أخيراً أعلن الجنرال إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عن تأسيس حزبه الجديد باسم «إسرائيل ديمقراطية»، مطلِقاً الدعوة لإسقاط نتنياهو في الانتخابات المقرر تنظيمها في السابع عشر من سبتمبر المقبل. وقد وضع باراك لحزبه شعاراً يخير الجمهور بين إسرائيل كدولة ديمقراطية تحترم مؤسسات القانون وبين إسرائيل التي يحكمها نتنياهو المتهم في قضايا فساد والذي يحاول السيطرة على مؤسسات القانون لينجو بجلده من التهم الموجهة إليه.
جاء شعار الحزب موجزاً، «دولة نتنياهو أو دولة إسرائيل»، ومع الإعلان عن الحزب الجديد قال باراك محذراً جمهور الناخبين، إن إسرائيل تواجه خطراً استراتيجياً داخلياً لا يقل عن الخطر الإيراني، وهو خطر وشيك يتمثل في تفكيك البنية الديمقراطية للدولة العبرية، ولذا فعلى كل إسرائيلي أن يختار بين دولة إسرائيل ودولة نتنياهو أي بين تدمير الديمقراطية الإسرائيلية والتخريب المتعمد لسلطة القانون الممثلة في القضاء وجهاز الشرطة وبين الدولة اليهودية والديمقراطية التي تحتاجها إسرائيل وتستحقها.
كذلك كتب باراك تغريدة على حسابه بتويتر قال فيها: إن دولة إسرائيل تقف الآن في الدقيقة الأخيرة قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية، ونحن الآن في اللحظة التي يجب أن نعيد فيها الأمل والعزيمة لإسرائيل، وعلينا أن نتحد لنعيدها لمسارها، ونحن نمثل إسرائيل الديمقراطية.
لقد اجتذب الحزب الجديد بعض الشخصيات الهامة، مثل الجنرال المتقاعد يائير جولان، ويائير فينك أحد قيادات «حزب العمل» والدكتورة يفعات بيطون، وكوبى ريختر الرئيس السابق لحركة «طريقنا».
لقد تفاوتت ردود الفعل من داخل معسكر الوسط ويسار الوسط على هذا التطور، إذ اعتبره بعض رجال تحالف «أزرق أبيض» الذي يرأسه الجنرال جانتس، تطوراً سيضعف المعسكر، لأن باراك لن يحصل على أصوات من ناخبي معسكر اليمين بل سيقتطع أصواتاً من الوسط واليسار. هذا في حين رحب حزب العمل بظهور حزب باراك واعتبره إضافة جديدة.
حالياً يحاول باراك، من خلال التفاوض مع الرئيس الجديد لحزب العمل عامير بيرتس، التوصل إلى صيغة للتحالف بين الحزبين بحيث يخوضان الانتخابات في قائمة واحدة. ويبدو أن المفاوضات ستكون شاقة، لأن باراك يريد أن يكون رئيس تحالف الحزبين في حين أن قيادات حزب العمل ترفض هذا استناداً إلى أن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزبه قد لا يجتاز نسبة الحسم، وبالتالي لن يكون له أي مقعد في الكنيست، بينما هناك استطلاعات أخرى تتوقع حصوله على أربعة مقاعد فقط. وترى قيادات حزب العمل، الحاصل في انتخابات أبريل الماضي على ستة مقاعد، أن قيادة التحالف الجديد يجب أن تكون لعامير بيرتس لأن حزبه صاحب الحظوظ الانتخابية الكبرى.
وكان طبيعياً أن يقابل حزب باراك بهجوم الدوائر اليمينية الموالية لنتنياهو قائلة إنه عندما شغل منصب رئيس الوزراء عام 1999 أظهر ضعفاً شديداً أمام الفلسطينيين انتهى باندلاع انتفاضة الأقصى. كذلك نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية مقالا يحذّر الناخبين من خطورة انتخاب باراك لأنه مستعد لتقسيم القدس. وأشار كاتب المقال إلى أن باراك سبق أن وافق على فكرة التقسيم في مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 بينه وبين عرفات تحت رعاية الرئيس بيل كلينتون. وحذر الكاتب من أن باراك لم يعلن قط تراجعه عن تلك الفكرة ولم يعبر عن ندمه عليها، ما يعني أن وصوله للحكم سيعني تنفيذها.
ويدل هذا الهجوم على قلق المعسكر اليميني من ظهور حزب باراك وإمكانية جذبه لأصوات من معسكر اليمين. وهو أمر سنواصل رصده إلى أن تتبين الحظوظ الفعلية لهذا الحزب في مقاعد الكنيست.
*أستاذ الدراسات العبرية -جامعة عين شمس
جاء شعار الحزب موجزاً، «دولة نتنياهو أو دولة إسرائيل»، ومع الإعلان عن الحزب الجديد قال باراك محذراً جمهور الناخبين، إن إسرائيل تواجه خطراً استراتيجياً داخلياً لا يقل عن الخطر الإيراني، وهو خطر وشيك يتمثل في تفكيك البنية الديمقراطية للدولة العبرية، ولذا فعلى كل إسرائيلي أن يختار بين دولة إسرائيل ودولة نتنياهو أي بين تدمير الديمقراطية الإسرائيلية والتخريب المتعمد لسلطة القانون الممثلة في القضاء وجهاز الشرطة وبين الدولة اليهودية والديمقراطية التي تحتاجها إسرائيل وتستحقها.
كذلك كتب باراك تغريدة على حسابه بتويتر قال فيها: إن دولة إسرائيل تقف الآن في الدقيقة الأخيرة قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية، ونحن الآن في اللحظة التي يجب أن نعيد فيها الأمل والعزيمة لإسرائيل، وعلينا أن نتحد لنعيدها لمسارها، ونحن نمثل إسرائيل الديمقراطية.
لقد اجتذب الحزب الجديد بعض الشخصيات الهامة، مثل الجنرال المتقاعد يائير جولان، ويائير فينك أحد قيادات «حزب العمل» والدكتورة يفعات بيطون، وكوبى ريختر الرئيس السابق لحركة «طريقنا».
لقد تفاوتت ردود الفعل من داخل معسكر الوسط ويسار الوسط على هذا التطور، إذ اعتبره بعض رجال تحالف «أزرق أبيض» الذي يرأسه الجنرال جانتس، تطوراً سيضعف المعسكر، لأن باراك لن يحصل على أصوات من ناخبي معسكر اليمين بل سيقتطع أصواتاً من الوسط واليسار. هذا في حين رحب حزب العمل بظهور حزب باراك واعتبره إضافة جديدة.
حالياً يحاول باراك، من خلال التفاوض مع الرئيس الجديد لحزب العمل عامير بيرتس، التوصل إلى صيغة للتحالف بين الحزبين بحيث يخوضان الانتخابات في قائمة واحدة. ويبدو أن المفاوضات ستكون شاقة، لأن باراك يريد أن يكون رئيس تحالف الحزبين في حين أن قيادات حزب العمل ترفض هذا استناداً إلى أن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزبه قد لا يجتاز نسبة الحسم، وبالتالي لن يكون له أي مقعد في الكنيست، بينما هناك استطلاعات أخرى تتوقع حصوله على أربعة مقاعد فقط. وترى قيادات حزب العمل، الحاصل في انتخابات أبريل الماضي على ستة مقاعد، أن قيادة التحالف الجديد يجب أن تكون لعامير بيرتس لأن حزبه صاحب الحظوظ الانتخابية الكبرى.
وكان طبيعياً أن يقابل حزب باراك بهجوم الدوائر اليمينية الموالية لنتنياهو قائلة إنه عندما شغل منصب رئيس الوزراء عام 1999 أظهر ضعفاً شديداً أمام الفلسطينيين انتهى باندلاع انتفاضة الأقصى. كذلك نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية مقالا يحذّر الناخبين من خطورة انتخاب باراك لأنه مستعد لتقسيم القدس. وأشار كاتب المقال إلى أن باراك سبق أن وافق على فكرة التقسيم في مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 بينه وبين عرفات تحت رعاية الرئيس بيل كلينتون. وحذر الكاتب من أن باراك لم يعلن قط تراجعه عن تلك الفكرة ولم يعبر عن ندمه عليها، ما يعني أن وصوله للحكم سيعني تنفيذها.
ويدل هذا الهجوم على قلق المعسكر اليميني من ظهور حزب باراك وإمكانية جذبه لأصوات من معسكر اليمين. وهو أمر سنواصل رصده إلى أن تتبين الحظوظ الفعلية لهذا الحزب في مقاعد الكنيست.
*أستاذ الدراسات العبرية -جامعة عين شمس