عقدت لجنة متابعة تنفيذ «رسالة الموسم الجديد» أول اجتماع لها، الثلاثاء الماضي، وذلك لبدء العمل على تفعيل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بترجمة المبادئ الستَّة للرسالة، وتحويلها إلى خطط استراتيجية وسياسات عملية ذات مؤشرات واضحة، واتخاذ التدابير القانونية والإجرائية كافة في سبيل ذلك، ما يعمل على تحقيق تحوُّل نوعي في الأداء الاقتصادي والمجتمعي والإعلامي على صعيد جميع مؤسسات الدولة.
وقد عُقِد اجتماع اللجنة برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، حيث قال سموه خلال الاجتماع إن «رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جاءت في وقتها، وعبَّرت عن نبض المجتمع، وعبَرَت الحدود بحكمتها ورصانتها». مؤكداً أن «دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت، لأن قادتها في الميدان ومجالسهم مفتوحة، ووجود الوزراء في الميدان هدفه الإحساس بالواقع، وفهم احتياجات الناس، وليس الظهور الإعلامي». وأضاف سموه: «لن نجامل بعضنا بعضاً على حساب الوطن، ولدينا مكتسبات عظيمة نحميها، ومستقبل نحتاج إلى التخطيط له بشفافية»، لافتاً النظر بالقول: «من يدافع عن الوطن، فلا بدَّ أن يكون لديه الوعي الكافي، حتى لا تكون نتائج عمله عكسية».
وممَّا لا شك فيه أن عقد الاجتماع الأول للجنة الخاصة بتنفيذ «رسالة الموسم الجديد» بهذه السرعة يدل على وجود تحركات فاعلة لتنفيذ ما جاء في الرسالة، التي تمثل خطة عمل متكاملة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وقد أكدت النقاشات التي شهدها الاجتماع الجدّية التامة للَّجنة في التعامل مع القضايا التي تتضمَّنها رسالة سموه. وقد شهدت أجندة الاجتماع الأول للجنة متابعة تنفيذ رسالة الموسم الجديد وضع الإطار العريض لخطة عمل أول 100 يوم، واعتماد الموجّهات الرئيسية لها، واعتماد تشكيل اللجان الفرعية للَّجنة، وتحديد أهدافها ومهامها ونطاق عملها، وتحديد الفرق التابعة لكل لجنة، إلى جانب اعتماد مخرجات اللجنة الرئيسية واللجان الفرعية، ومستهدفاتها، وكل ذلك بما يتفق مع توجهات كلّ بند من البنود الستة الواردة في «رسالة الموسم الجديد»، وأهدافها ومتطلباتها.
وقد أكد الاجتماع الأول للَّجنة المهام الرئيسية لها، وضمن هذه المهام تم تحديد أربعة محاور عمل رئيسية، وهي: محور العمل الميداني والتواصل مع الناس، ومحور الإعلام، ومحور التوطين، ومحور تطوير الأفكار التنموية المستقبلية الجديدة، بحيث يشرف على متابعة تنفيذ هذه المحاور، وتشكيل لجان الاختصاص المعنية بها، فريق عمل متخصّص يتألف من عدد من المؤسسات والجهات الحكومية، الفيدرالية والمحلية، ذات الصلة.
وعلى هذا النحو جاء الاجتماع الأول للجنة متابعة تنفيذ «رسالة الموسم الجديد»، ليمثل باكورة تحركات فاعلة لترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وليشكل نقطة البداية لتدشين عمل مؤسسي متكامل لإنجاز هذه المهمة، التي تصبُّ في سبيل انطلاقة جديدة للعمل الوطني المستند إلى حزمة من الأفكار العميقة الهادفة إلى التعامل الجادّ مع مجموعة من القضايا التي تحظى بأولوية خلال المرحلة الراهنة من تطور مسيرة عملية التنمية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي ظل هذه التحركات الفاعلة لتنفيذ ما ورد في رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تكتسب مسيرة العمل الوطني المزيد من الزخم، وتتعمَّق الرؤى الخاصة بتطوير هذه المسيرة على نحو يواكب ما يواجهها من متغيرات جديدة في ظل عالم يشهد تطورات متتالية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويجب التفاعل معها بشكل شامل ومتكامل، وهو ما تقوم به القيادة الرشيدة للدولة، التي استطاعت أن تؤسس لنموذج تنموي يحظى بكل التقدير والاحترام على الصُّعُد كافة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتجية