مع تفاقم الصراع في أفغانستان، تواصل خسائر الأرواح بين قوات الأمن في البلاد، الارتفاع، وهو مؤشر مثير للقلق، في وقت يتطلع فيه مفاوضون أميركيون إلى تجديد المحادثات مع حركة «طالبان»، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام، من المحتمل أن يتضمن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وزادت الخسائر في الأرواح بين قوات الأمن الأفغانية، بنحو 5 في المئة، خلال الفترة من يونيو وحتى أغسطس الماضيين، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، حسبما أكد تقرير فصلي للمفتش العام الأميركي لشؤون إعادة إعمار أفغانستان.
وعانى الجيش الأفغاني، من ارتفاع معدلات الخسائر على مدار سنوات، ووصفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» ارتفاع أعداد القتلى بين قوات الأمن الأفغانية، بأنها «غير قابلة للاستمرار».
ولا تكشف حكومة كابول عن الأعداد الدقيقة، لكن في نهاية عام 2018، تحدث الرئيس أشرف غني، عن سقوط أكثر من 28 ألف عضو في القوات الأمنية منذ عام 2015.
وتأتي هذه الأرقام الكبيرة، بينما يتطلع مفاوضون من الولايات المتحدة، ومن حركة «طالبان»، استئناف محادثات السلام، بعد أن علقها الرئيس دونالد ترامب في سبتمبر، ومن المتوقع أن يكون العنصر الرئيس في أي اتفاق سلام، هو انسحاب القوات الأميركية، وهي خطوة من شأنها زيادة الضغط على جيش أفغانستان.
وفي بداية أكتوبر الماضي، أعلنت بعثة الجيش الأميركي في أفغانستان أنها قد بدأت بالفعل تقليص عدد الجنود، وأنها أعادت إلى الولايات المتحدة ما مجموعه زهاء 13 ألف جندي.
والغريب أنه خلال العام الماضي، أدى الدفع نحو السلام إلى زيادة أعمال العنف في أفغانستان، حيث سعت كل من القوات الحكومية المدعومة أميركياً وحركة «طالبان» إلى كسب ورقة تفاوضية من خلال المكاسب الميدانية.
وبلغ عدد العمليات العسكرية البرية، التي قامت بها القوات الخاصة الأفغانية، 2531 عملية من يناير إلى سبتمبر، متجاوزة عدد العمليات المنفذة في 2018، وزادت أيضاً الضربات الجوية، حيث قامت الطائرات الأميركية بعمليات قصف في أفغانستان، خلال سبتمبر، أكثر من أي شهر آخر منذ أكتوبر 2010.
وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من 70 مليار دولار على عمليات تدريب وتجهيز الجيش الأفغاني، خلال الحرب المستمرة منذ 18 عاماً.
*صحفية أميركية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»