التقت الديمقراطيات السبع الأغنى في العالم، أي «مجموعة الدول السبع الكبرى»، في مدينة بياريتس الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي، في إطار لقاء قمتها السنوي لمناقشة شؤون العالم، وذلك في ظل مهمتها المتمثلة في تغطية مواضيع أوسع من النمو الاقتصادي، الذي يمثّل محور تركيز «مجموعة العشرين» التي تعقد هي الأخرى اجتماعها كل سنة. اجتماع بياريتس استضافه الرئيس الفرنسي الطموح والمتحمس إيمانويل ماكرون، الذي يتطلع إلى أن يكون زعيماً عالمياً في وقت يعاني فيه من انخفاض في معدلات الرضا الشعبي عن أدائه في بلاده.
اجتماعات وقرارات قمة السبع الكبرى لهذه السنة، كانت أقل إثارة للجدل وللخلاف من الاجتماعين السابقين، وذلك نظراً لأن الأعضاء الآخرين غير الولايات المتحدة في المجموعة اتخذوا قراراً بمراعاة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدم فعل أي شيء يعارض مواقفه، وبالتالي تجنب إغضابه. وبهذا الخصوص، يمكن القول إن اجتماع بياريتس شكّل نجاحاً نسبياً.
غير أنه كان ثمة عدد من الحوادث التي أثبتت مرة أخرى إلى أي حد ما زال ترامب غير منسجم بشأن مواضيع دولية محورية يتفق عليها أعضاء المجموعة الستة الآخرون. وعلى سبيل المثال، فقد كان يُعتقد أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون سيسعى جاهداً للانسجام والتوافق مع ترامب، بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها جونسون في بلده ومع زملائه الأوروبيين حول مفاوضات البريكست. غير أنه حتى جونسون أعلن أمام الجميع أن بريطانيا تفضّل التجارة الحرة ولا تعجبها الحمائية والرسوم الجمركية.
وفي سياق المحادثات حول الاقتصاد العالمي، أثارت سياسة الرسوم الجمركية التي يتّبعها ترامب تجاه الصين وكندا والمكسيك وأوروبا واليابان، قلق واستياء نظرائه خلال العام الماضي، جزئياً لأن لا أحد يعلم حقاً ما هي سياسات ترامب، وكيف ومتى سيستطيع عقد اتفاق لإنهاء مشكلة الرسوم الجمركية مثلما يعد بذلك دائماً. وخلال يوم الجمعة السابق لاجتماع بياريتس (23 أغسطس)، صدرت عن ترامب تصريحات جد مهدِّدة بخصوص الصين، قال فيها إنه سيزيد الرسوم الجمركية بنسبة 5 في المئة أخرى، وإنه سيأمر الشركات الأميركية بمغادرة الصين. ونتيجة لذلك، شهد سوق الأسهم الأميركي أسوأ يوم هذه السنة، حيث هوى بـ600 نقطة. لكن في بياريتس أعلن ترامب أن الصين ترغب في التفاوض حول اتفاق جديد؛ وفي اليوم التالي ارتفع سوق الأسهم الأميركي بـ200 نقطة. هذا التقلب الكبير في السوق يعكس حالة عدم اليقين الكبير التي يشعر بها الجميع بخصوص سياسات ترامب التجارية، وحول ما إن كان ثمة أمل في حل للخلافات الرئيسية بشأن الرسوم الجمركية.
اجتماع بياريتس حدث في الوقت نفسه الذي كانت فيه حرائق كبيرة تلتهم غابات الأمازون، وقد شكّل هذا مصدرَ قلق بالغ بالنسبة لكل الزعماء الحاضرين باستثناء ترامب. ذلك أن ترامب تخلّف عن حضور الجلسة التي خصصت لتغير المناخ وحرائق الأمازون، وقال إن لديه التزاماً سابقاً، وهو ما لم يصدّقه البعض.
المفاجأة الكبيرة الوحيدة في اجتماع هذه السنة كانت قرار ماكرون دعوة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للقدوم إلى بياريتس من أجل الاجتماع مع المسؤولين الفرنسيين. اجتماع لم يستشر بشأنه ترامب، لكن هذا الأخير قال على نحو مفاجئ أيضاً إنه لن يعارض اجتماعاً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. غير أن كلاً من ترامب وروحاني اشترطا شروطاً مقابل الموافقة على حضور أي اجتماع ممكن بين الجانبين. فبالنسبة لإيران، سيعني ذلك رفع العقوبات عنها؛ أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيعني أنه «سيتعين على الإيرانيين أن يكونوا لاعبين جيدين».
العنصران الأكثر إثارة للجدل في سلوك ترامب في بياريتس كانا جهوده الرامية إلى إعادة الاعتبار لصديقه فلاديمير بوتين، عبر إعادة روسيا إلى عضوية «مجموعة السبع الكبرى»، العام المقبل، عندما تستضيف الولايات المتحدة اجتماع المجموعة. فقد قوبلت هذه الفكرة بمعارضة شديدة، على اعتبار أن روسيا طُردت من مجموعة الثماني الكبرى عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، ولذلك ينبغي ألا يسمح بعودتها إلى المجموعة، حتى تحل أزمة القرم وأوكرانيا برمتها.
أما المفاجأة الثانية، فكانت تلميح ترامب إلى أن الاجتماع الذي ستستضيفه الولايات المتحدة العام المقبل سيُعقد في أحد ملاعب الغولف التي يمتلكها في ميامي، وهو ما من شأنه أن يدرّ أموالاً طائلة على شركة ترامب، وهو أيضاً ما يعتبره كثيرون شيئاً غير لائق، إن لم يكن منافياً للقانون.
اجتماعات وقرارات قمة السبع الكبرى لهذه السنة، كانت أقل إثارة للجدل وللخلاف من الاجتماعين السابقين، وذلك نظراً لأن الأعضاء الآخرين غير الولايات المتحدة في المجموعة اتخذوا قراراً بمراعاة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدم فعل أي شيء يعارض مواقفه، وبالتالي تجنب إغضابه. وبهذا الخصوص، يمكن القول إن اجتماع بياريتس شكّل نجاحاً نسبياً.
غير أنه كان ثمة عدد من الحوادث التي أثبتت مرة أخرى إلى أي حد ما زال ترامب غير منسجم بشأن مواضيع دولية محورية يتفق عليها أعضاء المجموعة الستة الآخرون. وعلى سبيل المثال، فقد كان يُعتقد أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون سيسعى جاهداً للانسجام والتوافق مع ترامب، بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها جونسون في بلده ومع زملائه الأوروبيين حول مفاوضات البريكست. غير أنه حتى جونسون أعلن أمام الجميع أن بريطانيا تفضّل التجارة الحرة ولا تعجبها الحمائية والرسوم الجمركية.
وفي سياق المحادثات حول الاقتصاد العالمي، أثارت سياسة الرسوم الجمركية التي يتّبعها ترامب تجاه الصين وكندا والمكسيك وأوروبا واليابان، قلق واستياء نظرائه خلال العام الماضي، جزئياً لأن لا أحد يعلم حقاً ما هي سياسات ترامب، وكيف ومتى سيستطيع عقد اتفاق لإنهاء مشكلة الرسوم الجمركية مثلما يعد بذلك دائماً. وخلال يوم الجمعة السابق لاجتماع بياريتس (23 أغسطس)، صدرت عن ترامب تصريحات جد مهدِّدة بخصوص الصين، قال فيها إنه سيزيد الرسوم الجمركية بنسبة 5 في المئة أخرى، وإنه سيأمر الشركات الأميركية بمغادرة الصين. ونتيجة لذلك، شهد سوق الأسهم الأميركي أسوأ يوم هذه السنة، حيث هوى بـ600 نقطة. لكن في بياريتس أعلن ترامب أن الصين ترغب في التفاوض حول اتفاق جديد؛ وفي اليوم التالي ارتفع سوق الأسهم الأميركي بـ200 نقطة. هذا التقلب الكبير في السوق يعكس حالة عدم اليقين الكبير التي يشعر بها الجميع بخصوص سياسات ترامب التجارية، وحول ما إن كان ثمة أمل في حل للخلافات الرئيسية بشأن الرسوم الجمركية.
اجتماع بياريتس حدث في الوقت نفسه الذي كانت فيه حرائق كبيرة تلتهم غابات الأمازون، وقد شكّل هذا مصدرَ قلق بالغ بالنسبة لكل الزعماء الحاضرين باستثناء ترامب. ذلك أن ترامب تخلّف عن حضور الجلسة التي خصصت لتغير المناخ وحرائق الأمازون، وقال إن لديه التزاماً سابقاً، وهو ما لم يصدّقه البعض.
المفاجأة الكبيرة الوحيدة في اجتماع هذه السنة كانت قرار ماكرون دعوة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للقدوم إلى بياريتس من أجل الاجتماع مع المسؤولين الفرنسيين. اجتماع لم يستشر بشأنه ترامب، لكن هذا الأخير قال على نحو مفاجئ أيضاً إنه لن يعارض اجتماعاً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. غير أن كلاً من ترامب وروحاني اشترطا شروطاً مقابل الموافقة على حضور أي اجتماع ممكن بين الجانبين. فبالنسبة لإيران، سيعني ذلك رفع العقوبات عنها؛ أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيعني أنه «سيتعين على الإيرانيين أن يكونوا لاعبين جيدين».
العنصران الأكثر إثارة للجدل في سلوك ترامب في بياريتس كانا جهوده الرامية إلى إعادة الاعتبار لصديقه فلاديمير بوتين، عبر إعادة روسيا إلى عضوية «مجموعة السبع الكبرى»، العام المقبل، عندما تستضيف الولايات المتحدة اجتماع المجموعة. فقد قوبلت هذه الفكرة بمعارضة شديدة، على اعتبار أن روسيا طُردت من مجموعة الثماني الكبرى عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، ولذلك ينبغي ألا يسمح بعودتها إلى المجموعة، حتى تحل أزمة القرم وأوكرانيا برمتها.
أما المفاجأة الثانية، فكانت تلميح ترامب إلى أن الاجتماع الذي ستستضيفه الولايات المتحدة العام المقبل سيُعقد في أحد ملاعب الغولف التي يمتلكها في ميامي، وهو ما من شأنه أن يدرّ أموالاً طائلة على شركة ترامب، وهو أيضاً ما يعتبره كثيرون شيئاً غير لائق، إن لم يكن منافياً للقانون.