إذا كانت الولايات المتحدة ستقلص عدم المساواة في الدخل بشكل كبير وترفع مستويات المعيشة للطبقة المتوسطة، فإنها ستكون بحاجة إلى نهج متعدد الجوانب. ومما سيساعد على تحقيق ذلك رفع الضرائب وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية. ويمكن لقوانين الحد الأدنى من الأجور أن تزيد الأجور للعاملين الأدنى دخلاً دون الحد من التوظيف بشكل كبير، لكن هذه القوانين تفيد فقط شريحة صغيرة نسبياً من القوى العاملة. لذا فهناك حاجة للقيام بشيء آخر.
وتتمثل إحدى الأفكار الجيدة في إعادة النقابات العمالية والمفاوضات الجماعية. وقد قامت عدة فرق من الاقتصاديين بفحص السجل التاريخي، وخلصت إلى أن النقابات كانت مهمة للحد من عدم المساواة. ولكن رغم أن النقابات لا تزال مهمة في القطاع العام، فإنه قد تم القضاء عليها تقريباً في القطاع الخاص.
ويجادل الناس حول سبب الانخفاض. فالبعض يلقي باللوم على التطبيق الضعيف لقوانين العمل أو ظهور قوانين الحق في العمل، والبعض الآخر يلقي باللوم على المنافسة العالمية والتكنولوجيا. بيد أن «مارتن مانلي»، رجل الأعمال الذي عمل سابقاً كمساعد لوزير العمل في عهد الرئيس بيل كلينتون، يقدم الإجابة في كتابه الجديد «صفقة أفضل: تنظيم أرباب العمال والعمال لتنمية الطبقة المتوسطة في أميركا». يقول مانلي إن نظام النقابة في الولايات المتحدة كان محكوماً عليه بالفشل منذ البداية.
ويشير إلى أنه قبل عام 1935، كانت هناك أنماط عديدة من المفاوضة الجماعية في الولايات المتحدة، وقد جسدها قانون العلاقات العمالية الوطني، وكان يُطلق عليه المفاوضة في المؤسسات. وبموجب هذا القانون، يجب على العاملين في كل مكان إنشاء نقابة، وإلا فلا تكون هناك مفاوضة جماعية. هذا النظام له جانب سلبي كبير: المنافسة. لنفترض أن العاملين في ماكدونالدز يريدون تكوين نقابة. يعلم المديرون أنه إذا تم ذلك، فسترتفع الأجور وأسعار الهامبرجر في ماكدونالدز. وهذا من شأنه أن يضع المطعم في وضع تنافسي غير مؤاتٍ، مقابل مطعم برجر كينج الكائن في نفس الشارع، ما يؤدي إلى تسريح العمال. سيقدم المديرون هذه الحجة إلى العمال، الذين ربما يجدونها مقنعة.
لكن إذا كان بإمكان كل من ماكدونالدز وبرجر كينج التنسيق وتكوين نقابة سوياً، فلن تكون هناك مشكلة منافسة، وسترتفع الأجور وقد تتراجع الأرباح في كل من المؤسستين العملاقتين، بينما يدفع المستهلكون أسعاراً أعلى للبرجر. ويكون الوضع أسوأ بالنسبة لشركات مثل جنرال موتورز التي تواجه منافسة دولية لأنه لا توجد وسيلة أمام عمال جنرال موتورز للتنسيق مع فولكس فاجن في أوروبا أو عمال تويوتا في آسيا. لذا فإن مانلي يقترح تكوين مجموعات من الشركات في نفس الصناعة والمنطقة تتفاوض جماعياً مع عمالها. بموجب هذا المقترح ستقوم أي رابطة صناعية بالتفاوض في وقت واحد مع جميع المؤسسات التي ينتمي إليها العمال في هذه الصناعة، سواء كانت نقابات أو جمعيات للعاملين أو مؤسسات مهنية أو مجموعات مناصرة.
إنها أفكار جديدة وجيدة، لكنها تتطلب تغطية العمال غير المنتمين إلى أي مؤسسة.
ويذكر أن مرشحين رئاسيين، مثل بيت بوتيجيج وإليزابيث وارين، أيدوا المفاوضات على مستوى القطاع، ما يدل على أن الفكرة يتم استيعابها والترويج لها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وتتمثل إحدى الأفكار الجيدة في إعادة النقابات العمالية والمفاوضات الجماعية. وقد قامت عدة فرق من الاقتصاديين بفحص السجل التاريخي، وخلصت إلى أن النقابات كانت مهمة للحد من عدم المساواة. ولكن رغم أن النقابات لا تزال مهمة في القطاع العام، فإنه قد تم القضاء عليها تقريباً في القطاع الخاص.
ويجادل الناس حول سبب الانخفاض. فالبعض يلقي باللوم على التطبيق الضعيف لقوانين العمل أو ظهور قوانين الحق في العمل، والبعض الآخر يلقي باللوم على المنافسة العالمية والتكنولوجيا. بيد أن «مارتن مانلي»، رجل الأعمال الذي عمل سابقاً كمساعد لوزير العمل في عهد الرئيس بيل كلينتون، يقدم الإجابة في كتابه الجديد «صفقة أفضل: تنظيم أرباب العمال والعمال لتنمية الطبقة المتوسطة في أميركا». يقول مانلي إن نظام النقابة في الولايات المتحدة كان محكوماً عليه بالفشل منذ البداية.
ويشير إلى أنه قبل عام 1935، كانت هناك أنماط عديدة من المفاوضة الجماعية في الولايات المتحدة، وقد جسدها قانون العلاقات العمالية الوطني، وكان يُطلق عليه المفاوضة في المؤسسات. وبموجب هذا القانون، يجب على العاملين في كل مكان إنشاء نقابة، وإلا فلا تكون هناك مفاوضة جماعية. هذا النظام له جانب سلبي كبير: المنافسة. لنفترض أن العاملين في ماكدونالدز يريدون تكوين نقابة. يعلم المديرون أنه إذا تم ذلك، فسترتفع الأجور وأسعار الهامبرجر في ماكدونالدز. وهذا من شأنه أن يضع المطعم في وضع تنافسي غير مؤاتٍ، مقابل مطعم برجر كينج الكائن في نفس الشارع، ما يؤدي إلى تسريح العمال. سيقدم المديرون هذه الحجة إلى العمال، الذين ربما يجدونها مقنعة.
لكن إذا كان بإمكان كل من ماكدونالدز وبرجر كينج التنسيق وتكوين نقابة سوياً، فلن تكون هناك مشكلة منافسة، وسترتفع الأجور وقد تتراجع الأرباح في كل من المؤسستين العملاقتين، بينما يدفع المستهلكون أسعاراً أعلى للبرجر. ويكون الوضع أسوأ بالنسبة لشركات مثل جنرال موتورز التي تواجه منافسة دولية لأنه لا توجد وسيلة أمام عمال جنرال موتورز للتنسيق مع فولكس فاجن في أوروبا أو عمال تويوتا في آسيا. لذا فإن مانلي يقترح تكوين مجموعات من الشركات في نفس الصناعة والمنطقة تتفاوض جماعياً مع عمالها. بموجب هذا المقترح ستقوم أي رابطة صناعية بالتفاوض في وقت واحد مع جميع المؤسسات التي ينتمي إليها العمال في هذه الصناعة، سواء كانت نقابات أو جمعيات للعاملين أو مؤسسات مهنية أو مجموعات مناصرة.
إنها أفكار جديدة وجيدة، لكنها تتطلب تغطية العمال غير المنتمين إلى أي مؤسسة.
ويذكر أن مرشحين رئاسيين، مثل بيت بوتيجيج وإليزابيث وارين، أيدوا المفاوضات على مستوى القطاع، ما يدل على أن الفكرة يتم استيعابها والترويج لها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»