فيما يؤكد المكانة المتقدمة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تكنولوجيات الطاقة البديلة والنظيفة، تعمل الدولة على تنظيم المزيد من الفعاليات التي تثري النقاشات المتخصصة في هذا المجال، وتتيح تبادل الخبرات والمعلومات ومواكبة أبرز المشاريع الجديدة.
وفي هذا السياق، تعتزم أبوظبي عقد «قمة الهيدروجين الأخضر» تحت عنوان «تسريع وتيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر»، في 16 يناير الحالي، وذلك ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، بمشاركة قادة ومتخصصين في هذا القطاع الحيوي والمتطور، لمناقشة إمكانية تعزيز الاعتماد على الهيدروجين الأخضر في مختلف القطاعات على مستوى العالم.
ويأتي انعقاد هذه القمة في إطار تركيز دولة الإمارات على الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة والمتجدّدة، عبر استراتيجيات ورؤى أرستها القيادة الرشيدة وتسعَى إلى تفعيلها ودعمها، ومنها قرار مجلس الوزراء اعتماد «الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين»، كأوّل استراتيجية من نوعها تختص بـ«الهيدروجين»، وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قد أكد خلال اعتماد هذه الاستراتيجية أن «الهيدروجين» يُعد أحد أهم أنواع الطاقة النظيفة، وقال سموه: «تهدف الاستراتيجية لترسيخ موقع الدولة كمنتج ومصدر للهيدروجين منخفض الانبعاثات خلال السنوات الثماني القادمة عبر تطوير سلاسل الإمداد وإنشاء واحات الهيدروجين لتطوير هذه الصناعة، إضافة إلى إنشاء مركز وطني متخصص للبحث والتطوير لقطاع الهيدروجين الواعد».
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، بمناسبة عقد «قمة الهيدروجين الأخضر»، إن الهيدروجين الأخضر يعد ركيزة أساسية لتحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة، حيث يُسهم في تمهيد الطريق لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها، ويتيح المجال لتسريع وتيرة تحقيق أهداف الحياد المناخي.
ومن المرتقب أن تواصل دورة عام 2025 من «قمة الهيدروجين الأخضر» البناء على ما حققته الدورات السابقة من خلاصات ونجاحات، حيث تستهدف تكثيف التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية، وتطبيق النماذج المالية، ودعم تحقيق التوافق بين المعايير العالمية، لتواصل مهمتها كمنصة متميزة لدعم الجهود العالمية للاستفادة بالشكل الأمثل من قدرات الهيدروجين الأخضر في دفع عجلة التنمية.
ومن بين المبادرات العملية في مجال تطوير استخدامات «الهيدروجين» بدولة الإمارات، اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي وقعتها كل من «أدنوك» و«جون كوكريل للهيدروجين» و«ستراتا للتصنيع» بهدف دفع وتيرة نمو اقتصاد الهيدروجين، والعمل على تصنيع «محلل كهربائي» لإنتاج الهيدروجين محلياً، يُعد الأول من نوعه في الإمارات، ويستخدم الطاقة المتجددة في إنتاج الهيدروجين دون توليد أي انبعاثات كربونية عند استخدامه. ومن الجدير بالذكر هنا، أن شركة «أدنوك» تُعد من الشركات الرائدة في إنتاج الهيدروجين النظيف، وتقوم بدور رئيسي في تمكين خطط دولة الإمارات الطموحة في أن تصبح مورداً رئيسياً للهيدروجين إلى الأسواق العالمية الرئيسية.
وتعد شركة «مصدر» من الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر وتطوير المشاريع التي تُنتج الكهرباء بالاعتماد على الطاقة النظيفة سواء على مستوى الإمارات أو حول العالم، ودعم تسريع الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بما يسهم بشكل فاعل في تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة العالمي.
وتقود «مصدر» جهود إزالة الكربون في القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها مثل الطيران والنقل البحري وصناعة الصلب، وتعمل على تطوير مشاريع لإنشاء سلاسل توريد موثوقة للأمونيا الخضراء والميثانول المُنتَج بالهيدروجين الأخضر ووقود الطيران المستدام والميثان المُنتَج بالهيدروجين الأخضر بالإضافة إلى الهيدروجين السائل، وتدعم إحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة العالمية. وتستهدف «مصدر» إنتاج مليون طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر أو مشتقاته بحلول عام 2030، من خلال المشاريع الاستراتيجية التي تعمل على تنفيذها.
إن دولة الإمارات ملتزمة بقيادة الجهود الرامية إلى تطوير ونشر تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، ويعتبر انعقاد «قمة الهيدروجين الأخضر» فرصة لطرح الأفكار الجديدة بالتوازي مع اتخاذ خطوات حاسمة وتوحيد للرؤى بين القادة العالميين وخبراء القطاع وصناع السياسات والمستثمرين، وإنجاز خطوات جديدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية