فقدَ سكان بالتيمور والكونجرس والولايات المتحدة، هذا الأسبوع، صوتاً من أصوات الحق والوضوح الأخلاقي: رئيسنا العزيز إيليا كامينغز. ففي مجلس النواب، كان إيليا نبراساً نهتدي بها ونسترشد. كان قائداً وزعيماً ذا شخصية كبيرة، كان دائماً يدفع الكونجرس والبلاد نحو هدف أعلى، مذكراً إيانا بسبب وجودنا في المجلس. وكان يقول متى ما رأى أننا لسنا في مستوى رؤية الآباء المؤسسين لأميركا أو مستوى تلبية احتياجات أطفالنا للمستقبل: «إننا أفضل من ذلك».
قصة إيليا هي قصة الولايات المتحدة نفسها، فهو ابن فلاحين أصبحا لاحقاً واعظين دينيين، كرّس حياته للدفاع عن العدالة والحرية والمساواة والكرامة الإنسانية. وكان يؤمن بوعد أميركا، لأنه عاشه. وكرئيس للجنة الإشراف والإصلاح، استخدم مطرقته الخشبية الصغيرة لإعادة الصدق والمحاسبة والنزاهة إلى واشنطن، حتى تكون الحكومة قوة من أجل الخير، ساعياً إلى أن يعيش الجميعُ «الحلم الأميركي» كما عاشه.
إيليا، الصارم في مبادئه، كان صانع سلام وباني جسور: مؤمناً بمبادئه وقناعاته، محايداً وموضوعياً في أحكامه حول ما ينبغي لنا القيام به. صوته الجهوري كان يعلو على صوت الخلافات، يهدّئ النفوس، ويصل إلى الجانب الآخر من المجلس، مهما كان النقاش حاداً وصاخباً.
كان زعيماً كريماً، وكثيراً ما كان له فضل في رعاية أعضاء أصغر سناً في لجنته، فخلال الأسابيع الأولى من الكونجرس الجديد هذا العام، قال لي عندما كان الأعضاء ينضمون إلى لجنته التي يرغب كثيرون في الالتحاق بها: «ابعثي لي أكبر عدد ممكن من الأعضاء الجدد». كان يرغب في مساعدتهم على النجاح، وفي التعلم منهم أيضاً.
كان مدافعاً عن الأسر الأميركية في جوانب عديدة، مثل تكاليف الرعاية الصحية، ولهذا قرر بعض الأعضاء يوم وفاته تسمية تشريعنا المتعلق بأسعار أدوية الوصفات الطبية «إتش آر 3» ب«قانون إيليا إي. كامينغز لخفض أسعار الأدوية». وكان يتأثر دائماً بالقصص التي يسمعها في منطقته حول تأثير التكاليف الباهظة للرعاية الصحية على صحة الأسر وأمنها الاقتصادي. كما كان ينظر لهذا التحدي من منظور صحته الشخصية. وكان يدرك أن لديه مسؤولية إحداث فرق بالنسبة للآخرين. فقد كان يعي أنه حين تكون الأشياء الممنوحة لشخص كبيرة، تكون توقعات الناس منه كبيرة أيضاً.
وقد رأينا جميعاً مشاعر الفخر التي كانت تغمره حين مثّل منطقة بالتيمور، لقد كان حقاً أحد أبنائها. فحين كان عضواً في لجنة النقل والبنية التحتية، كان يدافع دائماً عن دائرته وولاية ميريلاند، وكان صوتاً قوياً مدافعاً عن إنشاء بنية الولايات المتحدة التحتية من أجل خلق وظائف ذات أجور جيدة. وكعضو في مجلس الأكاديمية البحرية الأميركية، كان فخوراً بدور ميريلاند في أمننا القومي.
كان إيليا يعلم أن الحياة عابرة وثمينة، وكان من الضروري بالنسبة له أن يستغل وجوده أحسن استغلال. وفي هذا الصدد، قال في وقت سابق من هذا العام: «عندما ننتقل إلى الحياة الأخرى، سيُطرح السؤال: ما الذي فعلناه من أجل الحفاظ على سلامة ديمقراطيتنا في 2019؟».
لقد قوّت زعامة إيليا أميركا حقاً، وستواصل حياتُه وتركتُه إلهامنا جميعاً وتشجيعنا على التقدم إلى الأمام بطريقة جديرة بالقسم الذي نؤديه عند تسلم مهامنا، وجديرة برؤية «الآباء المؤسسين» وبتطلعات أبنائنا. كان يقول: «الأطفال سفراؤنا إلى المستقبل الذي لن نراه أبداً».
في الكونجرس، سنفتقد حكمة إيليا وصداقته وإنسانيته العظيمة. وفي بالتيمور، سنفتقد بطلنا.
نانسي بيلوسي
رئيسة مجلس النواب الأميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
قصة إيليا هي قصة الولايات المتحدة نفسها، فهو ابن فلاحين أصبحا لاحقاً واعظين دينيين، كرّس حياته للدفاع عن العدالة والحرية والمساواة والكرامة الإنسانية. وكان يؤمن بوعد أميركا، لأنه عاشه. وكرئيس للجنة الإشراف والإصلاح، استخدم مطرقته الخشبية الصغيرة لإعادة الصدق والمحاسبة والنزاهة إلى واشنطن، حتى تكون الحكومة قوة من أجل الخير، ساعياً إلى أن يعيش الجميعُ «الحلم الأميركي» كما عاشه.
إيليا، الصارم في مبادئه، كان صانع سلام وباني جسور: مؤمناً بمبادئه وقناعاته، محايداً وموضوعياً في أحكامه حول ما ينبغي لنا القيام به. صوته الجهوري كان يعلو على صوت الخلافات، يهدّئ النفوس، ويصل إلى الجانب الآخر من المجلس، مهما كان النقاش حاداً وصاخباً.
كان زعيماً كريماً، وكثيراً ما كان له فضل في رعاية أعضاء أصغر سناً في لجنته، فخلال الأسابيع الأولى من الكونجرس الجديد هذا العام، قال لي عندما كان الأعضاء ينضمون إلى لجنته التي يرغب كثيرون في الالتحاق بها: «ابعثي لي أكبر عدد ممكن من الأعضاء الجدد». كان يرغب في مساعدتهم على النجاح، وفي التعلم منهم أيضاً.
كان مدافعاً عن الأسر الأميركية في جوانب عديدة، مثل تكاليف الرعاية الصحية، ولهذا قرر بعض الأعضاء يوم وفاته تسمية تشريعنا المتعلق بأسعار أدوية الوصفات الطبية «إتش آر 3» ب«قانون إيليا إي. كامينغز لخفض أسعار الأدوية». وكان يتأثر دائماً بالقصص التي يسمعها في منطقته حول تأثير التكاليف الباهظة للرعاية الصحية على صحة الأسر وأمنها الاقتصادي. كما كان ينظر لهذا التحدي من منظور صحته الشخصية. وكان يدرك أن لديه مسؤولية إحداث فرق بالنسبة للآخرين. فقد كان يعي أنه حين تكون الأشياء الممنوحة لشخص كبيرة، تكون توقعات الناس منه كبيرة أيضاً.
وقد رأينا جميعاً مشاعر الفخر التي كانت تغمره حين مثّل منطقة بالتيمور، لقد كان حقاً أحد أبنائها. فحين كان عضواً في لجنة النقل والبنية التحتية، كان يدافع دائماً عن دائرته وولاية ميريلاند، وكان صوتاً قوياً مدافعاً عن إنشاء بنية الولايات المتحدة التحتية من أجل خلق وظائف ذات أجور جيدة. وكعضو في مجلس الأكاديمية البحرية الأميركية، كان فخوراً بدور ميريلاند في أمننا القومي.
كان إيليا يعلم أن الحياة عابرة وثمينة، وكان من الضروري بالنسبة له أن يستغل وجوده أحسن استغلال. وفي هذا الصدد، قال في وقت سابق من هذا العام: «عندما ننتقل إلى الحياة الأخرى، سيُطرح السؤال: ما الذي فعلناه من أجل الحفاظ على سلامة ديمقراطيتنا في 2019؟».
لقد قوّت زعامة إيليا أميركا حقاً، وستواصل حياتُه وتركتُه إلهامنا جميعاً وتشجيعنا على التقدم إلى الأمام بطريقة جديرة بالقسم الذي نؤديه عند تسلم مهامنا، وجديرة برؤية «الآباء المؤسسين» وبتطلعات أبنائنا. كان يقول: «الأطفال سفراؤنا إلى المستقبل الذي لن نراه أبداً».
في الكونجرس، سنفتقد حكمة إيليا وصداقته وإنسانيته العظيمة. وفي بالتيمور، سنفتقد بطلنا.
نانسي بيلوسي
رئيسة مجلس النواب الأميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»