يحتفل الإماراتيون بـ«عيد الاتحاد» في الثاني من ديسمبر إعلاماً عن مرور 53 عاماً على إعلان تأسيس دولة الاتحاد، الإمارات العربية المتحدة.

ويعتبر هذا اليوم أهم محطة تاريخية بالنسبة للدولة والمجتمع كونه يشكّل بداية انطلاق نهضة الإمارات السبع التي اجتمعت وحققت حلم الوحدة، ثم سعى مؤسسوها على النهوض بها. وفي كل عام تعمّ الفرحة كل الإمارات احتفالاً بالاتحاد الذي ضمهم وضمن لهم حياة كريمة.

ولا شك أن الاحتفال بتلك الذكرى يجسد روح الوحدة والتعاون بين أبناء الإمارات الذين هم جزء لا يتجزأ من عملية البناء التي بدأت قبل أكثر من نصف قرن وما تزال مستمرة في سبيل الوصول إلى دولة نموذجية متطورة مشاريعها مستدامة وتلبي الطموحات، ليس على مستوى الإماراتيين فقط، إنما على مستوى المستثمرين والقاطنين في الإمارات.

وربما لا يدرك أبناؤنا من الأطفال والشباب الطريق الصعبة التي سلكها الآباء المؤسسون ومن عاصرهم من أبناء الإمارات الذين كانت لهم مشاركة فاعلة في إعلان دولة الاتحاد. فقد واجهوا جميعاً صعوبات وتحديات بالغة في بداية المسيرة، غير أن الحكمة كانت سيدة الموقف، وبالتالي تم تذليل العقبات التي كانت تبرز خلال تلك الحقبة التي تعتبر من أصعب الفترات لكونها مرحلة تأسيس، وكانت تتطلب الكثير من الجهود وتوظيف الخبرات التي تيسر عملية بناء دولة الاتحاد حديثة العهد آنذاك.

إن تكريس الوعي بأهمية الاتحاد عند أبناء جيل الناشئة بالتحديد مسألة مهمة للغاية، وذلك لكونهم لم يعرفوا عن الاتحاد وتأسيس الدولة إلا ما سمعوه وربما ما قرأوه. ومن هنا لا بد من تعزيز معارفهم بالقيم والمبادئ التي التزم بها قادة الاتحاد قبل وأثناء تأسيس الدولة، ومن ثم ما تم بعد إعلان الدولة والجهود التي تم بذلها في سبيل بنائها كدولة مستقلة لها كيانها ودستورها.

ومن باب إنعاش الذاكرة، ربما من المفيد أن نعود إلى يوليو الماضي حين وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة باعتماد يوم الثامن عشر من يوليو«يوم عهد الاتحاد»، والاحتفال كل عام بهذا اليوم الذي يوافق تاريخ انعقاد الجلسة عام 1971 وكانت قد جمعت بين الآباء المؤسسين الذين وقعوا على «وثيقة الاتحاد»، ودستور الإمارات الذي أُعلن فيه بيان الاتحاد، والاسم الرسمي للدولة، وعلَمها، وغيرها من التفاصيل المهمة.

إن توعية وترسيخ معرفة الإماراتيين، وعلى وجه الخصوص الناشئة، بأهمية ذاك الاجتماع التاريخي مسألة مهمة. ففي ذلك اليوم يمكننا اعتبار أن الإمارات بدأت ترسم تفاصيل كثيرة لمستقبلها كدولة ذات كيان معترف به عالمياً. ومن هنا يمكن اعتبار 18 يوليو 1971 منعطفاً تاريخياً ونقطة ارتكاز أساسية في بناء الدولة التي تم الإعلان عنه رسمياً بعد بضعة شهور منه.

واليوم إذ تحتفل الإمارات دولة وشعباً بيوم الاتحاد فإنها تكرس صورة الوطن الناجح، وتبرز المكانة التي ارتقت إليها من جهة كونها أصبحت منارة ونموذجاً فريداً للدولة المتقدمة، ليس فقط بالمشاريع التي تحققت، إنما أيضاً بما استحدثته من قوانين بما يتعلق بالتسامح والعدل والمساواة بين الجميع وفق منظومة المبادئ التي رسختها، وحرصت على بثها في نفوس أبناء الإمارات.

فالمؤسسات الحكومية الإماراتية تقدم جهوداً كبيرة لتكريس رفاهية المجتمع وإسعاد أفراده لتكون بحق وطن السعادة للجميع. وما الأعمال التي يتم إنجازها تباعاً في مختلف الميادين والمجالات إلا تأكيداً منها على ذلك. إن ما تحقق في الإمارات حتى يومنا هذا يؤكد على أن قيادتها ملتزمة بخط التنمية والتطور، ومشغولة بتحقيق المزيد من الإنجازات التي تضعها في مركز متقدم بين دول العالم.