تحيي دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم السبت ذكرى «يوم الشهيد» لتخليد شهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم الغالية في ساحات الشرف خلال أداء مهامهم الوطنية داخل الدولة وخارجها. وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا جميعاً، والتي تصادف الـ30 من نوفمبر من كل عام، نستذكر بكل فخر أبطالنا الشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس للدفاع عن سيادة الوطن ومصالحه ومنجزاته، وهو ما يجسد أسمى معاني الوفاء لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، التي تبذل كل ما في وسعها لجعل الإمارات وطناً للرفاهية والسعادة والتسامح والإنسانية.

وتجسد مواقف القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المكانة الرفيعة التي يحظى بها شهداؤنا الأبرار.

وفي هذا السياق، نستذكر قول سموه في تدوينة نشرها على منصة «إكس»، في الأول من ديسمبر الماضي بمناسبة إحياء يوم الشهيد عام 2023، حيث قال سموه: «في يوم الشهيد نستذكر شهداءنا الأبرار الذين قدّموا أرواحهم فداء للوطن ودفاعاً عن مبادئه الأصيلة، وسجلوا أسماءهم بحروف من نور في أشرف صفحات التاريخ.

ونوجّه تحية تقدير وامتنان إلى ذويهم، الذين ضربوا أروع المثل في التضحية والفداء، وندعو الله أن يحفظ دولة الإمارات ويديم عزها ومجدها». وفي ظل المكانة المتميزة للشهداء في دولة الإمارات، تحظى رعايةُ أسرهم ودعمها وتلبية احتياجاتها باهتمام جوهري، من أجل ضمان الاستقرار الاجتماعي لأبناء الشهداء، وهو ما يعد أحد أبرز الأولويات في دولة الإمارات، التي تحرص على التواصل المباشر معهم والوقوف على احتياجاتهم وتعمل على توفيرها في أسرع وقت ممكن.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن دولة الإمارات عملت على تنفيذ استراتيجية متكاملة لتلبية متطلبات الحياة الكريمة لأسر الشهداء، تضمنت محاور أساسية، منها دعم الاستقرار الأسري عبر برامج الإسكان وتوفير المنازل، وتعزيز الخدمات المقدمة لأبناء الشهداء في قطاع التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، إضافة إلى توفير الرعاية الصحية الشاملة، ومنظومة متكاملة من مبادرات الدعم الاجتماعي، ومبادرات تنمية المهارات العلمية، والثقافية، والرياضية، وغيرها من المهارات.

ولا بد من التأكيد في هذا الإطار على الدور المهم الذي يقوم به مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، الذي يُعنى بشؤون أسر شهداء الوطن وذويهم كافة، ويعمل على متابعة احتياجاتهم وتقديم الدعم اللازم وتأمين أوجه الرعاية لهم، وطرح المبادرات التي من شأنها أن تسهم في تحقيق تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم في مختلف المجالات، ويتولى رئاسة هذا المكتب سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان بدرجة وزير.

وتجسد «واحة الكرامة»، وهي صرح وطني يروي قصص تضحيات أبطال الإمارات، حرص القيادة الرشيدة على تخليد ذكرى شهداء الوطن الأبرار الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة تأديةً للواجب الوطني، وقد تم افتتاح هذا الصرح رسمياً في 30 نوفمبر 2016، ليجسد أسمى معاني الفخر والاعتزاز بالبطولات المشرِّفة لشهداء الوطن. ومما لا شك فيه أن إحياء يوم الشهيد يمثل دعوة مباشرة لأبناء الوطن، وأجياله الحالية والمستقبلية، لاتخاذ الشهداء قدوة لهم في التضحية من أجل الوطن، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل رفعته والحفاظ على منجزاته ومكتسباته في المجالات كافة.

وستبدأ الفعاليات الخاصة بيوم الشهيد بتنكيس علَم الدولة، عند الساعة الثامنة صباحاً، وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، ثمّ الوقوف دقيقةَ صمت، للترحم على أرواح شهداء الوطن، والدعاء لهم، ثم رفع علَم الدولة بالتزامن مع عزف النشيد الوطني. إن يوم الشهيد يمثل وسام فخر واعتزاز لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة ورسالة وفاء متجددة لشهدائه الأبرار، وهو يمثل مناسبة وطنية نُعلّم فيها أولادنا كيف بذل هؤلاء الشهداء أرواحَهم فداءً للوطن الغالي. وستبقى هذه المناسبة يوماً خالداً في الذاكرة الوطنية نحتفي فيه بأبطالنا الأوفياء، وفيه نجتمع على قيم التضحية والانتماء وحب الوطن المعطاء والولاء لقيادتنا الرشيدة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.