أحياناً، يفضل الرئىس ترامب الإشارة إلى وزير دفاعه بلقب «الكلب الغاضب»، لأن هذا ينم عن نظرته إلى ما يجب أن يكون عليه الجندي، أيْ جامح وخطير. لكن الجنرال المتقاعد من سلاح البحرية «جيمس ماتيس» لديه لقب آخر يتعمق أكثر في شخصيته ويفسر بشكل تام سبب كونه أحد أكثر رجال الجيش جاذبية في جيله. إنه «الراهب المحارب». ولكي تفهم ما الذي يعنيه هذا يعني أن تفهم لماذا كان انفصاله عن الرئيس دونالد ترامب ورحيله عن هذه الإدارة أمراً حتمياً، ومع ذلك فهو يسبب جرحاً عميقاً للقائد العام المنزعج.
«ماتيس» آخر الرجال الذين كان ترامب يطلق عليهم يوماً ما «جنرالاتي» الذي يترك الإدارة. ولكن هناك جنرالات وجنرالات، ثم هناك «ماتيس»، إن أفراد مشاة البحرية الذين أعرف أنهم خدموا تحت قيادته في المراحل الأولى من حروب أفغانستان والعراق يتحدثون عنه باحترام يقترب من التبجيل. وأعتقد أن تقديرهم للرجل ينبع من الجدية البالغة التي يتعامل بها مع كل مهمة. لا أقصد افتقاره إلى الدعابة، فقد قال الجنرال إن «روح الفكاهة تشبه الدرع البشرية حول جسمك. إنها الدرع التي تحيط بروحك وتحافظ عليها من الكآبة».
ما أعنيه هو أن ماتيس يعتقد أن عمله مهم للغاية. ومسؤوليته هي أن يكون مستعداً وعلى دراية بكل شيء، وأن تخطط بشكل شامل، وأن تتنبأ بالأخطار والعواقب، وأن تكون فريقاً متناغماً وتشارك رؤيته وأهدافه مع كل عضو في الفريق بكل وضوح، بحيث يتمكن الجميع من التصرف بشكل حاسم من تلقاء أنفسهم لتعزيز المهمة. وأي أخطاء أو تجاوزات من جانبه كقائد يمكن أن تؤدي إلى وفيات غير ضرورية بين أفراد فريقه من مشاة البحرية، وهو يجهز نفسه وفقاً لهذا.
ولأنه لم يتزوج، فإن "ماتيس" لديه تفانٍ في عمله يصل حد الرهبنة. وهو يقرأ بنهم، لا سيما في مجالات التاريخ العسكري وفن القيادة. واستراتيجيته للإطاحة بحركة طالبان من أفغانستان، ربما كانت العملية البرمائية الأكثر جرأة في تاريخ مشاة البحرية. «ماتيس» يزرع زهد الراهب، متجنباً زخارف الحاشية الكبيرة. وعندما علم ماتيس إن بإمكانه توفير ما يعادل ثماني شاحنات متوسطة الحجم لاستخدامات أخرى في العراق، ببساطة عن طريق ترك الأسرة المتنقلة، أمر كل جندي من مشاة البحرية بالنوم على الأرض.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
«ماتيس» آخر الرجال الذين كان ترامب يطلق عليهم يوماً ما «جنرالاتي» الذي يترك الإدارة. ولكن هناك جنرالات وجنرالات، ثم هناك «ماتيس»، إن أفراد مشاة البحرية الذين أعرف أنهم خدموا تحت قيادته في المراحل الأولى من حروب أفغانستان والعراق يتحدثون عنه باحترام يقترب من التبجيل. وأعتقد أن تقديرهم للرجل ينبع من الجدية البالغة التي يتعامل بها مع كل مهمة. لا أقصد افتقاره إلى الدعابة، فقد قال الجنرال إن «روح الفكاهة تشبه الدرع البشرية حول جسمك. إنها الدرع التي تحيط بروحك وتحافظ عليها من الكآبة».
ما أعنيه هو أن ماتيس يعتقد أن عمله مهم للغاية. ومسؤوليته هي أن يكون مستعداً وعلى دراية بكل شيء، وأن تخطط بشكل شامل، وأن تتنبأ بالأخطار والعواقب، وأن تكون فريقاً متناغماً وتشارك رؤيته وأهدافه مع كل عضو في الفريق بكل وضوح، بحيث يتمكن الجميع من التصرف بشكل حاسم من تلقاء أنفسهم لتعزيز المهمة. وأي أخطاء أو تجاوزات من جانبه كقائد يمكن أن تؤدي إلى وفيات غير ضرورية بين أفراد فريقه من مشاة البحرية، وهو يجهز نفسه وفقاً لهذا.
ولأنه لم يتزوج، فإن "ماتيس" لديه تفانٍ في عمله يصل حد الرهبنة. وهو يقرأ بنهم، لا سيما في مجالات التاريخ العسكري وفن القيادة. واستراتيجيته للإطاحة بحركة طالبان من أفغانستان، ربما كانت العملية البرمائية الأكثر جرأة في تاريخ مشاة البحرية. «ماتيس» يزرع زهد الراهب، متجنباً زخارف الحاشية الكبيرة. وعندما علم ماتيس إن بإمكانه توفير ما يعادل ثماني شاحنات متوسطة الحجم لاستخدامات أخرى في العراق، ببساطة عن طريق ترك الأسرة المتنقلة، أمر كل جندي من مشاة البحرية بالنوم على الأرض.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»