ألقى الرئيس السادات وهو يقف على منبر الكنيست منذ 42 عاماً يوم 20 نوفمبر 1977 خطاباً تضمن مفاتيح فكرية وعاطفية رئيسية مكنته من الحصول على موجات متتالية من تصفيق غالبية الأعضاء داخل القاعة، ومكنته أيضاً خارجها من تقديم الدعم لحركات السلام الإسرائيلية وتعزيز مكانتها وعزل أيديولوجية التوسع والعدوان في أوساط المثقفين والضباط والجماهير العريضة.
كان الرئيس السادات الذي خاض معركة أكتوبر الظافرة عام 1973 بدعم من الزعماء العرب العظام في ذلك الوقت، مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، حريصاً على عدم ترك ميول العناد والتعنت لدى القيادات الإسرائيلية المتطرفة تفرض الجمود السياسي مرة أخرى لتهرب من استحقاقات السلام التي تفرض عليها الانسحاب من الأرض العربية المحتلة في حرب عام 1967 وما أعقبها من انفتاح لشهية التوسع الإسرائيلية.
وقد نجح الرئيس السادات من خلال هجوم السلام في النهاية عام 1979 في كسب عقول غالبية أعضاء الكنيست وتقليص عدد الأعضاء والوزراء الرافضين لفكرة الانسحاب من سيناء مقابل معاهدة سلام إلى 17 عضواً فقط. إن هذا العدد القليل من القادة السياسيين الإسرائيليين الذين عارضوا التصديق على معاهدة السلام مع مصر قبل التوقيع عليها في واشنطن بأيام، يدل على أهمية الإنجاز الذي حققه هجوم السلام في ذلك الوقت.
وما زلت أتذكر المقولة الصادرة من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان الذي قال قبل حرب أكتوبر 1973 «إن شرم الشيخ بدون سلام خير لإسرائيل من سلام بدون شرم الشيخ»، وهي مقولة أكد لي عدد من الضباط الإسرائيليين الأسرى الذين تحدثت معهم بالسجن الحربي المصري في حرب أكتوبر اقتناعهم بها، ومع ذلك كان ديان أحد القادة الذين وافقوا على المعاهدة التي نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء كاملة. وقد تم هذا التحول عنده بفعل الهجومين الظافرين اللذين شنهما السادات، وكان أولهما عسكرياً وثانيهما سياسياً.
وعودة إلى مفاتيح ورسائل خطاب الرئيس السادات، فقد كان أولها التأكيد على أنه لا غالب ولا مغلوب في الحروب المدمرة التي يدفع ثمنها الإنسان. وكان المفتاح الثاني المطالبة بالسلام لكل الشعوب والأديان، حيث قال: لقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين لكي نبني حياة جديدة، لكي نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض أرض الله، كلنا مسلمين ومسيحيين ويهود نعبد الله ولا نشرك به شيئاً، وتعاليم الله ووصاياه هي حب وصدق وطهارة وسلام. وكان المفتاح الثالث التذكير بالمعاناة والآلام التي يعانيها الشعب الإسرائيلي والشعوب العربية من آثار الحروب، فقال: «ونحن لا نزال في حالة حرب، بل نحن جميعاً ما نزال نعاني آثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثين عاماً، بل إن أسر ضحايا حرب أكتوبر 1973 لا تزال تعيش مآسي الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الآباء والإخوان». لقد لمس السادات بهذا عصباً حساساً عند الشعب الإسرائيلي الذي فقد أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وأكثر من عشرة آلاف جريح ومقعد في حرب أكتوبر، وأثار حنين الناس للأمن والسلام وقلب معادلة ديان رأساً على عقب ليكون السلام بدون شرم الشيخ أهم من شرم الشيخ بدون سلام عند الإسرائيليين.
كان الرئيس السادات الذي خاض معركة أكتوبر الظافرة عام 1973 بدعم من الزعماء العرب العظام في ذلك الوقت، مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، حريصاً على عدم ترك ميول العناد والتعنت لدى القيادات الإسرائيلية المتطرفة تفرض الجمود السياسي مرة أخرى لتهرب من استحقاقات السلام التي تفرض عليها الانسحاب من الأرض العربية المحتلة في حرب عام 1967 وما أعقبها من انفتاح لشهية التوسع الإسرائيلية.
وقد نجح الرئيس السادات من خلال هجوم السلام في النهاية عام 1979 في كسب عقول غالبية أعضاء الكنيست وتقليص عدد الأعضاء والوزراء الرافضين لفكرة الانسحاب من سيناء مقابل معاهدة سلام إلى 17 عضواً فقط. إن هذا العدد القليل من القادة السياسيين الإسرائيليين الذين عارضوا التصديق على معاهدة السلام مع مصر قبل التوقيع عليها في واشنطن بأيام، يدل على أهمية الإنجاز الذي حققه هجوم السلام في ذلك الوقت.
وما زلت أتذكر المقولة الصادرة من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان الذي قال قبل حرب أكتوبر 1973 «إن شرم الشيخ بدون سلام خير لإسرائيل من سلام بدون شرم الشيخ»، وهي مقولة أكد لي عدد من الضباط الإسرائيليين الأسرى الذين تحدثت معهم بالسجن الحربي المصري في حرب أكتوبر اقتناعهم بها، ومع ذلك كان ديان أحد القادة الذين وافقوا على المعاهدة التي نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء كاملة. وقد تم هذا التحول عنده بفعل الهجومين الظافرين اللذين شنهما السادات، وكان أولهما عسكرياً وثانيهما سياسياً.
وعودة إلى مفاتيح ورسائل خطاب الرئيس السادات، فقد كان أولها التأكيد على أنه لا غالب ولا مغلوب في الحروب المدمرة التي يدفع ثمنها الإنسان. وكان المفتاح الثاني المطالبة بالسلام لكل الشعوب والأديان، حيث قال: لقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين لكي نبني حياة جديدة، لكي نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض أرض الله، كلنا مسلمين ومسيحيين ويهود نعبد الله ولا نشرك به شيئاً، وتعاليم الله ووصاياه هي حب وصدق وطهارة وسلام. وكان المفتاح الثالث التذكير بالمعاناة والآلام التي يعانيها الشعب الإسرائيلي والشعوب العربية من آثار الحروب، فقال: «ونحن لا نزال في حالة حرب، بل نحن جميعاً ما نزال نعاني آثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثين عاماً، بل إن أسر ضحايا حرب أكتوبر 1973 لا تزال تعيش مآسي الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الآباء والإخوان». لقد لمس السادات بهذا عصباً حساساً عند الشعب الإسرائيلي الذي فقد أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وأكثر من عشرة آلاف جريح ومقعد في حرب أكتوبر، وأثار حنين الناس للأمن والسلام وقلب معادلة ديان رأساً على عقب ليكون السلام بدون شرم الشيخ أهم من شرم الشيخ بدون سلام عند الإسرائيليين.