في الوقت الذي تزداد فيه المخاطر في منطقة الخليج، بسبب التوتر والتصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، يخرج إلينا عبر وسائل الإعلام النائب العراقي مشعان الجبوري ليصرّح لإحدى الفضائيات العراقية بأن الطائرات المسيّرة التي ضربت المناطق النفطية في السعودية مؤخراً انطلقت من إحدى القواعد العسكرية في العراق، وبأنه استقى الخبر من دولة عظمى لم يذكر اسمها، وأن هذه الدولة أخبرت رئيس الوزراء العراقي!
وقد أظهر شريط فيديو في وقت لاحق مداهمةَ قوة شرطية عراقية كبيرة لمنزل الجبوري بغرض اعتقاله شخصياً، ربما لأنه أفشى سراً لا تريد أجنحة من الطبقة السياسية في العراق كشفه للجمهور.
والسؤال هو: مَن الجهة التي قامت بإطلاق الطائرات من القاعدة العراقية، وفقاً لزعم الجبوري؟ المؤكد أنها ليست الحكومة العراقية، لأنها أعلنت عدة مرات رفضها الانخراط في صراعات المنطقة، وأنها تريد الاحتفاظ بالحياد في الصراع الإقليمي القائم.
الأمر المؤكد بالنسبة لنا هو أن عملاء إيران وأنصارها من المليشيات والأحزاب العراقية الطائفية الموالية لإيران، والتي تتلقى منها التمويل والدعم المادي والعسكري.. هي التي تحركت لتخفيف الضغط عنها. فهذه المليشيات التي خلقتها إيران في المنطقة هي التي أوجدت الفوضى في منطقة الخليج.. وهي التي تتصدر المشهد بدلاً من إيران في أحيان كثيرة، وتخوض الحروب وكالةً عنها، لتبرئتها من التدخل في قضايا المنطقة.
والسؤال الآن هو: هل بدأت حرب المواجهة بين إيران والولايات المتحدة فعلياً عن طريق وكلاء إيران وأنصارها في العراق؟
المراقبون السياسيون يؤكدون أن المواجهة العسكرية المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة مستبعدة ولن تحصل، لأن الرئيس الأميركي، والقيادة الإيرانية، والقيادة السعودية على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. كلهم أعلنوا بأنهم لا يفضلون الحرب وبأنهم معنيون بالبحث عن حلول سلمية بديلة، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ورغم إعلان إيران حرصها على تحقيق السلام في المنطقة، فهي تعمل ليل نهار على تحريك أنصارها في العراق واليمن وسوريا ولبنان.. لضرب المصالح العربية والأميركية في المنطقة. لذلك يخطئ من يظن بأن إيران دولة ساعية للسلام وتريد استقرار المنطقة، فقادتها يعلنون بكل اعتداد أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. ويبدو أننا في الخليج ركزنا على الحوثيين في اليمن وتناسينا تزايد النفوذ الإيراني في العراق. فإيران تسعى إلى تهجير قسري للسنة هناك، وتعبث بالتركيبة السكانية في المناطق الحدودية العراقية معها.
وإيران، رغم الحصار الاقتصادي الأميركي عليها منذ 40 عاماً، لا تزال تعمل مع المليشيات والأحزاب الطائفية العراقية على حرق المنتجات الزراعية العراقية وقتل الأسماك والثروة الحيوانية العراقية، وتمنع بناء المصانع.. كل ذلك يحدث من أجل منع نهوض العراق حتى يستمر اعتماده بشكل كلي على إيران.
الولايات المتحدة هي التي رسّخت المحاصصة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي، وهي التي سلّمت العراق لإيران على طبق من ذهب.
والآن، كيف يمكن تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً أن هناك دولاً عربية، مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، تدعم التوجهات الإيرانية التوسعية؟ مطلوب اليوم من جميع دول الخليج توحيد سياساتها ومراجعة تحالفاتها في المنطقة، فالولايات المتحدة كل همها هو النفط وحماية إسرائيل، وهي لا تعير الاهتمام اللازم لمصالحنا في المنطقة.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت
وقد أظهر شريط فيديو في وقت لاحق مداهمةَ قوة شرطية عراقية كبيرة لمنزل الجبوري بغرض اعتقاله شخصياً، ربما لأنه أفشى سراً لا تريد أجنحة من الطبقة السياسية في العراق كشفه للجمهور.
والسؤال هو: مَن الجهة التي قامت بإطلاق الطائرات من القاعدة العراقية، وفقاً لزعم الجبوري؟ المؤكد أنها ليست الحكومة العراقية، لأنها أعلنت عدة مرات رفضها الانخراط في صراعات المنطقة، وأنها تريد الاحتفاظ بالحياد في الصراع الإقليمي القائم.
الأمر المؤكد بالنسبة لنا هو أن عملاء إيران وأنصارها من المليشيات والأحزاب العراقية الطائفية الموالية لإيران، والتي تتلقى منها التمويل والدعم المادي والعسكري.. هي التي تحركت لتخفيف الضغط عنها. فهذه المليشيات التي خلقتها إيران في المنطقة هي التي أوجدت الفوضى في منطقة الخليج.. وهي التي تتصدر المشهد بدلاً من إيران في أحيان كثيرة، وتخوض الحروب وكالةً عنها، لتبرئتها من التدخل في قضايا المنطقة.
والسؤال الآن هو: هل بدأت حرب المواجهة بين إيران والولايات المتحدة فعلياً عن طريق وكلاء إيران وأنصارها في العراق؟
المراقبون السياسيون يؤكدون أن المواجهة العسكرية المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة مستبعدة ولن تحصل، لأن الرئيس الأميركي، والقيادة الإيرانية، والقيادة السعودية على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. كلهم أعلنوا بأنهم لا يفضلون الحرب وبأنهم معنيون بالبحث عن حلول سلمية بديلة، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ورغم إعلان إيران حرصها على تحقيق السلام في المنطقة، فهي تعمل ليل نهار على تحريك أنصارها في العراق واليمن وسوريا ولبنان.. لضرب المصالح العربية والأميركية في المنطقة. لذلك يخطئ من يظن بأن إيران دولة ساعية للسلام وتريد استقرار المنطقة، فقادتها يعلنون بكل اعتداد أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. ويبدو أننا في الخليج ركزنا على الحوثيين في اليمن وتناسينا تزايد النفوذ الإيراني في العراق. فإيران تسعى إلى تهجير قسري للسنة هناك، وتعبث بالتركيبة السكانية في المناطق الحدودية العراقية معها.
وإيران، رغم الحصار الاقتصادي الأميركي عليها منذ 40 عاماً، لا تزال تعمل مع المليشيات والأحزاب الطائفية العراقية على حرق المنتجات الزراعية العراقية وقتل الأسماك والثروة الحيوانية العراقية، وتمنع بناء المصانع.. كل ذلك يحدث من أجل منع نهوض العراق حتى يستمر اعتماده بشكل كلي على إيران.
الولايات المتحدة هي التي رسّخت المحاصصة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي، وهي التي سلّمت العراق لإيران على طبق من ذهب.
والآن، كيف يمكن تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً أن هناك دولاً عربية، مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، تدعم التوجهات الإيرانية التوسعية؟ مطلوب اليوم من جميع دول الخليج توحيد سياساتها ومراجعة تحالفاتها في المنطقة، فالولايات المتحدة كل همها هو النفط وحماية إسرائيل، وهي لا تعير الاهتمام اللازم لمصالحنا في المنطقة.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت