أدلى أقارب أميركيين محتجَزين في إيران منذ وقت طويل بشهادات مؤثرة تتفطر لها القلوب، أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الخميس، في وقت يبحث فيه مشرِّعون أميركيون عن طرق جديدة لإعادة لم شمل هذه الأسر وحمل النظام الإيراني على ترك هذه الممارسة التي درج عليها منذ 40 عاماً والمتمثلة في تحويل الأبرياء إلى أوراق مقايضة. كما تقدمت مجموعة من السيناتورات من كلا الحزبين بمشروع قانون يدعى «قانون روبرت ليفنسون لاستعادة الرهائن والمحاسبة عن احتجازهم»، نسبةً إلى روبرت ليفنسون، وهو عميل سابق لمكتب التحقيقات الفدرالي فُقد في إيران منذ عام 2007.
وتواجه إيران ضغوطاً دولية متزايدة، فيما لم تعد عمليات توقيف وخطف المواطنين الأجانب وسيلة فعالة للضغط على حكومات دولهم.
وفي هذا السياق، أقدم وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الخميس على الخطوة الاستثنائية المتمثلة في توفير الحماية الدبلوماسية لـ«نازانين زغاري راتكليف»، وهي مواطنة بريطانية مولودة في إيران وعاملة مساعدات تعمل لدى «مؤسسة تومسون رويترز»، كانت مسجونة في إيران لقرابة ثلاث سنوات بتهم سخيفة، هي العمل بتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية لإسقاط نظام رجال الدين الإيراني!
وعن قراره منح «راتكليف» غطاءً رسمياً، قال هانت: «إنه ليس عصا سحرية، وهو لن يحل المشاكل بين ليلة وضحاها، لكنه يخلق سياقاً سياسياً وقانونياً مختلفاً». والواقع هذا يمكن أن يطرح سابقة مثيرة للقلق على اعتبار أن الحكومات قد تحاول استخدام وسائل حماية مثل هذه لتحرير مواطنيها المعتقلين بشكل قانوني في الخارج. لكن من الواضح أن الحكومة البريطانية تَعتبر هذه الحالة بعينها –وإنهاء صناعة احتجاز الرهائن الإيرانية- جد مهمة بالنسبة لمصالحها الأمنية. كما سلّط التحرك البريطاني ضوءاً ساطعاً وقوياً، وبشكل ينم عن الانزعاج، على حقيقة أن واشنطن فشلت حتى الآن في استعادة الأميركيين الستة (أو أكثر) المعتقَلين في إيران.
وفي هذا الإطار، بعث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتغريدة على تويتر، الجمعة، حول الأميركيين المحتجزين في إيران، وكتب يقول: «إننا مصممون على تأمين الإفراج عن كل الرهائن الأميركيين والمحتجزين ظلماً، ولن يهدأ لنا بال حتى نعيدهم إلى الوطن». غير أن افتقار الإدارة الأميركية لأي قنوات اتصال مع طهران يعني أن ثمة أملاً قليلاً في معانقة الأميركيين للحرية قريباً.
وفي الأثناء، ما فتئت مشاعر الإحباط تتزايد؛ فبعد مرور نصف ولاية الرئيس دونالد ترامب في الرئاسة، لم يُفرَج عن أي أميركيين معتقلين في إيران. وقد شدد أفراد عائلات المحتجزين الذين أدلوا بشهاداتهم، والمشرِّعين كذلك، على الحاجة الملحة إلى قناة للحوار مع طهران، حتى وإن اقتصرت على هذا الموضوع فحسب.
بيد أنه في غياب مفاوضات مباشرة مع طهران، تبدو آفاق عودة آمنة لهؤلاء الأميركيين وأميركيين آخرين مسجونين ظلماً من قبل النظام الإيراني، قاتمة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول باباك نمازي، المسجون والده باكر وشقيقه سياماك في إيران منذ أكثر من ثلاث سنوات بتهم تجسس ملفقة، والذي أدلى بشهادته أمام لجنة الكونجرس الخميس الماضي: «أعتقد متأكداً بأنه فقط من خلال الحوار المباشر الذي يركز على البعد الإنساني لإعادة رهائن أميركيين إلى الوطن يمكن أن يكون ثمة احتمال للنجاح»، مضيفاً القول: «إذا كان الحوار المباشر لا يضمن النجاح، فإن غياب الحوار يضمن الإخفاق».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وتواجه إيران ضغوطاً دولية متزايدة، فيما لم تعد عمليات توقيف وخطف المواطنين الأجانب وسيلة فعالة للضغط على حكومات دولهم.
وفي هذا السياق، أقدم وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الخميس على الخطوة الاستثنائية المتمثلة في توفير الحماية الدبلوماسية لـ«نازانين زغاري راتكليف»، وهي مواطنة بريطانية مولودة في إيران وعاملة مساعدات تعمل لدى «مؤسسة تومسون رويترز»، كانت مسجونة في إيران لقرابة ثلاث سنوات بتهم سخيفة، هي العمل بتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية لإسقاط نظام رجال الدين الإيراني!
وعن قراره منح «راتكليف» غطاءً رسمياً، قال هانت: «إنه ليس عصا سحرية، وهو لن يحل المشاكل بين ليلة وضحاها، لكنه يخلق سياقاً سياسياً وقانونياً مختلفاً». والواقع هذا يمكن أن يطرح سابقة مثيرة للقلق على اعتبار أن الحكومات قد تحاول استخدام وسائل حماية مثل هذه لتحرير مواطنيها المعتقلين بشكل قانوني في الخارج. لكن من الواضح أن الحكومة البريطانية تَعتبر هذه الحالة بعينها –وإنهاء صناعة احتجاز الرهائن الإيرانية- جد مهمة بالنسبة لمصالحها الأمنية. كما سلّط التحرك البريطاني ضوءاً ساطعاً وقوياً، وبشكل ينم عن الانزعاج، على حقيقة أن واشنطن فشلت حتى الآن في استعادة الأميركيين الستة (أو أكثر) المعتقَلين في إيران.
وفي هذا الإطار، بعث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتغريدة على تويتر، الجمعة، حول الأميركيين المحتجزين في إيران، وكتب يقول: «إننا مصممون على تأمين الإفراج عن كل الرهائن الأميركيين والمحتجزين ظلماً، ولن يهدأ لنا بال حتى نعيدهم إلى الوطن». غير أن افتقار الإدارة الأميركية لأي قنوات اتصال مع طهران يعني أن ثمة أملاً قليلاً في معانقة الأميركيين للحرية قريباً.
وفي الأثناء، ما فتئت مشاعر الإحباط تتزايد؛ فبعد مرور نصف ولاية الرئيس دونالد ترامب في الرئاسة، لم يُفرَج عن أي أميركيين معتقلين في إيران. وقد شدد أفراد عائلات المحتجزين الذين أدلوا بشهاداتهم، والمشرِّعين كذلك، على الحاجة الملحة إلى قناة للحوار مع طهران، حتى وإن اقتصرت على هذا الموضوع فحسب.
بيد أنه في غياب مفاوضات مباشرة مع طهران، تبدو آفاق عودة آمنة لهؤلاء الأميركيين وأميركيين آخرين مسجونين ظلماً من قبل النظام الإيراني، قاتمة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول باباك نمازي، المسجون والده باكر وشقيقه سياماك في إيران منذ أكثر من ثلاث سنوات بتهم تجسس ملفقة، والذي أدلى بشهادته أمام لجنة الكونجرس الخميس الماضي: «أعتقد متأكداً بأنه فقط من خلال الحوار المباشر الذي يركز على البعد الإنساني لإعادة رهائن أميركيين إلى الوطن يمكن أن يكون ثمة احتمال للنجاح»، مضيفاً القول: «إذا كان الحوار المباشر لا يضمن النجاح، فإن غياب الحوار يضمن الإخفاق».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»