حضرت منتدى المرأة العالمي، الذي عقد في 26 - 27 نوفمبر 2024 بإمارة دبي ساحرة العالم. وتشرفت أني بدأت يومي في هذا المنتدى، بكلمة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، التي اعتبرتها أيقونة المنتدى.
لقد ألهمت سموها الرجال قبل النساء، وأشعرتهم بأن وراءهم سنداً وظهراً لا ينحني لصروف الزمان.
بل أقول أكثر من ذلك، لقد أوصلت سموها رسالة مفادها، بأن في كل بيت إماراتي شيخة اسمها لطيفة لا تختلف عن «أم دبي» الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيّان، ولا عن حفيدتها الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد.
لقد أتقنت سموها رسم صورة المرأة العربية، انطلاقاً من الماضي الجميل والحاضر الواعد، وصولاً إلى مستقبل مشرق، والقادم الأفضل.
غاصت سموها في عمق التاريخ، وانتقت أثمن درره، وأبرز رموزه النسائية، بدءاً من السيدة خديجة رضي عنها، أول سيدة أعمال، مروراً بمدام كوري، مخترعة اليورانيوم، إلى أول رائدة فضاء إماراتية.
لمن هذا الاختزال في العرض السريع والمركز، إن لم تكن للمرأة العربية في أي زمان ومكان، هكذا أوضحت سموها في كلمتها التي ليست كأي كلمة عابرة، بل هي حقاً اخترقت القلوب، واستقرت في النفوس والأرواح.
وبعد ذلك، وعند الاستراحة، وقفت بالقرب مني امرأتان تتحدثان معاً، ثم قامت إحداهن بالتحدث معي قائلة: شيء جميل أن نراك معنا، وأن نجدك تدعمنا في هذا التجمع النسائي.
قلت لها: إن الرجل لا يكتمل من دون المرأة المرآة، وهي في الغالب سر تميزه وتقدمه في مختلف المجالات.
الرجل والمرأة، يجمع بينهما التكامل وليس التآكل بسبب التنافس أو السباق في ميدان الحياة، والصراع هنا ليس له محل من الإعراب، فلو وجد فرضاً فالخسارة الحقيقية تكون للمجتمع، وليس لبعض أفراده.
ما الخط الفاصل والفارق الحاصل بين مطالب المرأة الغربية، والمرأة العربية؟!
لقد خسرت المرأة الأوروبية عند المطالبة بحقوقها معركة «العدالة» أمام جريها نحو المساواة مع الرجل، بالمقابل فازت المرأة العربية والمسلمة في مطالبها العادلة، لأن المساواة كما أشارت إليها سمو الشيخة لطيفة: «فنحن لسنا بحاجةٍ لمنظور حديث يطالب بحقوق المرأة، أو يعيد لنا تشكيل مفاهيم الحرية والموازنة نيابةً عنا.. المرأة في مجتمعنا لا تقف على مفترق طرقٍ لتطالب بحقها في المساواة.. لأن المساواة بالنسبة لها أسلوب حياة.. فهي تعمل وتبني وتؤسس.. في مجتمعٍ يدرك تماماً قيمتها، وأهمية دورها ومشاركتها في تحقيق أهدافه المستقبلية».
ليس بمقدوري العروج على كل الندوات، يكفي أن أحوم حول بعضها سراعاً، فصاحبة «هدى بيوتي»، التي أكدت أن فرص الاستثمار في هذه المرحلة بالإمارات أكبر من أميركا من خلال تجرتها.
وأكدت أن المرأة، عندما تكون نفسها وذاتها، تصبح أجمل من مكياجها، لذا، أظهر بمكياجي يومين في الأسبوع لضرورة عملي، وأكون نفسي بقية الأيام.
حضرت كذلك الندوة التي شاركت فيها «ليماه غبوي»، مؤسس ورئيس منظمة غبوي للسلام أفريقيا، وحائزة جائزة نوبل للسلام، وفي خلاصتها التالي: (كن إيجابياً في السلم والحرب، وكذلك عند الأزمات السياسية والكوارث الطبيعية، لو مارس الفرد يومياً عملاً إيجابياً واحداً فقط لتغيّر وجه العالم للأفضل). 
أختم تطوافي في هذا المنتدى الرائع بزيارة الجناح الذي يقوم فيه الكاتب الهندي والرائد العالمي في مجال الطب المتكامل «ديباك شوبرا» بتوقيع كتابه الجديد بعنوان «QUANTUM BODY»، وقد ذهبت للتعرف عليه عن قرب، وللثناء على كتابه وقصته عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث استطاع المؤلف أن يكتب عن محمد الإنسان الذي لا يختلف عليه في العالم اثنان.

*كاتب إماراتي