سفينة تخرج من قناة بنما، أحد أهم طرق الشحن في العالم، والتي لديها القدرة على استيعاب سفن الشحن كبيرة الحجم، بعد عمليات توسعة في عام 2016 تقدر بمليارات الدولارات.
ظلت قناة بنما على مدى أكثر من قرن من الزمان تربط بين شعوب واقتصادات متباعدة، مما جعلها شرياناً أساسياً للتجارة العالمية. لكن ثمة جانب آخر يتعلق بالتأثيرات البيئية الناجمة عن ربط المحيطين الأطلسي بالهادئ عبر القناة.
وحسب تقرير لـ «نيويورك تايمز»، انفصل المحيطان منذ حوالي 3 ملايين سنة، منذ أن خرج برزخ بنما من الماء وقام بفصلهما، وشقت القناة طريقاً عبر القارة، لكن على مدى عقود لم يتمكن سوى عدد قليل من أنواع الأسماك البحرية من الهجرة عبر الممر المائي وخزان المياه العذبة، عبر بحيرة جاتون.
ويشير علماء في «معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية» في بنما، إلى أنه في قناة بنما، وخلال أقل من عقد من الزمن، قامت الأسماك البحرية من كلا المحيطين، بإزاحة أسماك من أنواع تعيش عادة بالمياه العذبة، وتلك الأنواع كانت موجودة ضمن التنوع البيولوجي بقناة بنما، وتتعرض الآن لخطر كبير. وتظهر هذه المشكلة بوضوح عندما يشكو الصيادون حول بحيرة جاتون، الذين يعتمدون على هذه الأسماك، وعلى رأسها سمك القاروص الطاووس والبلطي، إن صيدها أصبح نادراً.
يشعر الباحثون الآن بالقلق من أن المزيد من الأسماك يمكن أن تبدأ في شق طريقها من محيط إلى آخر، في ظل تهديد الأنواع المحلية من الأسماك التي تزدهر في المياه العذبة.
وضمن هذا الإطار، استنتج فيليب سانشيز، عالم بيئة مصائد الأسماك في سميثسونيان، إن الأسماك البحرية أصبحت بالفعل أكثر من مجرد زوار عرضيين في بحيرة جاتون. وقال إنهم «أصبحوا المجتمع المهيمن» على حساب الأنواع النهرية التي تعيش بالمياه العذبة!. ويضيف: «يدفعون كل شيء آخر إلى الخارج». (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)