ما حدث في الكونجرس الأميركي بخصوص اليمن، الخميس الماضي، كان قاب قوسين من أن يكون مؤلماً بحق، إذ لو جاءت النتيجة عكس ما انتهت إليه، وهي (فشل الكونجرس في إبطال «فيتو» الرئيس دونالد ترامب بشأن الدعم العسكري الأميركي للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن)، لكان معناه ذلك الكثير الصادم، أقله جملة تداعيات سلبية على المستوى الدولي، لن يكون ضمنها ما يخدم مصالح الشرعية اليمنية ومن ورائها جهود التحالف العربي كداعم وحيد ورئيسي لها. ولكان فتح باباً لتسويغ فكرة قبول الأمر الواقع على الأرض، وهذا ما يسعى له المتمردون (الحوثيون) من خلال الاستماتة على الاحتفاظ بمدينتي الحديدة وصنعاء. وكان ذلك سيعني أيضاً إعطاء المتمردين الحوثيين سبباً جديداً لإطالة تواجدهم الطارئ في الأساس للملمة الشتات واستجماع القوة لدورة عبث وتخريب ونهب جديدة، وإضافة مئات الآلاف من الشعب اليمني إلى مجاعة القرن غير المسبوقة. وذلك كله ترتيباً على مزاج سياسي عام، كان سيحدثه نجاح الكونغرس لو تحقق. ولمن لا يعلم كيف تُجرى خطوات اتخاذ القرارات وتمرير القوانين في أميركا، فإن ما حدث في الكونجرس من نتيجة إيجابية، هو في الحقيقة نجاح كبير للدبلوماسية الخليجية، وتحديداً، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فامتناع 45 عضواً من مئة في مجلس الشيوخ الأميركي الغرفة البرلمانية الأولى عن الموافقة على إبطال (فيتو) الرئيس، أحدث الفرق، ليظل الدعم العسكري للتحالف العربي في اليمن مستمراً وقائماً.
وفي أول تعليق له على محاولة الكونجرس التي جرى إفشالها، وصف الرئيس ترامب تلك المحاولة بأنها (غير ضرورية وخطيرة). مما يجعلنا كمراقبين نفهم مما حدث، أن بين أعضاء الكونجرس من لا يزال غير متفهّم لما يجري على الأرض في اليمن، أو إنه لا يعلم بحقيقة الأطراف الداعمة والمستفيدة من الوضع غير الطبيعي على الأرض، بسبب من المعلومات التي يتوافر عليها من بعض المصادر التي قد تكون مخترقة، مما يجعل تكل المعلومات مغلوطة ولا علاقة لها بالواقع اليمني القائم حالياً، وبالتالي فمن الطبيعي أن تغيب عنه خطورة الأبعاد الاستراتيجية لاستمرار الحرب في هذا البلد، الذي يعيش مأساة تسبب فيها المتمردون على السلطة الشرعية، ويتمتع بأهمية جيو سياسة خاصة بالنسبة لدول المنطقة والعالم. ويلمس المراقب شيئاً من هذا في ما قاله مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي السبت الماضي: إن علينا حماية أميركا من أخطار القاعدة في اليمن، والإيرانيين الذين يستخدمون أرضها منصة لاحتجاز السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب وحوله. مما يعرض السفن الأميركية التي تمر من تلك المياه إلى الخطر. مؤكداً على إنه (توجد منصات إيرانية وأنظمة صواريخ وطائرات مسيرة مسلحة). والآن، ما المطلوب من الحكومة اليمنية الشرعية فعله والقيام به على الأرض؟ أليست الظروف مهيأة لتحريك كامل الجبهات؟ وإن تطلّب الأمر وضع اتفاق ستوكهولم جانباً، وإن لبعض الوقت، وإطلاق عمليات شاملة لدحر «الحوثيين»، وإيقاف تخريبهم لليمن ونهب ثرواته وتقتيل شعبه. أم أن الأمور، رغم المناخ الدولي الإيجابي، ما زالت بعيدة عن هذا المنحى.
وفي أول تعليق له على محاولة الكونجرس التي جرى إفشالها، وصف الرئيس ترامب تلك المحاولة بأنها (غير ضرورية وخطيرة). مما يجعلنا كمراقبين نفهم مما حدث، أن بين أعضاء الكونجرس من لا يزال غير متفهّم لما يجري على الأرض في اليمن، أو إنه لا يعلم بحقيقة الأطراف الداعمة والمستفيدة من الوضع غير الطبيعي على الأرض، بسبب من المعلومات التي يتوافر عليها من بعض المصادر التي قد تكون مخترقة، مما يجعل تكل المعلومات مغلوطة ولا علاقة لها بالواقع اليمني القائم حالياً، وبالتالي فمن الطبيعي أن تغيب عنه خطورة الأبعاد الاستراتيجية لاستمرار الحرب في هذا البلد، الذي يعيش مأساة تسبب فيها المتمردون على السلطة الشرعية، ويتمتع بأهمية جيو سياسة خاصة بالنسبة لدول المنطقة والعالم. ويلمس المراقب شيئاً من هذا في ما قاله مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي السبت الماضي: إن علينا حماية أميركا من أخطار القاعدة في اليمن، والإيرانيين الذين يستخدمون أرضها منصة لاحتجاز السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب وحوله. مما يعرض السفن الأميركية التي تمر من تلك المياه إلى الخطر. مؤكداً على إنه (توجد منصات إيرانية وأنظمة صواريخ وطائرات مسيرة مسلحة). والآن، ما المطلوب من الحكومة اليمنية الشرعية فعله والقيام به على الأرض؟ أليست الظروف مهيأة لتحريك كامل الجبهات؟ وإن تطلّب الأمر وضع اتفاق ستوكهولم جانباً، وإن لبعض الوقت، وإطلاق عمليات شاملة لدحر «الحوثيين»، وإيقاف تخريبهم لليمن ونهب ثرواته وتقتيل شعبه. أم أن الأمور، رغم المناخ الدولي الإيجابي، ما زالت بعيدة عن هذا المنحى.