النسخة الـ26 من كأس الخليج العربي «خليجي 26» تنطلق في الكويت يوم 21 ديسمبر الجاري. ومنذ أن كُنّا صغاراً ونحن ننتظر التلاحم الخليجي على المستطيل الأخضر، وها نحن نكبر إلى أن أصبح «كأس الخليج» محفلاً رياضياً مُنتظراً عزيزاً على قلب الشعب الخليجي، حيث يتم تنظيمه وانعقاده كل عامين تقريباً، وتستضيفه كل مرة دولة خليجية.
ولو عُدنا إلى تاريخ هذه البطولة، سنجدها تتميز بطابع خاص نوعاً ما، لاسيما حُب الجمهور لها. فرغم عدم اعتراف الفيفا بها كبطولة رسمية، إلا أنّ حلاوتها تكمن في كينونتها الخليجية لكونها تنعقد في أرضٍ خليجية. وهناك من يجد بأنّ خطوة الاعتراف مهمة وهُناك من لا يرى داعياً لها، بسبب اعتراف البيت الخليجي لها وبسبب ما تحظى به من اهتمام جماهيري كبير.
السؤال الذي يدور في الأذهان، كيف بدأت البطولة وكيف نشأت؟ في عام 1968م بادر الأمير خالد الفيصل بإنشاء البطولة حين كان حاضراً في المكسيك للمشاركة في دورة «الألعاب الأولمبية»، وعَرَضَ الوفد البحريني فكرة إطلاق البطولة على رئيس الفيفا آنذاك «ستانلي روس». وعلاوة على ذلك، قام الاتحاد البحريني لكرة القدم حينها بعقد اجتماع في المنامة لتبنّي البطولة وبدأت بأربعة منتخبات: البحرين، والسعودية، والكويت، وقطر في الدورة الأولى التي أُقيمت عام 1970م. عزم المنتخب الإماراتي الانضمام في البطولة في الدورة الثانية عام 1972. وفي الدورة الثالثة انضم منتخب سلطنة عُمان والرابعة انضم إليها منتخب العراق ليصل مجموع المنتخبات سبعة، ولكن تم استبعاد العراق بعد حرب الخليج الثانية، وانضم منتخب اليمن الشقيق بعد ذلك سنة 2003م، وعاد العراق للانضمام في البطولة سنة 2004 ليصبح عدد المنتخبات ثمانية بصورة رسمية من 2004 إلى اليوم.
كأس الخليج محفل رياضي يعزز الروابط الأخوية المتينة بين الدول الخليجية ويُثمن قيمة التلاحم مع الأشقاء. كما تسعى هذه البطولة إلى تطوير الرياضة الخليجية، كونها فرصة للتنافس الإيجابي وما يتبعه من تحسين الأداء الرياضي. والأرقام والإحصائيات لها صراحتها الشفافة في ذلك، وتؤكد الإحصائيات بأنّ الكويت الأكثر تتويجاً باللقب، حيث حصلت على عشرة ألقاب، وهي التي ستستضيف البطولة القادمة في 21 ديسمبر 2024 وهي أيضاً أول بطل لكأس الخليج العربي في دورته الأولى. عدد الدورات اليوم وصل إلى 25 دورة كان آخرها مُنعقِداً في البصرة في بلاد الرافدين «العراق» سنة 2023، وصاحب الأرض حصل على اللقب، وسيتم إطلاق الدورة الـ26 قريباً المسماة بِ «خليجي 26» في أرض البطولات الكويت.
وفي الختام، لابد أن نشير عن مخرجات دورات كأس الخليج بأنها استطاعت أن تكشف لنا طيلة تلك السنين مواهب كروية باتت مؤثرة على الصعيد الآسيوي وفي الاحتراف الخارجي والتحليل الرياضي.
وها نحن نقترب من موعد البطولة مع الساحرة المستديرة، والألسن ستردد عذب المعاني التي نقشها عبد اللطيف البناي ولحنها مرزوق المرزوق: مصيرنا واحد... وشعبنا واحد... يعيش يعيش، فليعيش... الله أكبر يا خليجٍ ضمّنا!
*كاتبة إماراتية