تستعد أبوظبي لاحتضان واحدة من أبرز الفعاليات العالمية في مجال الإعلام، حيث كشف معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، خلال احتفالية خاصة أقيمت في واشنطن مارس الماضي، عن قمة «بريدج» التي ستُعقد خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر2025.
ويأتي تنظيم هذه القمة تجسيداً للاهتمام الكبير الذي يحظى به قطاع الإعلام في دولة الإمارات، والمساعي الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً ريادياً للحوار الحضاري وتبادل المعرفة، واستشراف المستقبل في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الإعلام. وكما هو شأن الفعاليات الإعلامية التي تشهدها الدولة، فإن من المرتقب أن تشارك في القمة قيادات مؤسسات إعلامية وصحافية مرموقة، وصنّاع محتوى، وخبراء تقنيون، في حدث يُنتظر أن يُعيد رسم ملامح صناعة الإعلام في السنوات المقبلة.
وفي إطار التأكيد على التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام، أشار معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد إلى أهمية العمل على استشراف التطورات المستقبلية، ومواكبة الفرص والتحديات التي تفرضها التطورات الرقمية، والعمل على تقريب المسافات بين المؤسسات الإعلامية والمتغيرات المستقبلية، وتمكينها من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز جودة المحتوى وتطوير نماذج عمل مستدامة تضمن استمرارية ونمو قطاع الإعلام. والأمر المهم في هذا السياق، أن قمة «بريدج» ستكون منصة تجمع بين رواد الإعلام التقليدي والرقمي، ومراكز البحوث وشركات التكنولوجيا، بهدف صياغة تصورات مستقبلية للتحديات والفرص التي تفرضها التحولات المتسارعة في هذا القطاع الحيوي.
ومما لا شك فيه أن قمة «بريدج» تُعبر عن التزام دولة الإمارات برفع مستوى كفاءة المنظومات الإعلامية إقليمياً وعالمياً، وتعزيز تأثير الإعلام الإيجابي المسؤول القادر على بناء جسور الثقة ونقل الحقيقة وترسيخ قيم التسامح والاحترام، وتُجسد القمة أيضاً حرص الإمارات على دعم الدبلوماسية الإعلامية، وتعزيز مكانتها جسراً للتواصل الحضاري والثقافي من خلال شراكات استراتيجية مع كبرى المؤسسات والمنصات العالمية.
وتسعى القمة كذلك إلى خلق بيئة حوارية تجمع بين المؤسسات الإعلامية الكبرى ومنصات التواصل الاجتماعي الرائدة، بالإضافة إلى حضور قوي من جانب شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة ورواد المحتوى. وسوف تشمل فعالية قمة «بريدج»، من خلال جدول أعمال ثري، سلسلة من الأنشطة التي تركز على قضايا آنية ومستقبلية، مثل مستقبل الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي، وفرص وتحديات الإعلام الرقمي في زمن المعلومات الزائفة، وتأثير منصات التواصل الاجتماعي في مصداقية الأخبار، ونماذج الأعمال الجديدة للمؤسسات الإعلامية، إلى جانب مناقشة قضايا الخصوصية وأخلاقيات الإعلام في العصر الرقمي. وسيُخصص جزء كبير من القمة لاستكشاف أدوات التكنولوجيا المتقدمة التي تعيد تشكيل المشهد الإعلامي، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وتحليل البيانات الضخمة، والتقنيات التنبؤية لصياغة المحتوى، مما يفتح آفاقاً جديدة لتجربة الجمهور مع المحتوى الإخباري.
ومن المنتظر أن تستقطب القمة وزراء إعلام، ورؤساء تحرير، ورؤساء تنفيذيين لكبرى المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى أكاديميين ومحللين وممثلين عن منظمات دولية معنية بحرية الصحافة وتطوير الإعلام، ما يعزز الثقة الدولية في بيئة الإمارات الداعمة للإبداع الإعلامي، وحرصها على بناء منصات حوار عالمي تُسهم في تطوير السياسات الإعلامية، وتعزيز القيم المهنية في قطاع الإعلام.
ومن المهم في هذا السياق الإشارة إلى أن القمة تولي اهتماماً خاصاً لتأهيل الجيل القادم من الإعلاميين، حيث ستخصص ورش عمل للطلبة والمهتمين بالإعلام، بالشراكة مع جامعات ومؤسسات تعليمية من داخل الإمارات وخارجها. وتهدف هذه المبادرة إلى بناء قدرات شبابية قادرة على التعامل مع الإعلام الجديد، بما يجمع بين المهارات التقنية، والفهم العميق لقضايا المجتمع، والقدرة على إيصال الرسالة بطرق مبتكرة.
إن قمة «بريدج» تمثل محطة مفصلية في مسيرة الإعلام العالمي، إذ تأتي في وقت تتصاعد فيه التحديات أمام الإعلام، بين ضغوط الاقتصاد الرقمي، وانتشار المعلومات المضللة، وتبدّل أنماط استهلاك المحتوى، ومن هنا، تُشكّل القمة فرصة حقيقية لتبادل الخبرات، وبناء شراكات، وصياغة رؤى مشتركة تعزز من دور الإعلام كقوة فاعلة في المجتمعات.