قام «الجمهوريون» برهان ديموغرافي: من خلال تضخيم نسبة البيض من الناخبين بشكل مصطنع (من خلال إقامة حواجز للأميركيين من الفقراء والملونين للتصويت)، وزيادة إقبال المسيحيين البيض بشكل كبير مع مزيج من الاستياء الثقافي وكراهية الأجانب، فإنهم يرون أن بإمكانهم تمديد عمر قاعدتهم من الريفيين والذكور وغير المتلقين لتعليم جامعي.
ووجد مركز بيو للأبحاث أن «المشهد الديني للولايات المتحدة مستمر في التغير بشكل سريع. وفي الاستطلاعات التي أجراها مركز بيو عبر الهاتف في عامي 2018 و2019، قال 65% من الأميركيين البالغين إنهم مسيحيون عند سؤالهم عن ديانتهم، بانخفاض نسبته 12% مقارنة بالعقد الماضي». وارتفعت صفوف الشريحة الأكثر تقدماً من الناخبين وغير المنتمين لدين (ملحدون أو لا أدريين أو لا شيء على وجه الخصوص) بنسبة 26%، بارتفاع نسبته 9% منذ 2009.
ومن بين البيض والأميركيين من أصل لاتيني، تراجعت الهوية المسيحية بنسبة 12%، بينما زاد عدد السكان غير المنتمين دينياً بنسبة 10%. تزداد مشكلة الانتماء المسيحي سوءاً مع كل جيل: «أكثر من 8 من كل 10 أعضاء من الجيل الصامت (المولودين بين 1928 و1945) يصفون أنفسهم بأنهم مسيحيون (بنسبة 84%)، وكذلك الحال مع ثلاثة أرباع مواليد الخمسينيات (76%). وفي تناقض صارخ، نصف جيل الألفية فقط (49%) يصفون أنفسهم بأنهم مسيحيون، و4 من 10 من غير المنتمين دينياً، وواحد من 10 من جيل الألفية يرتبطون بالمعتقدات غير المسيحية».
وبالنظر إلى مدى اعتمادهم على المسيحيين البيض –والإنجيليين خصوصاً – من غير المرجح أن يحيا الجمهوريون خارج حدود الولايات الجمهورية الحمراء عندما يفقدون 12 نقطة في مجموعة الناخبين الجمهوريين الأكثر موثوقية. وقد ابتكر الجمهوريون لعبة محصلتها صفر، حيث تقوم المناشدات العنصرية والراديكالية المتزايدة للمسيحيين البيض واللازمة لدفع نسبة مشاركة عالية بتنفير شريحة كبيرة من الناخبين من غير البيض و/أو من غير المنتمين دينياً. وهم يضاعفون التركيز على مجموعة متناقصة من الناخبين، فيما يكثفون معارضة شرسة بين القطاعات الأسرع نمواً (جيل الألفية وغير البيض) من الناخبين. وقريباً، ستصبح الحسابات مستحيلة خارج مناطق الكونجرس المعاد توزيعها والولايات المحافظة العنيدة.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»