ذكر تقرير لوكالة رويترز للأنباء أن «الدعم للمرشحة الديمقراطية الأميركية إليزابيث وارين انخفض على المستوى القومي لأدنى مستوى في أربعة شهور، وهناك ما يقرب من ثلث الناخبين الذين من المحتمل أن يصوتوا في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية يقولون إنهم لا يعرفون المرشح الذي سيختارونه، مع بقاء أقل من شهرين على أول حدث انتخابي للمرشحين، وفقاً لاستطلاعات رأي عام لرويترز وأبسوس». والواقع أن الساحة الديمقراطية تبدو بلا مرشح بارز فيها.
وما يحدث في المناظرات المحتدمة التي يكثر فيها المتنافسون، هو أن الناخبين ربما ينتهي بهم الحال إلى عدم الإعجاب بأحد. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن «التأييد انخفض بنسبة 2% لنائب الرئيس السابق جو بايدن، ليصل إلى 19% فحسب. وانخفض بنسبة 3% للسناتور الأميركي بيرني ساندرز ليصل إلى 14%، وانخفض بنسبة 1% لبيت بوتيجيج رئيس بلدية ساوث بند في ولاية انديانا».
وجاء في تقرير رويترز أن «مايكل بلومبيرج، الملياردير وقطب الإعلام، دخل السباق باعتباره خامس أكثر المرشحين شعبية بنسبة دعم بلغت 4%. والدعم لوارين انخفض بنسبة 2% ليصل إلى 9% في استطلاعات الرأي القومية، وهو أسوأ أداء لسيناتور ماساشوستس في استطلاعات رويترز وابسوس منذ أغسطس الماضي». وانخفضت نسبة التأييد لآمي كلوبتشار أيضاً لتصل إلى 4%.
وذلك ليس إلا استطلاعاً واحداً للرأي، وإن كان على نطاق قومي. وإذا نظر المرء إلى استطلاعات الرأي على المستوى القومي أو مستوى الولايات، فإن نسب التأييد لوراين قد انخفضت بشدة على مدار الشهور القليلة الماضية. واهتمت الصحافة بفكرة تراجع قوة بايدن وتجاهلت -فيما يبدو- التقييم الأكبر والأكثر دقة، وهو أن وارين في تراجع مع صعود ساندرز وبوتيجيج. وأشارت متوسطات أرقام استطلاعات الرأي التي توصّل إليها موقع «ريال كلير بوليتكس» إلى أن وارين حلّت في المرتبة الثالثة في أيوا ونيوهامشير، وكانت قبل أسابيع فحسب تبدو في كلا السابقين (القومي والولائي) كما لو أنها ستفوز بهما. وعلى خلاف بايدن الذي قد يتحمل أداءً ضعيفاً لفترة من الوقت ثم ينتظر الولايات التي بها نسب عالية من الأميركيين الأفارقة، لا تتمتع وارين حتى الآن بتأييد كبير وسط الناخبين غير البيض. وأسباب تراجعها متعددة؛ مثل فشل خطتها الخاصة بالرعاية الصحية للجميع، والاعتماد المفرط على الخطط، حيث لدى الآخرين الآن الكثير من الخطط أيضاً، والشك في احتمال فوزها بالانتخابات، وصعود مرشحين جدد أكثر إثارة للاهتمام. إنها بالتأكيد مازالت في الطبقة العليا ولديها التنظيم والمال مما قد يمكنها من التقدم. لكن إذا كان المرء مهتماً بالزخم السياسي، فإن زخم وارين في تراجع. والمناظرات لم تساعد جمهور الناخبين في المرحلة التمهيدية في حسم أمرهم على مرشح مفضل.
ومن الجائز أيضاً أنه حين يترك مرشحو السباق، فقد يتغير تقييم الناخبين، حتى أولئك الذين ترك مرشحهم المفضل ساحة السباق. وحينها سيسأل الناخب نفسه: مَن بقي الآن؟ وما خياري؟ والناس غير منطقيين فطرياً في تفضيلاتهم. فقد يفضل الناخب وارين على بايدن وبايدن على كلوبتشار، لكنه قد يختار كلوبتشار مفضلاً إياها على وارين!
وفي المرحلة الحالية يبدو كما لو أن ستة، وربما قد يصبحون ثمانية، مرشحين سيتأهلون لمناظرة ديسمبر. وربما هذا سيساعد الناخبين على تحديد مرشحهم المفضل. وبالتأكيد سيكون من الأسهل عليهم اختيار واحد من ستة بدلاً من اختيار واحد من اثنى عشر. والمرشحون الذين لم يصلوا إلى مسرح المناظرة قد ينتهي بهم الحال إلى ترك السباق. والتخمينات كثيرة بشأن من سيختار الناخبون الذين كانوا يفضلون المرشحين المنسحبين. وباختصار، بعد بقاء أقل من 60 يوماً على اجتماعات أيوا الانتخابية للحزب الديمقراطي، مازال السباق بلا معالم واضحة بالمرة. والأنباء الجيدة لوارين هي أن الناخبين مازالوا يتابعون، والأنباء السيئة لها هي أن بعض الناخبين لم يستقروا عليها بالفعل.
*كاتبة وصحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»