إن عالمنا يتغير بسرعة بسبب ثورة المعلومات والتقنية. نجد أن 65 في المائة من الرؤساء التنفيذيين في العالم يعتقدون أن التكنولوجيا ستغير كيفية قيامهم بمشاريعهم في السنوات الخمس المقبلة. 50 في المائة من مديري الشركات ذكروا أنهم «قلقون للغاية بشأن إيجاد المواهب والمهارات التي يحتاجونها»، ونظراً لهذه التغييرات لابد من تغيير أنظمة التعليم لكي تواكب احتياجات سوق العمل، وهذا ما شرحه سعادة الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، في محاضرته في قمة «المستقبل الرقمي 2019»، والتي استضافتها «هيئة أبوظبي الرقمية» في يومي 8 و9 من الشهر الجاري.
فقد وضح الدكتور عبداللطيف الشامسي أن الرؤية النهائية لمستقبل التعليم ستتمحور على إطار المنهج، سجلات الطلبة، ووسائل التواصل الاجتماعي وسيكون التركيز على خصخصة الدرجات العلمية، خصخصة المناهج، الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة. وهذا يعني سيتحول نظام التعليم من تعليم جماعي يلقن لكل الطلبة إلى شخصي يستند إلى مهارات وميول الطالب.
الهدف من هذه الرؤية هو تخريج قيادات تقنية وشركات لرواد أعمال، وليس مجرد خريجين بشهادات وتحويل كلية التقنية العليا إلى منطقة حرة للأفكار الإبداعية. وهذا كان تماشياً مع الرؤى الوطنية وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الإماراتية في «خطة الجيل الرابع»، والتي تمثلت بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «النهج الجديد» للكليات لتمكينها من تخريج شركات ورواد أعمال وفق البند السادس من وثيقة «الخمسين».
فالمنطقة الاقتصادية الإبداعية الحرة في كليات التقنية العليا مبنية على هذه الأساسيات: فكرة المشروع لدى الطالب، مرحلة إثبات المبدأ، نموذج أولي، وحاضنة الأعمال، وبذلك تساهم الكليات التعليمية في خلق فرص العمل للطلبة وليس فقط انتظارها. وقد تم أيضاً دمج التعليم الأكاديمي والمهني من خلال توفير الشهادات المهنية الاحترافية في تخصصات متعددة مثل: الاتصال والإعلام، ريادة الأعمال، علوم المعلومات الحاسوبية، الهندسة والتكنولوجيا والعلوم، والعلوم الصحية.
إن أكثر التخصصات التي تحتاج هذا النوع من التعليم هي كليات الاتصال والإعلام، فالتطور السريع والاعتماد على التكنولوجيا الجديدة غيّر وجه وسائل الإعلام. فالمؤسسات الإعلامية التي لا تواكب تكنولوجيا الاتصالات قد تجد نفسها ابتلعت من قبل شركات أكثر مواكبة للتقنيات الجديدة.
لذلك على كليات الإعلام ألا تقوم فقط بتعليم الطلبة كيفية استخدام التكنولوجيا التطبيقية، بل تحفزهم على اختراع تقنيات وابتكارات جديدة، مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«سناب شات»، وكلها تطبيقات ومواقع تواصل اجتماعي تم إطلاقها من قبل شباب في العشرينيات. فالوضع الراهن في منطقتنا يحتم تخريج طلبة مبتكرين ومخترعين خاصة لمواجهة انتشار الأخبار المزيفة وانتهاج «اغتيال» الشخصيات القيادية، والذي يتم ليس فقط عن خطأ عرضي بل هو تضليل متعمد وديناميكي يمارس بشكل مستمر في الإعلام التقليدي والجديد.
لقد أدرك «فيسبوك» أن البحث اليدوي للحقائق، لن يفيد في حل مشكلة الأخبار المزيفة، ولحل هذه المشكلة بدأ «فيسبوك» باستخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف مروجي الأخبار المزيفة. فمن خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي يتم العثور على الكلمات أو حتى أنماط الكلمات التي يمكن أن تلقي الضوء على القصص الإخبارية المزيفة.
ونتيجة لذلك يتطلب ليس فقط تخريج شركات مبتدئة، بل أيضاً مؤسسات بحثية لتقديم التوصيات والابتكارات المطلوبة، والتي تدعم نجاح الشركات بناء على أسس علمية. كما يجب الاستثمار بشكل أكبر في الذكاء الاصطناعي خاصة في مجال الاتصال والإعلام لمواجهة فوضى المعلومات، وانتشار الأخبار المزيفة وتقديم محتوى أفضل، والعمل أيضاً مع كافة الجهات لتنظيم منصات الإنترنت والخدمات الرقمية.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي
فقد وضح الدكتور عبداللطيف الشامسي أن الرؤية النهائية لمستقبل التعليم ستتمحور على إطار المنهج، سجلات الطلبة، ووسائل التواصل الاجتماعي وسيكون التركيز على خصخصة الدرجات العلمية، خصخصة المناهج، الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة. وهذا يعني سيتحول نظام التعليم من تعليم جماعي يلقن لكل الطلبة إلى شخصي يستند إلى مهارات وميول الطالب.
الهدف من هذه الرؤية هو تخريج قيادات تقنية وشركات لرواد أعمال، وليس مجرد خريجين بشهادات وتحويل كلية التقنية العليا إلى منطقة حرة للأفكار الإبداعية. وهذا كان تماشياً مع الرؤى الوطنية وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الإماراتية في «خطة الجيل الرابع»، والتي تمثلت بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «النهج الجديد» للكليات لتمكينها من تخريج شركات ورواد أعمال وفق البند السادس من وثيقة «الخمسين».
فالمنطقة الاقتصادية الإبداعية الحرة في كليات التقنية العليا مبنية على هذه الأساسيات: فكرة المشروع لدى الطالب، مرحلة إثبات المبدأ، نموذج أولي، وحاضنة الأعمال، وبذلك تساهم الكليات التعليمية في خلق فرص العمل للطلبة وليس فقط انتظارها. وقد تم أيضاً دمج التعليم الأكاديمي والمهني من خلال توفير الشهادات المهنية الاحترافية في تخصصات متعددة مثل: الاتصال والإعلام، ريادة الأعمال، علوم المعلومات الحاسوبية، الهندسة والتكنولوجيا والعلوم، والعلوم الصحية.
إن أكثر التخصصات التي تحتاج هذا النوع من التعليم هي كليات الاتصال والإعلام، فالتطور السريع والاعتماد على التكنولوجيا الجديدة غيّر وجه وسائل الإعلام. فالمؤسسات الإعلامية التي لا تواكب تكنولوجيا الاتصالات قد تجد نفسها ابتلعت من قبل شركات أكثر مواكبة للتقنيات الجديدة.
لذلك على كليات الإعلام ألا تقوم فقط بتعليم الطلبة كيفية استخدام التكنولوجيا التطبيقية، بل تحفزهم على اختراع تقنيات وابتكارات جديدة، مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«سناب شات»، وكلها تطبيقات ومواقع تواصل اجتماعي تم إطلاقها من قبل شباب في العشرينيات. فالوضع الراهن في منطقتنا يحتم تخريج طلبة مبتكرين ومخترعين خاصة لمواجهة انتشار الأخبار المزيفة وانتهاج «اغتيال» الشخصيات القيادية، والذي يتم ليس فقط عن خطأ عرضي بل هو تضليل متعمد وديناميكي يمارس بشكل مستمر في الإعلام التقليدي والجديد.
لقد أدرك «فيسبوك» أن البحث اليدوي للحقائق، لن يفيد في حل مشكلة الأخبار المزيفة، ولحل هذه المشكلة بدأ «فيسبوك» باستخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف مروجي الأخبار المزيفة. فمن خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي يتم العثور على الكلمات أو حتى أنماط الكلمات التي يمكن أن تلقي الضوء على القصص الإخبارية المزيفة.
ونتيجة لذلك يتطلب ليس فقط تخريج شركات مبتدئة، بل أيضاً مؤسسات بحثية لتقديم التوصيات والابتكارات المطلوبة، والتي تدعم نجاح الشركات بناء على أسس علمية. كما يجب الاستثمار بشكل أكبر في الذكاء الاصطناعي خاصة في مجال الاتصال والإعلام لمواجهة فوضى المعلومات، وانتشار الأخبار المزيفة وتقديم محتوى أفضل، والعمل أيضاً مع كافة الجهات لتنظيم منصات الإنترنت والخدمات الرقمية.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي