طرحت مصادر إسرائيلية مختلفة هذا الأسبوع توقعين متناقضين لمستقبل نتنياهو، أحدهما يفيد بأنه سيختفي من الساحة السياسية بعد انتخابات السابع عشر من سبتمبر، والثاني يؤكد أنه باق كرئيس حكومة.
جاء التوقع الأول مستنداً إلى مصادر سياسية إسرائيلية ضمن خبر يفيد بأن اتصالات سرية جرت بين بعض أقطاب «الليكود» وأقطاب تحالف «أزرق أبيض» بقيادة الجنرال جانتس، وكان موضوعها إقامة حكومة ائتلافية بين الحزبين بعد انتخابات السابع عشر من سبتمبر القادم تؤدي إلى استبعاد نتنياهو من الحكم وإيجاد مخرج قانوني مشرف له بالاتفاق مع السلطات القضائية على إغلاق ملفات التهم الموجهة إليه مقابل تنازله عن شغل أي مناصب عامة. وقيل في هذه الأخبار إنه تم الاتفاق على أن يتولى رئاسةَ الحكومة الجديدة الحزبُ الذي يحصل على عدد أكبر من المقاعد وإذا تساوى الحزبان يتم تناوب رئاسة الحكومة، وقد اقترح اسم الوزير السابق جدعون ساعر أو الوزير الحالي كاتس لترؤس الحكومة من جانب «الليكود» في حالة استبعاد نتنياهو.
أما التوقع الثاني الذي يفيد بأن نتنياهو باق فجاء في سياق تقرير تحليلي قدمته صحيفة «معاريف» واستند إلى مصادر في الأمم المتحدة في نيويورك ومصادر أميركية في واشنطن. وجاء التقرير الذي كتبه شلومو شامير في عدد الخامس عشر من يونيو تحت عنوان يقول: «صفقة القرن بدلت سراً اسمها وغيرت هدفها». خلاصة التقرير أن إدارة ترامب ستتخلى عن الإجراءات اللازمة لدفع خطة السلام وستحل مكانها جهوداً تهدف لضمان فوز نتنياهو بالانتخابات وكل هذا من أجل أن يكسب ترامب رضا الطائفة الأفنجيليكية التي يعتمد عليها في الفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة. ويذكر التقرير، نقلا عن دبلوماسيين كبار في الأمم المتحدة ومعلقين مخضرمين في واشنطن، أن الخطة الجديدة ستكون قصيرة المدى حتى تاريخ الانتخابات الإسرائيلية إلى أن يتم تأكيد فوز نتنياهو الذي يعتبره الأفنجيليكين رجلهم المفضل. ويفيد التقرير أيضاً أنه إذا خسر نتنياهو فإن الأفنجيليكيين سيعاقبون ترامب على هذا في الوقت الذي يحتاجهم بشدة في الانتخابات، خصوصاً أن بايدن (الديمقراطي) سيحقق شعبية متزايدة في ولايات مهمة معروفة بأنها معاقل للجمهوريين.
ومن وجهة نطري فإن الوقت ما زال مبكراً لإصدار حكم يرجح أحد التوقعين، فما زال الحراك الحزبي في الساحة الانتخابية الإسرائيلية في بداياته، وقد نرى تطورات أو تحالفات جديدة تغير الموازين الحالية التي تشير إلى أن نتائج انتخابات سبتمبر لن تختلف كثيراً عن الانتخابات السابقة التي جرت في أبريل الماضي.
ومن المؤشرات الجديدة على أن الحراك ما زال في بدايته ذلك الاستطلاع الذي نشر في مطلع الأسبوع الحالي والذي أجراه معهد «مأجار موحوت» الإسرائيلي، وبين أنه في حالة تخلى الجنرال جانتس للجنرال إشكنازي عن زعامة كتلة «أزرق أبيض» فإن أسهم التحالف سترتفع، حيث إن الجمهور سيمنح هذا التحالف 35 مقعداً ليتفوق على «الليكود» الذي سيحصل في هذه الحالة على 33 مقعداً فقط، كما أن نصيب معسكر اليمين والأحزاب الدينية من المقاعد لن يزيد على 54 مقعداً، وهو ما يحرم نتنياهو من فرصة تشكيل الحكومة، علماً بأن هذا العدد لا يتضمن رصيد حزب ليبرمان اليميني نظراً لتسببه في حرمان نتنياهو من تشكيل الحكومة في الانتخابات السابقة بسبب خلافه مع الحريديم وهو ما يمكن أن يتكرر.
علينا ألا نتعجل في ترجيح أحد الاعتبارات الداخلية في إسرائيل واعتبارات الأميركيين، فما تزال أمامنا نحو مائة يوم على تاريخ الانتخابات، وهي فترة كافية لحدوث تطورات جديدة.
*أستاذ الدراسات العبرية -جامعة عين شمس
جاء التوقع الأول مستنداً إلى مصادر سياسية إسرائيلية ضمن خبر يفيد بأن اتصالات سرية جرت بين بعض أقطاب «الليكود» وأقطاب تحالف «أزرق أبيض» بقيادة الجنرال جانتس، وكان موضوعها إقامة حكومة ائتلافية بين الحزبين بعد انتخابات السابع عشر من سبتمبر القادم تؤدي إلى استبعاد نتنياهو من الحكم وإيجاد مخرج قانوني مشرف له بالاتفاق مع السلطات القضائية على إغلاق ملفات التهم الموجهة إليه مقابل تنازله عن شغل أي مناصب عامة. وقيل في هذه الأخبار إنه تم الاتفاق على أن يتولى رئاسةَ الحكومة الجديدة الحزبُ الذي يحصل على عدد أكبر من المقاعد وإذا تساوى الحزبان يتم تناوب رئاسة الحكومة، وقد اقترح اسم الوزير السابق جدعون ساعر أو الوزير الحالي كاتس لترؤس الحكومة من جانب «الليكود» في حالة استبعاد نتنياهو.
أما التوقع الثاني الذي يفيد بأن نتنياهو باق فجاء في سياق تقرير تحليلي قدمته صحيفة «معاريف» واستند إلى مصادر في الأمم المتحدة في نيويورك ومصادر أميركية في واشنطن. وجاء التقرير الذي كتبه شلومو شامير في عدد الخامس عشر من يونيو تحت عنوان يقول: «صفقة القرن بدلت سراً اسمها وغيرت هدفها». خلاصة التقرير أن إدارة ترامب ستتخلى عن الإجراءات اللازمة لدفع خطة السلام وستحل مكانها جهوداً تهدف لضمان فوز نتنياهو بالانتخابات وكل هذا من أجل أن يكسب ترامب رضا الطائفة الأفنجيليكية التي يعتمد عليها في الفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة. ويذكر التقرير، نقلا عن دبلوماسيين كبار في الأمم المتحدة ومعلقين مخضرمين في واشنطن، أن الخطة الجديدة ستكون قصيرة المدى حتى تاريخ الانتخابات الإسرائيلية إلى أن يتم تأكيد فوز نتنياهو الذي يعتبره الأفنجيليكين رجلهم المفضل. ويفيد التقرير أيضاً أنه إذا خسر نتنياهو فإن الأفنجيليكيين سيعاقبون ترامب على هذا في الوقت الذي يحتاجهم بشدة في الانتخابات، خصوصاً أن بايدن (الديمقراطي) سيحقق شعبية متزايدة في ولايات مهمة معروفة بأنها معاقل للجمهوريين.
ومن وجهة نطري فإن الوقت ما زال مبكراً لإصدار حكم يرجح أحد التوقعين، فما زال الحراك الحزبي في الساحة الانتخابية الإسرائيلية في بداياته، وقد نرى تطورات أو تحالفات جديدة تغير الموازين الحالية التي تشير إلى أن نتائج انتخابات سبتمبر لن تختلف كثيراً عن الانتخابات السابقة التي جرت في أبريل الماضي.
ومن المؤشرات الجديدة على أن الحراك ما زال في بدايته ذلك الاستطلاع الذي نشر في مطلع الأسبوع الحالي والذي أجراه معهد «مأجار موحوت» الإسرائيلي، وبين أنه في حالة تخلى الجنرال جانتس للجنرال إشكنازي عن زعامة كتلة «أزرق أبيض» فإن أسهم التحالف سترتفع، حيث إن الجمهور سيمنح هذا التحالف 35 مقعداً ليتفوق على «الليكود» الذي سيحصل في هذه الحالة على 33 مقعداً فقط، كما أن نصيب معسكر اليمين والأحزاب الدينية من المقاعد لن يزيد على 54 مقعداً، وهو ما يحرم نتنياهو من فرصة تشكيل الحكومة، علماً بأن هذا العدد لا يتضمن رصيد حزب ليبرمان اليميني نظراً لتسببه في حرمان نتنياهو من تشكيل الحكومة في الانتخابات السابقة بسبب خلافه مع الحريديم وهو ما يمكن أن يتكرر.
علينا ألا نتعجل في ترجيح أحد الاعتبارات الداخلية في إسرائيل واعتبارات الأميركيين، فما تزال أمامنا نحو مائة يوم على تاريخ الانتخابات، وهي فترة كافية لحدوث تطورات جديدة.
*أستاذ الدراسات العبرية -جامعة عين شمس