في الربيع الماضي وأثناء الاحتفال بذكرى «عيد الفصح» لدى الطوائف المسيحية في سريلانكا، تعرضت عاصمتها كولومبو إلى عملية إرهابية أدت إلى مقتل 261 شخصاً. اعترفت «داعش» بمسؤوليتها عن الجريمة، وأعلنت أنها ارتكبتها باسم الإسلام. ومنذ ذلك الوقت بدأ الانتقام من مسلمي الجزيرة.
يشكل المسلمون في سريلانكا أقلية يزيد عددها على مليوني شخص، وهم من سكانها الأصليين. وقد عاشوا طوال الألف سنة الماضية مع بقية السكان من البوذيين والهندوس بسلام واطمئنان. إلى أن جاء من ارتكب الجريمة باسم الإسلام ليدفع المسلمون الثمن غالياً جداً. إذ لم تكد رسالة أبوظبي حول «الأخوّة الإنسانية» التي أطلقها بابا الفاتيكان فرنسيس، وإمام الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب تصل إلى مسامع أهل الجزيرة حتى دوت الانفجارات «الداعشية» في الكنائس والمعابد لتصمّ الآذان عن الاستماع إلى هذا النداء، الذي يدعو إلى الأخوة على قاعدة احترام التعدد الديني والثقافي.. وكان مسلمو الجزيرة هم الضحايا. ومن علامات ذلك قيام مظاهرات صاخبة معادية لهم قامت بإحراق بيوتهم ومحلاتهم التجارية، ومنها أيضاً مقاطعة التعامل مع المسلمين بيعاً وشراءً، ونبذهم في المجتمع باعتبارهم «إرهابيين».
ومن المعروف عن المستشفيات التي تديرها جمعيات إسلامية إنها تقدم يومياً وجبات الطعام مجاناً للفقراء والمحتاجين. وقد درجت على ذلك منذ عدة سنوات. أما اليوم فان هذه المستشفيات تُتّهم بأنها تقوم بوضع مواد في الطعام تؤدي إلى العقم، وأن الهدف من ذلك هو وقف تكاثر البوذيين (؟) لتقليص أعدادهم!
وتعليقاً على ذلك قال أحد القادة البوذيين «إنني لا أدعو إلى ممارسة هذا العقاب ضد المسلمين، ولكنني واثق من أنهم يستحقونه».
ومن علامات ذلك أيضاً منع التجار المسلمين من المشاركة في العمليات التجارية بيعاً وشراءً.
وما يجري في سريلانكا يجري في مناطق عديدة أخرى من العالم كردود أفعال على الجرائم التي تُرتكب باسم الإسلام.
من هنا أهمية العمل على نقل رسالة «الأخوة الإنسانية إلى المجتمعات المختلفة في العالم. ذلك أن هذه الرسالة لا تقتصر على العلاقات الإسلامية – المسيحية، ولكنها تتجاوز ذلك إلى العلاقات الإنسانية. والإنسانية تشمل جميع أهل العقائد الأخرى. من بوذية وهندوسية وسيخية وشنتوية وسواها. والأسرة الإنسانية ليست إسلامية – مسيحية فقط، ولكنها أسرة متعددة الأديان والعقائد (84 بالمائة من سكان الكرة الأرضية الذين يزيد عددهم على سبع مليارات إنسان يؤمنون بدين أو عقيدة دينية).
ومن خلال ما حدث ويحدث في سريلانكا وغيرها، فإن هناك سباقاً بين ثقافة «نحن مقابل هم»، وثقافة «الوحدة في التنوع»، تتمثل الأولى في رفض الآخر إلى حد الإلغاء الفكري والجسدي. وتتمثل الثانية في قبول الآخر المختلف كما هو والتكامل معه في وحدة إنسانية، كما أكدت عليها وثيقة أبوظبي.
لقد سبق لمنظمة اليونسكو أن وضعت وثيقة حول هذا الموضوع، ولكنها لم تجد مع الأسف طريقها إلى التنفيذ. ووضعت الأسيسكو (منظمة الثقافة والعلوم الإسلامية) وثيقة مماثلة، ولكن صراخ التطرف كان أعلى من نداء المحبة والتعقل.
وتستمد وثيقة أبوظبي أهميتها من أنها إسلامية – مسيحية، وأنها تتوجه إلى الإنسان أياً كان دينه أو عقيدته كمخلوق مكرّم لذاته الإنسانية، كما تتوجه إلى المجتمعات الإنسانية المختلفة والمتعددة على أنها تشكل جميعها أسرة إنسانية واحدة.
وعلى أساس ثقافة هذه الوحدة الإنسانية يمكن التصدي لثقافة «الأنا في مواجهة الآخر» ويمكن سحب فتائل التفجير الديني والعنصري المزروعة وسط المجتمعات المتعددة على النحو الذي يحدث اليوم في سريلانكا.. ويخشى أن يتوسع إلى دول عديدة أخرى!
يشكل المسلمون في سريلانكا أقلية يزيد عددها على مليوني شخص، وهم من سكانها الأصليين. وقد عاشوا طوال الألف سنة الماضية مع بقية السكان من البوذيين والهندوس بسلام واطمئنان. إلى أن جاء من ارتكب الجريمة باسم الإسلام ليدفع المسلمون الثمن غالياً جداً. إذ لم تكد رسالة أبوظبي حول «الأخوّة الإنسانية» التي أطلقها بابا الفاتيكان فرنسيس، وإمام الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب تصل إلى مسامع أهل الجزيرة حتى دوت الانفجارات «الداعشية» في الكنائس والمعابد لتصمّ الآذان عن الاستماع إلى هذا النداء، الذي يدعو إلى الأخوة على قاعدة احترام التعدد الديني والثقافي.. وكان مسلمو الجزيرة هم الضحايا. ومن علامات ذلك قيام مظاهرات صاخبة معادية لهم قامت بإحراق بيوتهم ومحلاتهم التجارية، ومنها أيضاً مقاطعة التعامل مع المسلمين بيعاً وشراءً، ونبذهم في المجتمع باعتبارهم «إرهابيين».
ومن المعروف عن المستشفيات التي تديرها جمعيات إسلامية إنها تقدم يومياً وجبات الطعام مجاناً للفقراء والمحتاجين. وقد درجت على ذلك منذ عدة سنوات. أما اليوم فان هذه المستشفيات تُتّهم بأنها تقوم بوضع مواد في الطعام تؤدي إلى العقم، وأن الهدف من ذلك هو وقف تكاثر البوذيين (؟) لتقليص أعدادهم!
وتعليقاً على ذلك قال أحد القادة البوذيين «إنني لا أدعو إلى ممارسة هذا العقاب ضد المسلمين، ولكنني واثق من أنهم يستحقونه».
ومن علامات ذلك أيضاً منع التجار المسلمين من المشاركة في العمليات التجارية بيعاً وشراءً.
وما يجري في سريلانكا يجري في مناطق عديدة أخرى من العالم كردود أفعال على الجرائم التي تُرتكب باسم الإسلام.
من هنا أهمية العمل على نقل رسالة «الأخوة الإنسانية إلى المجتمعات المختلفة في العالم. ذلك أن هذه الرسالة لا تقتصر على العلاقات الإسلامية – المسيحية، ولكنها تتجاوز ذلك إلى العلاقات الإنسانية. والإنسانية تشمل جميع أهل العقائد الأخرى. من بوذية وهندوسية وسيخية وشنتوية وسواها. والأسرة الإنسانية ليست إسلامية – مسيحية فقط، ولكنها أسرة متعددة الأديان والعقائد (84 بالمائة من سكان الكرة الأرضية الذين يزيد عددهم على سبع مليارات إنسان يؤمنون بدين أو عقيدة دينية).
ومن خلال ما حدث ويحدث في سريلانكا وغيرها، فإن هناك سباقاً بين ثقافة «نحن مقابل هم»، وثقافة «الوحدة في التنوع»، تتمثل الأولى في رفض الآخر إلى حد الإلغاء الفكري والجسدي. وتتمثل الثانية في قبول الآخر المختلف كما هو والتكامل معه في وحدة إنسانية، كما أكدت عليها وثيقة أبوظبي.
لقد سبق لمنظمة اليونسكو أن وضعت وثيقة حول هذا الموضوع، ولكنها لم تجد مع الأسف طريقها إلى التنفيذ. ووضعت الأسيسكو (منظمة الثقافة والعلوم الإسلامية) وثيقة مماثلة، ولكن صراخ التطرف كان أعلى من نداء المحبة والتعقل.
وتستمد وثيقة أبوظبي أهميتها من أنها إسلامية – مسيحية، وأنها تتوجه إلى الإنسان أياً كان دينه أو عقيدته كمخلوق مكرّم لذاته الإنسانية، كما تتوجه إلى المجتمعات الإنسانية المختلفة والمتعددة على أنها تشكل جميعها أسرة إنسانية واحدة.
وعلى أساس ثقافة هذه الوحدة الإنسانية يمكن التصدي لثقافة «الأنا في مواجهة الآخر» ويمكن سحب فتائل التفجير الديني والعنصري المزروعة وسط المجتمعات المتعددة على النحو الذي يحدث اليوم في سريلانكا.. ويخشى أن يتوسع إلى دول عديدة أخرى!