انتشر مقطع لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفـظه الله، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، أثناء لقائه المواطنين، يتفقد أحوالهم ويتحدث معهم، وأثناء اللقاء انتقل سموه من مكانه المخصص للجلوس في صدر المنصة مع كبار الضيوف ليصل إلى معلمه أحمد مندي التميمي الذي درّس سموه، حتى توجه إليه وقبّل رأسه وتحدث معه وسط إعجاب وانبهار الحضور من هذه اللفتة الكريمة النبيلة التي تنبع من الأخلاق الفاضلة والتواضع الجم من صاحب السمو رئيس الدولة، وفي الوقت نفسه تؤكد اعتزازه بالمعلم الذي درسه في مراحل التعليم.
هذا المشهد درسٌ نبيلٌ في التربية والتعليم والأخلاق والسمو والتواضع والسلوك ورسالة واضحة يقدمها سموه للجميع، رسالة تؤكد أهمية المعلم ومكانته بالمجتمع والدولة.
وهذه ليست أول مرة يلتقي فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمعلمه الفاضل، بل سبق وأن زاره بمنزله وتفقد أحواله وظروفه وأسرته في سكنه بأبوظبي، وشكره وأثنى على مسيرته التعليمية وتعامله مع الطلاب.
إنها رسالة الوفاء والإخلاص والنبل، تؤكد الأهمية القصوى التي يحظى بها التعليم في الإمارات، فالقيادة الرشيدة تعتبره اللبنة الأقوى في تأسيس الإنسان وتربيته وتأهيله بالعلوم والمعارف.
وفي قلب العملية التعليمية يأتي الدور المحوري للمعلم في صناعة المستقبل التربوي ومكانته العظيمة في تنشئة وتعليم الأجيال على صناعة المعرفة والقيم الأصيلة، والذي يعد الإنسان الإماراتي عماد المجتمع وتطويره. ومن هنا جاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإضافة مادة «التربية الأخلاقية» إلى مناهج التعليم، لتشكل ركيزة أساسية كبيرة في تنشئة جيل متعلم يعرف حقوقه وواجباته، ويرسخ دوره في بناء المجتمع والدولة. العلم فقط لا يمكن أن يؤتي أُكُله ما لم يحصن الإنسان بالأخلاق الحسنه القويمة.
وتنتهج القيادة الإماراتية الرشيدة سياسات تعليمية تعكس الأهمية الكبرى للتعليم وتعتبره أولوية وطنية قصوى، وثروة حقيقية ومكسباً كبيراً للوطن، يضمن تعزيز منعته في كل موقع من مواقع العطاء والبناء، ضمن قناعة بأن التعليم هو استثمار حقيقي للمجتمع.
وتدرك القيادة الإماراتية دور التعليم كركيزة أساسية في أي بناء حضاري، ومسار استراتيجي للمجتمع للتسلح بالوعي والمعرفة، وبناء جيل قادر على مواكبة تحديات العصر وعلومه المتقدمة، واستيعاب التطور التقني والطفرة الكبرى في مجالات التنمية.
الاهتمام بالتعليم والمعلمين يظهر بوضوح من خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عدداً من المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين من مختلف مدارس الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث هنأ سموه خلال اللقاء المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين بالشهر الفضيل، داعياً الله تعالى أن يعيده عليهم وعلى أسرهم بالخير، وشكرهم لجهودهم المتميزة في المجال التعليمي، مؤكداً أن التعليم الذي يتمحور حول الإنسان والارتقاء بقدراته ومهاراته يمثل أولوية رئيسة لدولة الإمارات وطريقها نحو المستقبل الأفضل الذي تطمح إليه، وتعمل من أجله، ودعا سموه المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين إلى مواصلة العمل والمثابرة لتحقيق طموحاتهم وخدمة مجتمعهم. وخلال اللقاء، تم التأكيد على حرص الإمارات على استثمار التطور في مجال التكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي للنهوض بالتعليم، وفي الوقت نفسه يعد العنصر البشري المتميز، سواء أكان معلماً أم إدارياً أم طالباً، المحرك الأساسي للعملية التعليمية، ودوره جوهري في تحقيقها لأهدافها المرجوة.
وقال الشاعر العربي:
«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»
*كاتب سعودي