مثل قواعد «آير فورس» في فاندنبيرج بكاليفورنيا وغيرها، والتخطيط المالي والإعداد لشراء أقمار اصطناعية وعتاد للدعم البري، وفوق كل هذا، تدريب طاقم متخصص من ضباط الفضاء.
وستبدأ القوة ببضع مئات من المتخصصين وتنقل تقاريرها إلى قائد عمليات الفضاء. ومع مرور الوقت، من المرجح أن تنمو القوة لتضم ما بين 10 آلاف و15 ألف متدرب ومشتغل وقائد، يكون عملهم تقديم قدرات سلاح الفضاء إلى أفرع القوات العسكرية الأميركية المقاتلة. وأثناء أكثر من سبع سنوات قضيتها في القيادة في أميركا اللاتينية وأوروبا، كنت أخاطب هاتفياً الزميل المسؤول عن قوة الفضاء لتغطية حاجتي لمزيد من المراقبة والاتصال والاستهداف. ويستطيع خلفائي القيام بهذا أيضاً. وفي هذا الشأن، لدي ثلاث نصائح للقائد الجديد لعمليات الفضاء.
النصيحة الأولى: يجب عليه أن يدرس التاريخ. فهناك دروس قوية تقدمها لنا إقامة القوات الجوية الأميركية عام 1947 وتطور سلاح مشاة البحرية الأميركي. وأن يتعلم كيف سارت العمليات في السنة الأولى والعقد الأول في القوات الجوية. وأن يفحص السجل للاطلاع على نواحي القصور ويضع خطة لتجنبها. ونقاط القصور هذه تتضمن، ما إذا كانت الأسلحة الأخرى ستمانع في التخلي عن موارد، وما إذا كانت هيئة الأركان ستولي اهتماماً لعضو «جديد» فيها، ونوع الدور الذي يتعين على الكونجرس القيام به لتقديم دعم مبدئي للسلاح الجديد. وبالمثل، هناك دروس جيدة ليتعلمها من تاريخ سلاح مشاة البحرية الذي ظل فرعاً ملحقاً بقوات البحرية حتى الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ثم أتاح إمكانية القيام بعمليات برية أوسع نطاقاً.
ثانياً: عليه إقامة علاقات متينة مع رئيسه الذي من المفترض أنه يكون قائد القوات الجوية والأعضاء الآخرين في هيئة الأركان المشتركة. فقائد سلاح الفضاء سيكون الوافد الجديد في الهيئة، وسيتعين عليه التحلي بالتواضع والتعاطف وحس الفكاهة الجيد، ليندمج وسط فريق من الصفوة من قادة الأسلحة الآخرين. ومن الحيوي أيضاً، بناء علاقات جيدة مع قادة أفراع القوات المقاتلة العشرة، وهم المستخدمون النهائيون لإمكانيات قوة الفضاء. ويتعين أيضاً العمل عن كثب مع قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية التي تضطلع بمسؤوليات «التدريب والتجهيز والتنظيم» ولديها مسؤوليات عملياتية.
ثالثاً: يجب السعي في طريق الحصول على فترة ولاية طويلة في المستويات العليا من قوة الفضاء. فأحد الأسباب التي أدت إلى نجاح البرامج النووية المتقدمة تقنياً في سلاح البحرية، كان أن قائد المفاعلات البحرية خدم دوماً لفترة ثمانية أعوام بحد أدنى في هذه الوظيفة الأساسية. وكي ندشن سلاحاً للفضاء، يتطلب الأمر فترة ولاية أطول من مجرد أربع سنوات للقائد. وبالمثل، يجب أن يشغل القادةُ البارزون الآخرون لقوة الفضاء المنصبَ لفترة ولاية أطول أثناء فترة بنائها في البداية. ودعونا نتذكر أيضاً أن الجنود يجب أن يكونوا بحريين، أي مرتبطين بالسفن الفضائية، فقد كانت «ستارشيب انتربرايس» في سلسلة أفلام «ستار تريك» يقودها الكابتن جيمس كيرك وليس الكولونيل كيرك من داخل المركبة وليس من موقع قيادة.
وسواء انتهى بنا الحال إلى تعيين قائد بحري أو قائد بري لعمليات الفضاء، فمن الواضح أن الفضاء هو مجال القتال الحيوي الرابع ويتطلب فرعاً محدداً ومخلصاً من القوات الأميركية لإتقان المهمة من أجل البلاد. صحيح أن رحلات «ستارشيب انتربرايز» الخيالية ربما لن تتحقق في الواقع قبل قرن أو أكثر، لكن رحلات قوات الفضاء الأميركية توشك أن تبدأ.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»