لا يختلف اثنان على أهمية جهود المملكة العربية السعودية من أجل رأب الصدع في أكثر من أزمة وفي أكثر من بؤرة صراع وخلاف. حدث هذا في الماضي ويحدث الآن أيضاً. لقد كانت جهودها، وعلى مدى فترات طويلة، من أجل رأب الصدع في العلاقات بين الدول، جهوداً مشكورةً ومفيدةً على الدوام. وكان الهدف الثابت من ورائها هو تقريب وجهات النظر بين الدول، وبين الفرقاء داخل بعض الدول التي شهدت أزمات داخلية خلال الأعوام الماضية نجمت عنها صراعات بين الأشقاء، حيث نظمت المؤتمرات تلو المؤتمرات وعقدت اللقاءات تلو اللقاءات، وكانت جهودها بنّاءة وذات تأثير كبير أسفر عن نتائج إيجابية في معظم الحالات، كما ساهمت في رسم بداية مهمة على طريق الحل للعديد من الأزمات الإقليمية والدولية. وقد بذلت السعودية الكثير من الجهود لإنهاء الأزمات وتبريد الخلافات، وذلك انطلاقاً من يقينها التام بأن هذا الهدف يخدم واقع الأمة العربية ويرفع من شأنها بين الأمم في العالم أجمع. 
 وقد نجحت جهود السعودية في إحراز نجاح آخر مهم على صعيد العالم بأكمله، ألا وهو القمة المنتظرة بين قائدَي أكبر بلدين في العالم، أي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك سعياً لإنهاء حرب أوكرانيا التي ألحقت الضرر بالعالم كله تقريباً، والتي يتوقع أن تكون أرض المملكة منطلقاً لتسوية تؤدي إلى إنهائها. 
 إن عقد القمة الأميركية الروسية في الرياض يوضح المكانة المهمة للمملكة على الصعيد الدولي. ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب أهمها ما تحظى به القيادة السعودية من احترام لدى الدولتين العظميين. كما أن انعقاد هذه القمة يمثل استمراراً للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة من أجل حل الأزمة الروسية الأوكرانية، وسعياً إلى إيجاد سلام دائم وعادل في تلك المنطقة الحيوية من العالم. ولطالما تبنت المملكة العربية السعودية الكثير من مبادرات السلام لتقريب وجهات النظر بين الخصوم، وفي مواقع الصراعات المختلفة في العالم. 
وهكذا فإن المملكة تحظى بالثقة والمصداقية لدى أكبر قطبين في العالم، مما يبين مكانتَها ويظهِر قدرتَها على تبني المبادرات الدولية، وكونها لاعباً دولياً رئيسياً في حل الأزمات والخلافات الدولية. وبالطبع فإن ما تنعم به المملكة من استقرار ونمو وازدهار في الداخل، ينعكس إيجاباً على حضورها وريادتها في الخارج.