يسود جنوب لبنان هدوء حذِر هذه الأيام، مما يطرح التساؤل: هل ستندلع حرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني مجدداً، أم أن المنطقة ستعرف مرحلة هدوء واستقرار؟
كلا الطرفين لا يريد الحرب الكاملة الآن، ولعل السبب الرئيسي للمواجهة التي جرت بين الجانبين خلال الأيام الماضية الأخيرة، يعود للهجوم الإسرائيلي على معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث جاء رد فعل الحزب بإطلاق عدد من الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه المواقع الإسرائيلية، كمحاولة منه لحفظ ماء الوجه أمام جمهوره. الإسرائيليون يقولون إنه لم تقع أي إصابات في صفوفهم، وإنهم أرسلوا طائرة عمودية لإجلاء الضحايا حتى يظن «حزب الله» أن هجومه كان ناجحاً، وبذلك يأخذون بعض الوقت للتهدئة.
رد الفعل الإسرائيلي كان محدوداً، حيث هاجمت طائرات عمودية إسرائيلية المنطقة التي أُطلقت منها الصواريخ، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قنابل دخان.
ويتساءل الجميع الآن: لماذا كانت الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» محدودة ومدتها قصيرة نسبياً؟
هنالك أسباب كثيرة لعدم الاستمرار في الحرب بين الطرفين.. السبب الرئيسي هو أن إسرائيل لا تريد خوض الحرب ضد لبنان، فالطرف الذي تريد إسرائيل محاربته وضربه هو إيران ممثلة بـ«حزب الله» اللبناني. والإسرائيليون ضربوا قوات إيران في كل من سوريا والمليشيات الموالية لها في العراق («الحشد الشعبي»)، والسبب -كما ذكرت الاستخبارات الإسرائيلية- هو محاولة إيران فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في محاولة لدعم النظام السوري. فقد رصدت الاستخبارات الإسرائيلية نقل صواريخ ومخازن عتاد وقواعد إطلاق طائرات من دون طيار في مناطق تخضع للنفوذ الإيراني في بعض الدول العربية.
والسبب الآخر للتهدئة يعود إلى الضغوط الدولية على كل من إسرائيل ولبنان، بغية تفادي التصعيد في جنوب لبنان. فقد أعلنت وزارتا الخارجية الفرنسية والأميركية عن قلقهما من تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
كذلك ضغوط الدول العربية على لبنان، حيث أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد
أبو الغيط عن تضامن الدول العربية مع لبنان، وأكد بأن انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب أمر لا يصب في مصلحة الدولة اللبنانية وشعبها.
كما أن تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان وإعلان رئيس الوزراء سعد الحريري حالة الطوارئ الاقتصادية، مثّل عامل ضغط آخر على «حزب الله» حتى لا يغامر في حرب قد تكون مكلفة وذات آثار كارثية على الشعب اللبناني.
وقد فرض الرئيس الأميركي عقوبات جديدة ضد طهران، ربما تؤدي إلى تقليص الدعم الإيراني لـ«حزب الله» اللبناني، وبالتالي قد تحد من مخاطر الحرب في المنطقة.
وأخيراً فإنه مطلوب من الدول العربية ممارسة ضغط على الجهات التي تتلقى دعماً من إيران، وإفهام الجميع بأن ترك المليشيات والأحزاب الطائفية في بعض الدول تعبث بالنسيج الاجتماعي العربي، لأسباب عقائدية، أمر مرفوض وقد يؤدي إلى خراب هذه الدول، وتحديداً العراق وسوريا ولبنان واليمن.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت
كلا الطرفين لا يريد الحرب الكاملة الآن، ولعل السبب الرئيسي للمواجهة التي جرت بين الجانبين خلال الأيام الماضية الأخيرة، يعود للهجوم الإسرائيلي على معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث جاء رد فعل الحزب بإطلاق عدد من الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه المواقع الإسرائيلية، كمحاولة منه لحفظ ماء الوجه أمام جمهوره. الإسرائيليون يقولون إنه لم تقع أي إصابات في صفوفهم، وإنهم أرسلوا طائرة عمودية لإجلاء الضحايا حتى يظن «حزب الله» أن هجومه كان ناجحاً، وبذلك يأخذون بعض الوقت للتهدئة.
رد الفعل الإسرائيلي كان محدوداً، حيث هاجمت طائرات عمودية إسرائيلية المنطقة التي أُطلقت منها الصواريخ، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قنابل دخان.
ويتساءل الجميع الآن: لماذا كانت الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» محدودة ومدتها قصيرة نسبياً؟
هنالك أسباب كثيرة لعدم الاستمرار في الحرب بين الطرفين.. السبب الرئيسي هو أن إسرائيل لا تريد خوض الحرب ضد لبنان، فالطرف الذي تريد إسرائيل محاربته وضربه هو إيران ممثلة بـ«حزب الله» اللبناني. والإسرائيليون ضربوا قوات إيران في كل من سوريا والمليشيات الموالية لها في العراق («الحشد الشعبي»)، والسبب -كما ذكرت الاستخبارات الإسرائيلية- هو محاولة إيران فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في محاولة لدعم النظام السوري. فقد رصدت الاستخبارات الإسرائيلية نقل صواريخ ومخازن عتاد وقواعد إطلاق طائرات من دون طيار في مناطق تخضع للنفوذ الإيراني في بعض الدول العربية.
والسبب الآخر للتهدئة يعود إلى الضغوط الدولية على كل من إسرائيل ولبنان، بغية تفادي التصعيد في جنوب لبنان. فقد أعلنت وزارتا الخارجية الفرنسية والأميركية عن قلقهما من تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
كذلك ضغوط الدول العربية على لبنان، حيث أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد
أبو الغيط عن تضامن الدول العربية مع لبنان، وأكد بأن انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب أمر لا يصب في مصلحة الدولة اللبنانية وشعبها.
كما أن تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان وإعلان رئيس الوزراء سعد الحريري حالة الطوارئ الاقتصادية، مثّل عامل ضغط آخر على «حزب الله» حتى لا يغامر في حرب قد تكون مكلفة وذات آثار كارثية على الشعب اللبناني.
وقد فرض الرئيس الأميركي عقوبات جديدة ضد طهران، ربما تؤدي إلى تقليص الدعم الإيراني لـ«حزب الله» اللبناني، وبالتالي قد تحد من مخاطر الحرب في المنطقة.
وأخيراً فإنه مطلوب من الدول العربية ممارسة ضغط على الجهات التي تتلقى دعماً من إيران، وإفهام الجميع بأن ترك المليشيات والأحزاب الطائفية في بعض الدول تعبث بالنسيج الاجتماعي العربي، لأسباب عقائدية، أمر مرفوض وقد يؤدي إلى خراب هذه الدول، وتحديداً العراق وسوريا ولبنان واليمن.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت