يشق الرجال من أبناء جزيرة فانيلاي الواقعة ضمن جزر سليمان سكونَ الليل مخترقين الظلام، مبتعدين بزوارقهم الخشبية عن الشاطئ نحو المناطق الأكثر عمقاً والأشد خطراً في البحر، وقد دربوا عيونَهم على مراقبة الأفق علّهم يلمحون حركة زعنفة تشق سطح الماء الهادئ، وكم تكون فرحتهم كبيرة في كل مرة حين يسعفهم الحظ بصيد سمك دلفين. إنهم آخر جيل من صيادي الدلافين في جزر سليمان، لكن ممارساتهم لا تلقى ترحيباً من دعاة الحفاظ على البيئة الذين يرون أن هذا الصيد قاسٍ وغير ضروري. بيد أنه بالنسبة لنحو 130 من سكان فانيلاي، أصبح الصيد التقليدي أكثر إلحاحاً مع التهديد الذي أصبح يشكله التغير المناخي لموطنهم. فهم يقولون إنهم بحاجة إلى الدلافين من أجل أسنانها الثمينة التي تُستخدم كعملة محلية، وذلك للتمكن من شراء أراضٍ على ارتفاع أعلى والفرار إليها من جزيرتهم المهددة بالغرق.
لم يعد بالإمكان زراعة المحاصيل في فانيلاي، التي تبلغ مساحتها نحو ثلث مساحة «سنترال بارك» في نيويورك، إذ يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر إلى تقلّص مساحة الجزيرة وإلى إفساد الأراضي الخصبة فيها. ورغم أن السلطات روجت لزراعة الأعشاب البحرية كمصدر للدخل، كما عرضت مجموعات بيئية أجنبيةٌ أموالاً لإنهاء صيد الدلافين، فإن المحيط لا يزال يشكل تهديداً وجودياً لفانيلاي وموردَ عيش لا غنى لها عنه في الوقت ذاته! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)