رغم تسارع الجهود في سباق مع الزمن لاحتواء الوضع المتفاقم في المنطقة، والذي ينذر بمواجهة أميركية إيرانية غير محمودة العواقب، فإن التقارير الصادرة من واشنطن تركز على المليشيات ذات الطابع العسكري الموالية لإيران في المنطقة، وتحديداً تلك المتواجدة في كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا، وربما في ذلك الإطار جاءت تصريحات السفير الأميركي الجديد لدى العراق «ماثيو تولر»، والذي قال بعد مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على منصبه، إن «العراق على مقربة من أن يصبح حطب الحرب بين أميركا وإيران».
ويأتي هذا الكلام بعد تأكيدات أميركية بأن أكثر المرشحين لإشعال فتيل الحرب هم حلفاء إيران في العراق، والذي يوجد به أكثر من خمسين تنظيماً عسكرياً وميليشيات حزبية عراقية مرتبطة بالنظام الإيراني على نحو مباشر أو غير مباشر.
جريدة «الغارديان» البريطانية نشرت تصريحات لقائد «فيلق القدس»، الجنرال قاسم سليماني، دعا فيها المليشيات العراقية، وعلى رأسها «الحشد الشعبي»، إلى الاستعداد للحرب (بالوكالة) مع أميركا.
شركة «أكسون موبيل» النفطية الأميركية العاملة في العراق (وتحديداً في البصرة) طلبت من موظفيها هناك الجلاء عن حقل نفطي كانت تشارك في استثماره.
والسؤال الذي علينا طرحه الآن هو: لماذا تتطوع الميليشيات والأحزاب المسلحة العراقية بالدفاع عن طهران ضد مصالح بلدها وأمنه واستقراره، وضد الدولة الحليفة الكبرى التي حررت العراق والعراقيين من نظام الطاغية صدام حسين؟ الإجابة واضحة، وهي أن معظم الأحزاب السياسية والميليشيات الشيعية العراقية هي صنيعة للنظام الإيراني، وهو يرعاها وينفق عليها باسم الدين وعن طريق الشحن الطائفي. هذه الأحزاب التي تحكم العراق اليوم، قلّ فيها مَن يؤمن بالمصالح الوطنية للعراق وشعبه.. وكل همّها هو الاستمرار في الحكم والاستحواذ على ثروات العراق النفطية لمصالح شخصية وحزبية طائفية ضيقة.
هل يمكن لنا كعرب خليجيين الوثوق بقادة سياسيين يعلنون بكل صراحة أن مصلحة العراق هي مع إيران وليس مع العرب، رغم كل المساعدات الكبيرة التي قدمتها دول الخليج لإعادة إعمار العراق؟
العراق اليوم يعتبر بلد الولاءات المتعددة، لذلك يصعب عليه أن يلتزم الحياد في أي صراع قادم بين الولايات المتحدة وإيران. وقد جاء في بيان لـ«حزب الدعوة العراقي»، الذي يضم في عضويته رئيسي الوزراء السابقين نوري المالكي وحيدر العبادي: «العراق وقواته السياسية والشعبية لن تنأى بنفسها عن الانخراط في المواجهة بين أميركا وإيران، ومن مصلحة أميركا سحب قواتها من الخليج ومن الشرق الأوسط، فوجودها بات مؤذياً للمنطقة».
وعلى ضوء هذه المواقف وتلك المؤشرات، فالمطلوب من دول الخليج في وقتنا الحالي هو توحيد صفوفها والإعلان في قمتها القادمة في مكة المكرّمة رفضَها القاطعَ للولاءات الطائفية في العراق، لأن هذه الولاءات الحزبية الضيقة ذات المنحى الطائفي لا تصب في مصلحة الشعب العراقي، ولا في مصلحة الأمة العربية والإسلامية.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت
ويأتي هذا الكلام بعد تأكيدات أميركية بأن أكثر المرشحين لإشعال فتيل الحرب هم حلفاء إيران في العراق، والذي يوجد به أكثر من خمسين تنظيماً عسكرياً وميليشيات حزبية عراقية مرتبطة بالنظام الإيراني على نحو مباشر أو غير مباشر.
جريدة «الغارديان» البريطانية نشرت تصريحات لقائد «فيلق القدس»، الجنرال قاسم سليماني، دعا فيها المليشيات العراقية، وعلى رأسها «الحشد الشعبي»، إلى الاستعداد للحرب (بالوكالة) مع أميركا.
شركة «أكسون موبيل» النفطية الأميركية العاملة في العراق (وتحديداً في البصرة) طلبت من موظفيها هناك الجلاء عن حقل نفطي كانت تشارك في استثماره.
والسؤال الذي علينا طرحه الآن هو: لماذا تتطوع الميليشيات والأحزاب المسلحة العراقية بالدفاع عن طهران ضد مصالح بلدها وأمنه واستقراره، وضد الدولة الحليفة الكبرى التي حررت العراق والعراقيين من نظام الطاغية صدام حسين؟ الإجابة واضحة، وهي أن معظم الأحزاب السياسية والميليشيات الشيعية العراقية هي صنيعة للنظام الإيراني، وهو يرعاها وينفق عليها باسم الدين وعن طريق الشحن الطائفي. هذه الأحزاب التي تحكم العراق اليوم، قلّ فيها مَن يؤمن بالمصالح الوطنية للعراق وشعبه.. وكل همّها هو الاستمرار في الحكم والاستحواذ على ثروات العراق النفطية لمصالح شخصية وحزبية طائفية ضيقة.
هل يمكن لنا كعرب خليجيين الوثوق بقادة سياسيين يعلنون بكل صراحة أن مصلحة العراق هي مع إيران وليس مع العرب، رغم كل المساعدات الكبيرة التي قدمتها دول الخليج لإعادة إعمار العراق؟
العراق اليوم يعتبر بلد الولاءات المتعددة، لذلك يصعب عليه أن يلتزم الحياد في أي صراع قادم بين الولايات المتحدة وإيران. وقد جاء في بيان لـ«حزب الدعوة العراقي»، الذي يضم في عضويته رئيسي الوزراء السابقين نوري المالكي وحيدر العبادي: «العراق وقواته السياسية والشعبية لن تنأى بنفسها عن الانخراط في المواجهة بين أميركا وإيران، ومن مصلحة أميركا سحب قواتها من الخليج ومن الشرق الأوسط، فوجودها بات مؤذياً للمنطقة».
وعلى ضوء هذه المواقف وتلك المؤشرات، فالمطلوب من دول الخليج في وقتنا الحالي هو توحيد صفوفها والإعلان في قمتها القادمة في مكة المكرّمة رفضَها القاطعَ للولاءات الطائفية في العراق، لأن هذه الولاءات الحزبية الضيقة ذات المنحى الطائفي لا تصب في مصلحة الشعب العراقي، ولا في مصلحة الأمة العربية والإسلامية.
*أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت