بعد لحظات فقط من بدء منتدى المجتمع الذي تمت الدعوة إلى عقده في عجالة، بدأت الدموع تنهمر. كانت «الدهشة البالغة» هي رد الفعل الرهيب لإحدى القارئات قبل أيام من إصدار الصحيفة اليومية «فينديكيتور»، التي تصدر في المدينة منذ 150 عاماً، لنسختها الأخيرة في 31 أغسطس.
وتركت «ماري بيث إيرنهيردت»، التي تُدَرّس الصحافة بجامعة «يونجزتاون» بولاية أوهايو، غرفة الاجتماعات في مركز التاريخ المحلي لتتمكن من تمالك نفسها. كانت، مثل كثيرين غيرها، تشعر بعمق بالخسارة الوشيكة. وهي ترى أن «فينديكيتور» تربطنا ببعضنا البعض. ومجتمع من دون صحيفة مركزية قوية هو مجتمع يفتقد القيادة – وجزءاً كبيراً من هويته.
ويمثل زوال الصحيفة ضربة أخرى للمنطقة بعد الصدمة التي شهدتها في وقت مبكر من هذا العام بسبب إغلاق مصنع «جنرال موتورز» في لوردستاون، والذي كان يعمل به 14,000 عامل. ويعد هذا المصنع، الذي ينتج السيارة شيفروليه كروز، جزءاً من صناعة السيارات والصلب التي تعهد الرئيس دونالد ترامب بأنه سيعيدها.
ومع إغلاق صحيفة «فينديكيتور»، ستصبح مدينة «يونجزتاون» شقية. فهي أولاً ستصبح مدينة كبيرة من دون صحيفة يومية خاصة بها. ونظراً للحالة الرهيبة للصناعة، فلن تكون هذه آخر مدينة تغلق مصنعاً. وعلى الأرجح، فإن الموقف سيتكرر في جميع أنحاء البلاد –لا سيما عندما يمحو التراجع الاقتصادي القادم ما تبقى من الإعلانات المطبوعة التي كانت يوماً ما بمثابة شريان الحياة للصحف المحلية.
وبالنسبة لمدير الصحيفة «مارك براون»، تعد الخسارة شخصية، ومدمرة ولا مفر منها، بحسب ما قال لي. فأسرته تمتلك وتدير الصحيفة منذ 132 عاماً. ولا تزال والدته، الناشرة، وهي في الثمانينات من عمرها، تأتي إلى المكتب بانتظام. وقد وصفت القرار بقولها إنه «يمزق الأمعاء».
«براون» أدرك قبل خمس سنوات أنه يجب على الأرجح أن يطرح صحيفة «فينديكيتور» للبيع، لكنه تردد لأنه كان يعلم أن المشتري سيخفض عدد العاملين ويضر بجودة الصحيفة.
لقد كانت صالة التحرير بالصحيفة، والتي تضم 44 عضواً، تخوض بعمق في القضايا المحلية، لذا فقد فازت الصحيفة بالعديد من الجوائز على مستوى ولاية أوهايو للتميز العام وإعداد التقارير والتعليق ولموقعها المجاني على الإنترنت.
ومع ذلك، فقد كانت الصحيفة تحقق خسائر خلال العشرين عاماً الماضية. حتى في أفضل حالاتها لم يكن هامش الربح يتجاوز 17%، بحسب ما قال «براون»، وهذا يمثل حوالي نصف ما كانت تجنيه العديد من الصحف الأميركية خلال فترات ازدهارها ما قبل الإنترنت عندما كان المعلنون ليس لديهم خيارات كثيرة لكيفية الوصول إلى العملاء. وقد تراجع توزيع الصحيفة من أكثر من 100,000 نسخة يومياً و160,000 نسخة يوم الأحد في أواخر السبعينات إلى نحو 25,000 نسخة يومياً و32,000 نسخة يوم الأحد في الوقت الحالي.
وعندما أصبح «براون» جاداً بخصوص مسألة البيع، واستأجر وسيطا في 2017 لاستكشاف السوق، لم يكن هناك مشترون – بأي ثمن.
وقام اثنان من المشترين المحتملين بإلقاء نظرة جادة، لكنهما انسحبا. بالنسبة لمعظم الناس، كانت الصورة غير جذابة: خسائر بلا حدود، سوق إعلانات ضعيف وخطة تقاعد تفتقر إلى التمويل.
لذا، بعد إنفاق 23 مليون دولار لتغطية الخسائر – ولشراء مطبعة جديدة في 2010 (على أمل لم يتم تحقيقه بجلب إيرادات جديدة من خلال الطباعة الخارجية) – وجد براون أنه لا خيار أمامه.
وقد أعرب عن قلقه بشأن العاملين – وبشكل أكبر على فقدان الرقابة الصحفية، وقال «إنني خائف على المجتمع».
وقال «جويل كابلان»، مساعد عميد كلية نيوهاوس بجامعة سيراكوز «هذا يعني أن أحداً في هذا المجتمع سيكون مسؤولاً عن تغطية اجتماعات مجلس المدارس واجتماعات مجلس المدينة والشرطة والمحاكم بشكل منتظم. نحن نعلم أن الديمقراطية على وشك الموت في يونجزتاون».
إغلاق صحيفة «فينديكيتور» قصة حزينة تعكس دخول الصحف المحلية مرحلة جديدة لا مفر منها من التراجع.
*كاتبة متخصصة في الإعلام
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»