تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، الشباب اهتماماً كبيراً، وهناك حرص من قبل القيادة الرشيدة على تمكين هذه الفئة التي تقع على عاتقها مسؤولية مواصلة مسيرة التقدم التي تشهدها الدولة، والاهتمام بالشباب هنا ليس بالأمر الجديد، فقد أولى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشباب وتعليمهم وتربيتهم أولوية كبرى، وقد كان يؤكد في كل مقام، دورهم في تطوير البلد والانتقال به إلى مصاف الدول المتقدمة كما كان يعمل، وقد واصلت القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، النهج نفسه، وتوسع الاهتمام بالشباب بشكل غير مسبوق، وتم طرح الكثير من المبادرات لتمكينهم، وأُنشئت العديد من المؤسسات والمراكز الخاصة بهم، وهناك حرص ومتابعة مباشران على أعلى المستويات من أجل ضمان أفضل تمكين لهم، وتفعيل لدورهم، وفي هذا السياق افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مركز الشباب في أبوظبي، أحد مراكز المؤسسة الاتحادية للشباب.
إن مثل هذه المراكز وغيرها من المبادرات والمشاريع الخاصة بالشباب تؤكد بجلاء، الإيمان العميق من جانب الدولة وقيادتنا الرشيدة بطاقات الشباب البناءة، والحرص على توجيهها الوجهة الصحيحة، واستثمارها في نشاطات مفيدة تخدم المجتمع، وتأتي في إطار توجه عام يستهدف تمكين الشباب، وتوفير الظروف التي تتيح لهم المشاركة بفاعلية في تنمية المجتمع، حيث تتعدد الآليات التي أنشأتها الدولة لتحقيق هذا الهدف، سواء تلك الخاصة بتنمية مهارات الشباب القيادية، أو المتعلقة بتوفير الإمكانيات التي تتيح لهم الانضمام إلى سوق العمل أو الانخراط في الأنشطة الاقتصادية المختلفة. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن مراكز الشباب قدمت نماذج ناجحة لتمكين الشباب في مختلف المجالات من خلال قدرتها على توفير بيئة محفزة لاحتضان طاقاتهم والاستثمار في مواهبهم.
إن تمكين الشباب، وتحصينهم بالعلم والمعرفة والقيم الإماراتية الأصيلة، وفتح أبواب تطوير الذات والإنجاز والنجاح والتميز كافة أمامهم، وتوفير بيئة قوامها العيش الكريم والإيجابية تضمن رخاءهم وسعادتهم، هي ثوابت تتمسك بها قيادتنا الرشيدة، وتترجمها في صورة رعاية كريمة وتوجيهات سديدة وخطط وبرامج ومبادرات ثمينة ومتواصلة تتبناها حكومة الدولة، تسهم بفاعلية في تأهيل الشباب، وإعدادهم ليكونوا أعضاء مؤثرين في بناء حاضر الدولة ومستقبلها. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعطي أهمية كبيرة للشباب في خططها التنموية وتعتبرهم ثروتها الحقيقية وقادة الغد، ولذلك تحرص على الاستثمار فيهم وإعدادهم وتأهيلهم للتعامل مع المستقبل بكل متغيراته ومستجداته ومعطياته.
وكما تلعب مراكز الشباب دوراً في تأهيل وتمكين الشباب ليقوموا بدورهم في مسيرة التقدم التي تشهدها الدولة، فإنها أيضاً تقوم بدور حيوي في حفظ الشباب وحمايتهم من الأفكار المتطرفة والعادات والتقاليد الدخيلة، فالاستفادة المثلى من طاقات الشباب تعد من عوامل تحصين المجتمعات والأمم ضد مخاطر عدم الاستقرار التي تتهدد العديد من المجتمعات والدول في وقتنا الراهن، حيث تتنامى مظاهر الإرهاب والتطرف والعنف، وهي المخاطر التي لا يمكن تخطيها أو التغلب عليها من دون تحصين الأبناء والشباب ضدها، من خلال زرع قيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف في أذهانهم، وتسليحهم بعلوم العصر الحديث، وفسح المجال أمام الشباب للمشاركة والاندماج في منظومة العمل الوطني بكل أوجهها وجوانبها، وهذا ما تعيه جيداً دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل لتحقيقه باستمرار.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية