يذكر عالم الاجتماع العراقي الراحل علي الوردي (1913 -1995) أن ثقافة العنف منتشرة في العراق منذ آلاف السنين، لكننا لم نصدق أو نتوقع أن الأمر يصل بالبعض إلى هذا الحد من البشاعة والقسوة، حيث نشاهد مقاطع الفيديو والصور على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي.. الشباب العراقيين وهم يخرجون في مظاهرات عفوية سلمية غير مسيسة وبلا قيادة، حاملين أعلام بلدهم بصدور عارية.. ليفاجؤوا بمن يطلق عليهم الرصاص الحي بشكل متعمد ومقصود، وبأسلحة فتاكة، ثقيلة ومتوسطة، تمزق أجسادهم أشلاءً! وبدلا من أن توجه هذه الأسلحة لحمايتهم وحماية بلدهم من الغرباء، أصبحت تفتك برؤوسهم المكشوفة وصدورهم العارية بشكل مرعب ومخيف ومؤلم.
ورغم الرصاص الذي يُطلَق عليهم من كل مكان، وبلا هوادة ولا رحمة، فقد ظلت أصواتهم عالية من دون غطاء (جوي)، وضجت لتصل إلى عنان السماء، بأنهم أبرياء وغير محسوبين على أي جهة أو فئة ولا مذهب ولا طائفة معينة.. وإنما هم يطالبون بالإصلاحات والخدمات ووضع حد للحكومات الفاسدة التي بددت ثرواتهم وأوصلت بلادهم إلى هذه الحال من الضعف والانكشاف والفساد والبؤس.. ما جعل بعض العراقيين يفتشون في القمامة عما يسد رمقهم من الجوع، وهم في بلد يسبح على بحيرة من النفط، وتجري خلاله المياه العذبة ويمتلك أكثر الأراضي خصوبة، وله إمكانيات زراعية وصناعية ضخمة.. لكن كل ذلك يحترق هباءً في صحراء بلاد الرافدين وعاصمة الرشيد.
ما هذا العبث الذي يجري في العراق المظلوم وشعبه الذي يتعرض للتنكيل بهذا الشكل المحزن؟ أيحدث ذلك بحقه فقط لأنه عربي ومسلم وصاحب تاريخ وحضارة وبطولات؟ ألذلك السبب تتم معاقبة هذا الشعب منذ عام 2003 إلى الآن؟
لا يزال العراق منذ ذلك الوقت ينزف دماً، ومخيمات النازحين في كثير من مناطقه تعج بالعجزة والمرضى والأرامل والأيتام، فضلاً عن السجون والمعتقلات التي تغص بالشباب العراقيين، فيما تستقبل العواصم العربية والغربية آلافاً منهم كل عام.
ورغم محاولة طمس هوية هذا البلد العربي، بأبعادها الثقافية والحضارية والقومية، وفصله عن محيطه العربي، وتمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال تعميق خطوط الانقسام الطائفي والمذهبي والعرقي والإثني، ومن خلال أجندات وسيناريوهات معدة من قبل أعداء الأمة العربية.. فإن شباب العراق، لا يزال يقاوم المحتلين بكل أصنافهم وأشكالهم، من أجل وحدة بلدهم وتحصينه من خططهم التي يحاولون تمريرها تحت عباءة الديمقراطية المزيفة، أو بأقنعة طائفية سرعان ما انكشف عداؤها للطائفة ذاتها موضع التقرب والتملق.
إن شباب العراق الأصيل، بكل طوائفه ومحافظاته، يحاول الآن تمزيق الأقنعة المزيفة ونزعها عن الوجوه الكريهة، بوساطة الصوت والتظاهر والاحتجاج السلمي المشروع.. لكن هناك من يقف خلف مرتَدِي هذه الأقنعة، وهم دخلاء وأغراب لا يجيدون العربية، وقد جاؤوا من وراء الحدود لمن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا وسيلة رخيصة أو مخلب قط للأجنبي وهو يطلق النار على شباب العراق، عبر قناصين يقومون بتصفية خيرة الشباب العراقي. لقد ولغ هؤلاء المندسون في دماء العراقيين، وهم يطالبون بثارات قديمة لكي يعودوا بالعراق إلى عصور خلت وليظل بلداً جريحاً مريضاً عاجزاً.
أين المنظمات العالمية وأصحاب الضمائر الحية؟ ألا تحرك ساكناً لإنقاذ شباب العراق؟ وهل يذهب العراق إلى مصيره وحيداً كما أراد له أعداؤه؟!
*كاتب سعودي
ورغم الرصاص الذي يُطلَق عليهم من كل مكان، وبلا هوادة ولا رحمة، فقد ظلت أصواتهم عالية من دون غطاء (جوي)، وضجت لتصل إلى عنان السماء، بأنهم أبرياء وغير محسوبين على أي جهة أو فئة ولا مذهب ولا طائفة معينة.. وإنما هم يطالبون بالإصلاحات والخدمات ووضع حد للحكومات الفاسدة التي بددت ثرواتهم وأوصلت بلادهم إلى هذه الحال من الضعف والانكشاف والفساد والبؤس.. ما جعل بعض العراقيين يفتشون في القمامة عما يسد رمقهم من الجوع، وهم في بلد يسبح على بحيرة من النفط، وتجري خلاله المياه العذبة ويمتلك أكثر الأراضي خصوبة، وله إمكانيات زراعية وصناعية ضخمة.. لكن كل ذلك يحترق هباءً في صحراء بلاد الرافدين وعاصمة الرشيد.
ما هذا العبث الذي يجري في العراق المظلوم وشعبه الذي يتعرض للتنكيل بهذا الشكل المحزن؟ أيحدث ذلك بحقه فقط لأنه عربي ومسلم وصاحب تاريخ وحضارة وبطولات؟ ألذلك السبب تتم معاقبة هذا الشعب منذ عام 2003 إلى الآن؟
لا يزال العراق منذ ذلك الوقت ينزف دماً، ومخيمات النازحين في كثير من مناطقه تعج بالعجزة والمرضى والأرامل والأيتام، فضلاً عن السجون والمعتقلات التي تغص بالشباب العراقيين، فيما تستقبل العواصم العربية والغربية آلافاً منهم كل عام.
ورغم محاولة طمس هوية هذا البلد العربي، بأبعادها الثقافية والحضارية والقومية، وفصله عن محيطه العربي، وتمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال تعميق خطوط الانقسام الطائفي والمذهبي والعرقي والإثني، ومن خلال أجندات وسيناريوهات معدة من قبل أعداء الأمة العربية.. فإن شباب العراق، لا يزال يقاوم المحتلين بكل أصنافهم وأشكالهم، من أجل وحدة بلدهم وتحصينه من خططهم التي يحاولون تمريرها تحت عباءة الديمقراطية المزيفة، أو بأقنعة طائفية سرعان ما انكشف عداؤها للطائفة ذاتها موضع التقرب والتملق.
إن شباب العراق الأصيل، بكل طوائفه ومحافظاته، يحاول الآن تمزيق الأقنعة المزيفة ونزعها عن الوجوه الكريهة، بوساطة الصوت والتظاهر والاحتجاج السلمي المشروع.. لكن هناك من يقف خلف مرتَدِي هذه الأقنعة، وهم دخلاء وأغراب لا يجيدون العربية، وقد جاؤوا من وراء الحدود لمن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا وسيلة رخيصة أو مخلب قط للأجنبي وهو يطلق النار على شباب العراق، عبر قناصين يقومون بتصفية خيرة الشباب العراقي. لقد ولغ هؤلاء المندسون في دماء العراقيين، وهم يطالبون بثارات قديمة لكي يعودوا بالعراق إلى عصور خلت وليظل بلداً جريحاً مريضاً عاجزاً.
أين المنظمات العالمية وأصحاب الضمائر الحية؟ ألا تحرك ساكناً لإنقاذ شباب العراق؟ وهل يذهب العراق إلى مصيره وحيداً كما أراد له أعداؤه؟!
*كاتب سعودي