أسابيع ما زالت تفصل إسرائيل عن كسر المأزق الذي أنتجته انتخابات الأسبوع الماضي العامة، ولكن إحدى نتائج تلك الانتخابات باتت واضحة منذ الآن: إن الأقلية العرب من سكان البلاد باتت مستعدة وقادرة على جعل الآخرين يسمعون صوتها.
فقد أثبتت زيادة في عدد الناخبين العرب أنها كانت حاسمة في حرمان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المقاعد البرلمانية التي يحتاجها لتمديد عقده في السلطة باعتباره الزعيم الإسرائيلي الذي بقي في السلطة أطول فترة. وذلك بعد أن ارتفعت نسبة المشاركة بين عرب إسرائيل الـ1.8 مليون بـ10 في المئة مقارنة مع الانتخابات السابقة، إذ قاربت 60 في المئة، عقب حملة سعى خلالها نتنياهو إلى شيطنة المواطنين العرب من دون كلل، مصوِّرا إياهم على أنهم أعداء للدولة وتهديد للأمن.
وحصلت قائمة بأربعة أحزاب عربية على 13 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي «الكنيسيت». فهذا الأسبوع، قاومت معظم تلك الأحزاب تقليداً عمره ثلاثة عقود من الامتناع عن المشاركة في المفاوضات الفوضية التي تعقب الانتخابات في البلاد عبر إعلانها بشكل رسمي دعم منافس نتنياهو الرئيسي، القائد السابق للجيش «بيني جانتس»، لتشكيل ائتلاف حاكم.
وقال «أيمن عودة»، رئيس حزب «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، «حداش»، وزعيم القائمة العربية الناجحة المعروفة بـ«القائمة المشتركة»: «لقد أخذنا نقتحم النظام السياسي»، مضيفا «لا أحد سيعطينا المساواة التي نستحق، ولهذا سننتزعها بأنفسنا».
عودة، وهو مسلم يتحدث العبرية ويستشهد بعبارات من «العهد الجديد»، هو من يمكن أن يُنسب له الفضل في خلق هذه اللحظة العربية. ذلك أن عودة، العضو في البرلمان منذ 2015، استطاع تعبئة وتوحيد طيف سياسي عربي مشرذم – من الشيوعيين إلى الإسلاميين – ضمن «القائمة المشتركة»، التي حصلت على ثالث أكبر عدد من مقاعد الكنيسيت بعد حزب جانتس «أزرق وأبيض» وحزب نتنياهو «الليكود».
وبينما دخل المفاوضون من الحزبين الأكبر يوما ثانيا من المفاوضات حول إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن تُحدد حجم النفوذ الذي سيمارسه الفصيل العربي، جلس عودة في مقهى على الشاطئ في يافا يتأمل نجاحه حتى الآن.
«عودة» ينسب لحكم نتنياهو المثير للاستقطاب الفضلَ في تعبئة، ليس العرب الذي خابت آمالهم فقط، ولكن اليهود المتعاطفين أيضاً. فقبل يوم الاقتراع، سجّل «عوده» نداء مباشراً إلى الناخبين اليهود، باللغة العبرية، انتشر بشكل واسع جداً. وقال «عودة» إن نحو 20 ألف مواطن يهودي صوّتوا له، مشبكا كفيه معاً امتناناً.
وقال عودة: «إنني لا أوافق على أن كل العرب ضد كل اليهود»، مضيفاً «بل أرى معادلة أخرى: العرب واليهود الديمقراطيون ضد الاحتلال والتمييز».
غير أن ليس كل العرب يتقاسمون وجهة نظر «عودة» الإنسانية الوردية. إذ ينظر كثيرون في مجتمعه إلى دعوته المشرّعين العرب للعب دور أكثر نشاطا على أنها استرضاء وتهدئة، بل إن قراره بأن تدعم الأحزاب العربية «جانتس»– الذي أشرف كقائد للجيش على حملة دموية في 2014 ضد «حماس» وتنظيمات مقاتلة أخرى في قطاع غزة قتلت نحو ألفي فلسطيني – لم تدم سوى ساعات قبل أن ينسحب إحدى الفصائل العربية، «بلد»، في وقت وصف فيه أحد أعضائه «جانتس» بمجرم حرب.
وفي هذا السياق، قال مؤسس «بلد» جمال زحالقة: «إن الوقت غير مناسب لهذا النوع من الانخراط في السياسة الإسرائيلية».
وخلال العقود الأخيرة، ظل السياسيون العرب خارج البنية الحكومية، إذ كانوا يكتفون بممارسة مسؤولياتهم كبرلمانيين إسرائيليين ولكنهم كانوا ينأون بأنفسهم عن النظام السياسي كنوع من الاحتجاج ضد السياسات الرسمية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
غير أن الكثيرين أصبحوا أكثر اهتماماً الآن بالمطالبة بالمساواة داخل إسرائيل منها بتبني إيديولوجيا أكبر، مستعدين للانخراط في الحكم على أمل تقليص تفشي الجريمة، ووقف هدم المنازل، وإصلاح الطرق وقنوات الصرف الصحي في أحيائهم. وفي هذا السياق، وجد استطلاع للرأي عقب الانتخابات أن ثلاثة عرب من أصل أربعة يوافقون على دفع «عودة» في اتجاه دور أكثر نشاطا للعرب في الحكم.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال «دان أفنون»، رئيس قسم العلوم السياسية بالجامعة العبرية: «هذه الانتخابات مثّلت خطوة أولى مهمة جدا نحو تطبيع الإسرائيليين العرب في المجتمع الإسرائيلي الأكبر»، مضيفاً «لقد أظهروا أنهم جزء من النظام ويريدون الاستفادة من مزاياه أيضا».
فقد أثبتت زيادة في عدد الناخبين العرب أنها كانت حاسمة في حرمان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المقاعد البرلمانية التي يحتاجها لتمديد عقده في السلطة باعتباره الزعيم الإسرائيلي الذي بقي في السلطة أطول فترة. وذلك بعد أن ارتفعت نسبة المشاركة بين عرب إسرائيل الـ1.8 مليون بـ10 في المئة مقارنة مع الانتخابات السابقة، إذ قاربت 60 في المئة، عقب حملة سعى خلالها نتنياهو إلى شيطنة المواطنين العرب من دون كلل، مصوِّرا إياهم على أنهم أعداء للدولة وتهديد للأمن.
وحصلت قائمة بأربعة أحزاب عربية على 13 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي «الكنيسيت». فهذا الأسبوع، قاومت معظم تلك الأحزاب تقليداً عمره ثلاثة عقود من الامتناع عن المشاركة في المفاوضات الفوضية التي تعقب الانتخابات في البلاد عبر إعلانها بشكل رسمي دعم منافس نتنياهو الرئيسي، القائد السابق للجيش «بيني جانتس»، لتشكيل ائتلاف حاكم.
وقال «أيمن عودة»، رئيس حزب «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، «حداش»، وزعيم القائمة العربية الناجحة المعروفة بـ«القائمة المشتركة»: «لقد أخذنا نقتحم النظام السياسي»، مضيفا «لا أحد سيعطينا المساواة التي نستحق، ولهذا سننتزعها بأنفسنا».
عودة، وهو مسلم يتحدث العبرية ويستشهد بعبارات من «العهد الجديد»، هو من يمكن أن يُنسب له الفضل في خلق هذه اللحظة العربية. ذلك أن عودة، العضو في البرلمان منذ 2015، استطاع تعبئة وتوحيد طيف سياسي عربي مشرذم – من الشيوعيين إلى الإسلاميين – ضمن «القائمة المشتركة»، التي حصلت على ثالث أكبر عدد من مقاعد الكنيسيت بعد حزب جانتس «أزرق وأبيض» وحزب نتنياهو «الليكود».
وبينما دخل المفاوضون من الحزبين الأكبر يوما ثانيا من المفاوضات حول إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن تُحدد حجم النفوذ الذي سيمارسه الفصيل العربي، جلس عودة في مقهى على الشاطئ في يافا يتأمل نجاحه حتى الآن.
«عودة» ينسب لحكم نتنياهو المثير للاستقطاب الفضلَ في تعبئة، ليس العرب الذي خابت آمالهم فقط، ولكن اليهود المتعاطفين أيضاً. فقبل يوم الاقتراع، سجّل «عوده» نداء مباشراً إلى الناخبين اليهود، باللغة العبرية، انتشر بشكل واسع جداً. وقال «عودة» إن نحو 20 ألف مواطن يهودي صوّتوا له، مشبكا كفيه معاً امتناناً.
وقال عودة: «إنني لا أوافق على أن كل العرب ضد كل اليهود»، مضيفاً «بل أرى معادلة أخرى: العرب واليهود الديمقراطيون ضد الاحتلال والتمييز».
غير أن ليس كل العرب يتقاسمون وجهة نظر «عودة» الإنسانية الوردية. إذ ينظر كثيرون في مجتمعه إلى دعوته المشرّعين العرب للعب دور أكثر نشاطا على أنها استرضاء وتهدئة، بل إن قراره بأن تدعم الأحزاب العربية «جانتس»– الذي أشرف كقائد للجيش على حملة دموية في 2014 ضد «حماس» وتنظيمات مقاتلة أخرى في قطاع غزة قتلت نحو ألفي فلسطيني – لم تدم سوى ساعات قبل أن ينسحب إحدى الفصائل العربية، «بلد»، في وقت وصف فيه أحد أعضائه «جانتس» بمجرم حرب.
وفي هذا السياق، قال مؤسس «بلد» جمال زحالقة: «إن الوقت غير مناسب لهذا النوع من الانخراط في السياسة الإسرائيلية».
وخلال العقود الأخيرة، ظل السياسيون العرب خارج البنية الحكومية، إذ كانوا يكتفون بممارسة مسؤولياتهم كبرلمانيين إسرائيليين ولكنهم كانوا ينأون بأنفسهم عن النظام السياسي كنوع من الاحتجاج ضد السياسات الرسمية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
غير أن الكثيرين أصبحوا أكثر اهتماماً الآن بالمطالبة بالمساواة داخل إسرائيل منها بتبني إيديولوجيا أكبر، مستعدين للانخراط في الحكم على أمل تقليص تفشي الجريمة، ووقف هدم المنازل، وإصلاح الطرق وقنوات الصرف الصحي في أحيائهم. وفي هذا السياق، وجد استطلاع للرأي عقب الانتخابات أن ثلاثة عرب من أصل أربعة يوافقون على دفع «عودة» في اتجاه دور أكثر نشاطا للعرب في الحكم.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال «دان أفنون»، رئيس قسم العلوم السياسية بالجامعة العبرية: «هذه الانتخابات مثّلت خطوة أولى مهمة جدا نحو تطبيع الإسرائيليين العرب في المجتمع الإسرائيلي الأكبر»، مضيفاً «لقد أظهروا أنهم جزء من النظام ويريدون الاستفادة من مزاياه أيضا».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس