يشكل ملف الهجرة غير الشرعية عبر الحدود البرية للولايات المتحدة موضوع خلاف رئيس مع جارتها الجنوبية المكسيك، لكنه قد يصبح موضوع خلاف آخر مع جارتها الشمالية كندا. وفي هذه الصورة نرى مجموعة من المهاجرين، معظمهم من الهند، بعيد عبورهم الحدودَ من كندا، وهم يتحدثون إلى سائقي سيارات أجرة يعرضون توصيلهم إلى بلدة بلاتسبورج في شمال ولاية نيويورك الأميركية. وتستعد السلطات الكندية لاحتمال تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين، في وقت بدأ فيه أنصار الرئيس المنتخب دونالد ترامب يشكون من تزايد أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود من كندا إلى الولايات المتحدة دون تصريح قانوني.
وتُعدّ الحدود بين الولايات المتحدة وكندا (8891 كيلومتراً) الحدود الأطول بين دولتين في العالم. لكن هذه الحدود قد تصبح نقطة توتر في العلاقة بين الحليفين القريبين، إذ تخشى السلطات الكندية أن تؤدي عمليات الترحيل الجماعية التي وعد بها الرئيس ترامب إلى دفع المهاجرين شمالاً، لذا بدأت هذه السلطات العمل على وضع خطط لتعزيز الدوريات، وإنشاء مرافق استقبال طارئة عند الحدود بين ولاية نيويورك ومقاطعة كيبيك، بغية التعامل مع الزيادة المتوقعة في أعداد المهاجرين بسبب سياسات ترامب حيال الهجرة.
وتعكس المخاوف بشأن الحدود تحولاً كبيراً في النظرة الكندية للهجرة بين فترتي إدارة ترامب الأولى والثانية. فخلال الفترة الرئاسية الأولى، أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن ترحيب بلاده بطالبي اللجوء، بينما كان ترامب يشدد قواعد قبول اللجوء ويطبق إجراءات مشددة على الحدود الجنوبية. ويومها كتب ترودو: «إلى أولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب.. الكنديون سيرحبون بكم، بغض النظر عن عقيدتكم.. التنوع هو قوتنا».
أما اليوم، فإن المزاج في كندا مختلف، إذ يعتقد كنديون كثُر أن وصول المزيد من المهاجرين أثقل كاهلَ الموارد، وعلى رأسها الإسكان، ملقين باللوم في ذلك على حكومة ترودو التي بدأت باتخاذ خطوات للحد من الهجرة القانونية بشكل ملحوظ.
ومن جهته، فقد أصبح ترامب أكثر صرامةً في سياساته المتعلقة بالهجرة، حيث أوضح اعتزامَه ترحيلَ ملايين المهاجرين غير الشرعيين، كما وجَّه حلفاؤه انتقادات إلى كندا لعدم ضبط حدودها مع الولايات المتحدة، قائلين إنه لذلك السبب، فقد بلغ عدد المهاجرين الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني، قادمين من الشمال، رقماً قياسياً خلال الصيف الماضي. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)