هاجم حسن نصرالله موقف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في القمة العربية الأخيرة، لإعلانه الوقوف مع الإجماع العربي وإدانة الهجومين على ناقلات النفط في الإمارات والسعودية، واصفاً موقف الحريري بأنه خروج على «النأي بالنفس». الطريف بأن نصرالله، كما يعلم الجميع، لم يلتزم النأي بالنفس الذي صدر في إعلان بعبدا، وصرح بعض قياداته موجهاً الكلام إلى رئيس الجمهورية السابق ميشيل سليمان: «فلينقع إعلان بعبدا ويشرب ماءه» والأطرف أن نصرالله في خطابه هذا هدّد بإحراق كل شيء إذا تعرضت إيران للحرب، وأنه سيعمد إلى تصنيع الصواريخ والأسلحة، فمسموح له ألا ينأى بنفسه وممنوع على الآخرين التزام هذا المبدأ.
فهذا الحزب الإيراني بامتياز الخاضع خضوعاً كلياً لإرادتها قد ذهب إلى سوريا بأمرٍ من خامنئي لينقذ نظام بشار، ويُحارب ويقتل ويُهجر الشعب السوري ويُدمّر مدنه ومنازله، برغم التزام جميع الفرقاء وخصوصاً تيار «المستقبل» النأي بالنفس عن التدخل في الحرب السورية.
ومن لا يعرف أن الحزب درّب ميليشيات «الحوثي» وانخرط معها لمحاربة الشرعية اليمنية، وهذا ما يفعله في العراق، وصولاً إلى فنزويلا عبر إرسال أعداد من جيشه لدعم مادورو. وهل ننسى تكوين الحزب خلايا إرهابية في الكويت، وفي مصر، وفي الجزائر، والمغرب، وأوروبا؟
برغم هذا التمادي والتطاول على الدولة اللبنانية على العرب، ها هو نصر الله ينضم فجأة إلى سياسة النأي بالنفس، ويُهاجم الرئيس الحريري على تجاوزها! شيء مضحك ومبكٍ. فهو دويلة فوق الدولة، وجيش فوق الجيش اللبناني ووزراء فوق الوزراء، وما يجوز له لا يجوز لغيره. ما زال في سوريا واليمن والعراق يُهدد من أميركا إلى أوروبا إلى الدول العربية، كأنه الضفدعة التي انتفخت بالماء لتصبح بقرة، فانفجرت.
لكن ما هو مستمر ومتصاعد محاولة الحزب الهيمنة على مفاصل الدولة اللبنانية ومرفئها ومطارها وقواها الأمنية وقُضاتها. ديكتاتورية الأقلية في أسوأ صورها.
وها هو اليوم يحاول تسفيه الموازنة التي اتفقت عليها الحكومة من خلال مناقشتها في مجلس النواب منحازاً فجأةً إلى الطبقات الأخيرة، رافضاً زيادة اثنين بالمئة (2%) على البضائع الأجنبية، ضارباً بعرض الحائط مصلحة لبنان وشعبه في إقرارها لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار. وتناسى الحزب أن جزءاً كبيراً من الأزمة الاقتصادية هو المسؤول الأول عنها استجرار إسرائيل إلى حرب 2006 التي كبدت لبنان 3420 قتيلاً وجريحاً ونحو 30 ملياراً من الخسائر التي أصابت البنى التحتية والمصانع والكهرباء والجسور التي أحدثها العدو الإسرائيلي. ومن لا يعرف استملاك الحزب أحد أحواض مرفأ بيروت خارج كل رقابة وجمركة وجعله ممراً لتهريب الأسلحة والبضائع والسلع التي أغرق بها السوق.
ونتذكر أنه عند كل بداية موسم اصطياف في لبنان يعمد نصرالله إلى مهاجمة السعودية والإمارات والخليج والعالم، مما يجعل هؤلاء يخافون من المجيء إلى لبنان. وهذا ما كانت تفعله إسرائيل قبله بطائراتها وتهديداتها. وكأنه لقاءٌ أكثر من موضوعي لتفكيك وضرب الاقتصاد اللبناني. ولا يكتفي الحزب بهذا القدر من تدمير كل ما يُفيد البلد، بل يذهب إلى أبعد من ذلك لاستكمال مشروع هيمنته على القضاء اللبناني المدني والعسكري.
كل تلك المراحل بدأت بتراكماتها تتبدى اليوم أكثر فأكثر.. فمن تدخل الحزب في كل مفاصل الدولة ها هي دولة أخرى تتوج المسار، التركيز على استيعاب كل ما زال خارج سلطة الحزب وخصوصاً قوى الأمن الداخلي، وبالتهجم على اللواء عثمان ومطالبته بالاستقالة، ليواكب ذلك كلام يوحي على كل شيء، فالوزير باسيل(صهر الرئيس عون) فتح ملفات مارونية سياسية وهيمنة السنة على البلد، واعداً جمهوره وبشعبوية فاقعة أنه سيسترد الحقوق، قائلاً: دُمرت المارونية السياسية وإن السُنة سيطروا على البلد، ومن يوحي بهذا السيناريو التصعيدي لباسيل، هو «حزب الله» الذي يقف وراء كل ما يعزز نشر الفوضى وتدمير الدولة وفرض انقلابٍ عتيدٍ نخشى من حصوله.
*كاتب لبناني
فهذا الحزب الإيراني بامتياز الخاضع خضوعاً كلياً لإرادتها قد ذهب إلى سوريا بأمرٍ من خامنئي لينقذ نظام بشار، ويُحارب ويقتل ويُهجر الشعب السوري ويُدمّر مدنه ومنازله، برغم التزام جميع الفرقاء وخصوصاً تيار «المستقبل» النأي بالنفس عن التدخل في الحرب السورية.
ومن لا يعرف أن الحزب درّب ميليشيات «الحوثي» وانخرط معها لمحاربة الشرعية اليمنية، وهذا ما يفعله في العراق، وصولاً إلى فنزويلا عبر إرسال أعداد من جيشه لدعم مادورو. وهل ننسى تكوين الحزب خلايا إرهابية في الكويت، وفي مصر، وفي الجزائر، والمغرب، وأوروبا؟
برغم هذا التمادي والتطاول على الدولة اللبنانية على العرب، ها هو نصر الله ينضم فجأة إلى سياسة النأي بالنفس، ويُهاجم الرئيس الحريري على تجاوزها! شيء مضحك ومبكٍ. فهو دويلة فوق الدولة، وجيش فوق الجيش اللبناني ووزراء فوق الوزراء، وما يجوز له لا يجوز لغيره. ما زال في سوريا واليمن والعراق يُهدد من أميركا إلى أوروبا إلى الدول العربية، كأنه الضفدعة التي انتفخت بالماء لتصبح بقرة، فانفجرت.
لكن ما هو مستمر ومتصاعد محاولة الحزب الهيمنة على مفاصل الدولة اللبنانية ومرفئها ومطارها وقواها الأمنية وقُضاتها. ديكتاتورية الأقلية في أسوأ صورها.
وها هو اليوم يحاول تسفيه الموازنة التي اتفقت عليها الحكومة من خلال مناقشتها في مجلس النواب منحازاً فجأةً إلى الطبقات الأخيرة، رافضاً زيادة اثنين بالمئة (2%) على البضائع الأجنبية، ضارباً بعرض الحائط مصلحة لبنان وشعبه في إقرارها لإنقاذ الوضع الاقتصادي المنهار. وتناسى الحزب أن جزءاً كبيراً من الأزمة الاقتصادية هو المسؤول الأول عنها استجرار إسرائيل إلى حرب 2006 التي كبدت لبنان 3420 قتيلاً وجريحاً ونحو 30 ملياراً من الخسائر التي أصابت البنى التحتية والمصانع والكهرباء والجسور التي أحدثها العدو الإسرائيلي. ومن لا يعرف استملاك الحزب أحد أحواض مرفأ بيروت خارج كل رقابة وجمركة وجعله ممراً لتهريب الأسلحة والبضائع والسلع التي أغرق بها السوق.
ونتذكر أنه عند كل بداية موسم اصطياف في لبنان يعمد نصرالله إلى مهاجمة السعودية والإمارات والخليج والعالم، مما يجعل هؤلاء يخافون من المجيء إلى لبنان. وهذا ما كانت تفعله إسرائيل قبله بطائراتها وتهديداتها. وكأنه لقاءٌ أكثر من موضوعي لتفكيك وضرب الاقتصاد اللبناني. ولا يكتفي الحزب بهذا القدر من تدمير كل ما يُفيد البلد، بل يذهب إلى أبعد من ذلك لاستكمال مشروع هيمنته على القضاء اللبناني المدني والعسكري.
كل تلك المراحل بدأت بتراكماتها تتبدى اليوم أكثر فأكثر.. فمن تدخل الحزب في كل مفاصل الدولة ها هي دولة أخرى تتوج المسار، التركيز على استيعاب كل ما زال خارج سلطة الحزب وخصوصاً قوى الأمن الداخلي، وبالتهجم على اللواء عثمان ومطالبته بالاستقالة، ليواكب ذلك كلام يوحي على كل شيء، فالوزير باسيل(صهر الرئيس عون) فتح ملفات مارونية سياسية وهيمنة السنة على البلد، واعداً جمهوره وبشعبوية فاقعة أنه سيسترد الحقوق، قائلاً: دُمرت المارونية السياسية وإن السُنة سيطروا على البلد، ومن يوحي بهذا السيناريو التصعيدي لباسيل، هو «حزب الله» الذي يقف وراء كل ما يعزز نشر الفوضى وتدمير الدولة وفرض انقلابٍ عتيدٍ نخشى من حصوله.
*كاتب لبناني