«ليندون لاروش» أكثر الشخصيات السياسية الأميركية إثارة للجدل قبل الرئيس الحالي «ترامب» الذي يكرر «لاروش» في مواقفه السياسية، وأسلوبه «الناري»، بل بعض تصريحاته أيضاً، مثل «تغير المناخ أكذوبة». وقد «أثلج صدر لاروش فوز ترامب برئاسة الجمهورية»، ذكر ذلك تأبين «لاروش» في «نيويورك تايمز»، وفيه تحدثت الصحيفة عن توقعات «لاروش» أن «تُحرِّض بريطانيا على شلِّ ترامب سياسياً، وتعمل على خلعه، لأنه يستعيد موقف مؤسسي الولايات المتحدة ضدّ الاستعمار البريطاني، ويؤكد التزامه الكامل بالصناعة، والتصنيع والتقدم العلمي، والسلام العالمي». وذكر التأبين المنشور في ألفي كلمة أن «لاروش» الذي توفي عن 96 عاماً رشّح نفسه لانتخابات الرئاسة الأميركية ثماني مرات، ودخل السجن ذات مرة بتهمة سوء التصرف المالي، وعرقلة عمل الضرائب. وكنتُ قد عرضتُ في مقالتي عن لاروش في سبتمبر عام 1996 وثائق وردت في مقدمة كتابه «علم الاقتصاد المسيحي»، تثبت أن المسؤولين عن ملاحقته وسجنه وزير الخارجية الأسبق «كسينجر»، و«رابطة مناهضة التشهير» (ADL)، وهي أقوى جماعات الضغط الصهيوني التي يطلب ودَّها رؤساء أميركا بمن فيهم ترامب نفسه، وقد ألّف عنها لاروش نفسه كتاباً عنوانه «حقيقة الرابطة القبيحة».
والتعرف على آراء «لاروش» مثل «الهبوط على سطح كوكب آخر، الحقائق والمفاهيم المتفق عليها عالمياً تصبح بالمقلوب، فالتوقعات المتشائمة حول الاحترار العالمي واضمحلال الأوزون هدفها التحكم بالنفط، ووقف التطور الصناعي للبلدان النامية». جاء ذلك في تقريري الذي كتبتُه من ميونيخ عن «معهد شيلر» الذي أسسته زوجة «لاروش» وتلميذته الباحثة الألمانية «هيلغا لاروش».
و«لاروش» عالِم في «الاقتصاد الفيزيائي» من طراز العالم الألماني «ليبينتز (القرن 17) الذي لم يكن يجد تعارضاً بين الإيمان والعلم. وتوقعات لاروش مدهشة، حيث توقع في كتاب أصدره عام 1977 انهيار النظام المصرفي العالمي قبل سنوات من حدوث الانهيار.
وحذّرَ منذ عام 1983 المسؤولين السوفييت من أن «المبادرة الاستراتيجية» ستؤدي إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، وكان قد ساهم أثناء عمله مستشاراً للرئيس ريغان في وضع خطط المبادرة التي اشتهرت باسم «حرب النجوم». وفي مايو 1987 توقع لاروش انهيار أسواق البورصة في الولايات المتحدة، والذي حدث في نوفمبر من العام نفسه. واعتبر «لاروش» أزمة الاقتصاد المكسيكي وانهيار بنوك بريطانية ويابانية أعراض انهيار حتمي في أسواق المال والاقتصاد العالمية، وحدث ما توقعه وناهض بسببه الاقتصادات القائمة على الديون والمشتقات المالية، التي أطاحت الاقتصاد العالمي في أزمة عام 2008. وأهم أعمال لاروش العلمية، التي جمعت النظرية والتطبيق، مشروعه «طريق الحرير الجديد» الذي عرضه منذ مطلع الثمانينيات، وأصبح الآن المشروع الرئيس للصين، حيث خصصت له تريليون دولار.
ولاروش الشخص الملائم في الوقت غير الملائم، حيث أسّس عند انهيار الاتحاد السوفييتي رابطة فلسفية أممية، أنشأت 37 فرعاً داخل الولايات المتحدة، و26 في أوروبا وأميركا الجنوبية، معظمها منظمات ذاتية التمويل جمعت ملايين الدولارات لدعم ترشيحه للرئاسة، وترشيح أنصاره لعضوية الكونغرس، واللجان المحلية، وهيئات إدارة المدارس. ويتابع أنصاره أسلوب التمويل الذاتي، ومن بينهم مترجم أعماله للعربية الباحث العراقي السويدي حسين العسكري، الذي يدير شركة بيئية سويدية مختصة بأعمال المياه.
ولاروش نادر بين مرشحي الرئاسة الأميركية بمعارفه العلمية، في الفيزياء والرياضيات وعلوم الهندسة، وبثقافته الفلسفية التي تمتد حتى عصر الإغريق، وفيها يقف مع أفلاطون الذي كان يؤمن بالمعايير والحقيقة المطلقة، ويناهض أرسطو الذي يعتقد بنسبية كل شيء. وتذكر «نيويورك تايمز» أن لاروش نشأ ماركسياً، وعضواً في حزب العمال الأميركي الاشتراكي التروتسكي وتحول إلى أقصى اليمين، عقب مكوثه بضع سنوات في ألمانيا الغربية، عاد منها معادياً للسامية، وتبعه في ذلك أنصاره.
*مستشار في العلوم والتكنولوجيا
والتعرف على آراء «لاروش» مثل «الهبوط على سطح كوكب آخر، الحقائق والمفاهيم المتفق عليها عالمياً تصبح بالمقلوب، فالتوقعات المتشائمة حول الاحترار العالمي واضمحلال الأوزون هدفها التحكم بالنفط، ووقف التطور الصناعي للبلدان النامية». جاء ذلك في تقريري الذي كتبتُه من ميونيخ عن «معهد شيلر» الذي أسسته زوجة «لاروش» وتلميذته الباحثة الألمانية «هيلغا لاروش».
و«لاروش» عالِم في «الاقتصاد الفيزيائي» من طراز العالم الألماني «ليبينتز (القرن 17) الذي لم يكن يجد تعارضاً بين الإيمان والعلم. وتوقعات لاروش مدهشة، حيث توقع في كتاب أصدره عام 1977 انهيار النظام المصرفي العالمي قبل سنوات من حدوث الانهيار.
وحذّرَ منذ عام 1983 المسؤولين السوفييت من أن «المبادرة الاستراتيجية» ستؤدي إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، وكان قد ساهم أثناء عمله مستشاراً للرئيس ريغان في وضع خطط المبادرة التي اشتهرت باسم «حرب النجوم». وفي مايو 1987 توقع لاروش انهيار أسواق البورصة في الولايات المتحدة، والذي حدث في نوفمبر من العام نفسه. واعتبر «لاروش» أزمة الاقتصاد المكسيكي وانهيار بنوك بريطانية ويابانية أعراض انهيار حتمي في أسواق المال والاقتصاد العالمية، وحدث ما توقعه وناهض بسببه الاقتصادات القائمة على الديون والمشتقات المالية، التي أطاحت الاقتصاد العالمي في أزمة عام 2008. وأهم أعمال لاروش العلمية، التي جمعت النظرية والتطبيق، مشروعه «طريق الحرير الجديد» الذي عرضه منذ مطلع الثمانينيات، وأصبح الآن المشروع الرئيس للصين، حيث خصصت له تريليون دولار.
ولاروش الشخص الملائم في الوقت غير الملائم، حيث أسّس عند انهيار الاتحاد السوفييتي رابطة فلسفية أممية، أنشأت 37 فرعاً داخل الولايات المتحدة، و26 في أوروبا وأميركا الجنوبية، معظمها منظمات ذاتية التمويل جمعت ملايين الدولارات لدعم ترشيحه للرئاسة، وترشيح أنصاره لعضوية الكونغرس، واللجان المحلية، وهيئات إدارة المدارس. ويتابع أنصاره أسلوب التمويل الذاتي، ومن بينهم مترجم أعماله للعربية الباحث العراقي السويدي حسين العسكري، الذي يدير شركة بيئية سويدية مختصة بأعمال المياه.
ولاروش نادر بين مرشحي الرئاسة الأميركية بمعارفه العلمية، في الفيزياء والرياضيات وعلوم الهندسة، وبثقافته الفلسفية التي تمتد حتى عصر الإغريق، وفيها يقف مع أفلاطون الذي كان يؤمن بالمعايير والحقيقة المطلقة، ويناهض أرسطو الذي يعتقد بنسبية كل شيء. وتذكر «نيويورك تايمز» أن لاروش نشأ ماركسياً، وعضواً في حزب العمال الأميركي الاشتراكي التروتسكي وتحول إلى أقصى اليمين، عقب مكوثه بضع سنوات في ألمانيا الغربية، عاد منها معادياً للسامية، وتبعه في ذلك أنصاره.
*مستشار في العلوم والتكنولوجيا