مظاهر أزمة التغير المناخي في الولايات المتحدة لا تقتصر على الأعاصير والعواصف المطرية التي تضرب أنحاءَها من وقت لآخر، مخلِّفةً الخسائر البشرية والمادية، لكنها أيضاً تشتمل على حالات التصحر جراء مواسم الجفاف التي أصبحت تحدث بوتيرة متقاربة. وفي هذه الصورة يظهر خزان أشوكان بمقاطعة أولستر الشمالية في نيويورك، والذي يخدم مدينة نيويورك نفسها، وقد انخفض ​​منسوب المياه فيه على نحو قياسي غير مسبوق، بسبب الجفاف الذي تشهده المنطقة حالياً، رغم ما اعتادت التعرض له من عواصف وأمطار طوفانية طوال الأعوام الماضية. كان الخريف الماضي في نيويورك جافاً وحاراً، كما شهد شهر أكتوبر المنصرم إحدى أشد فترات الجفاف في التاريخ الحديث للمدينة، وكان شهر سبتمبر الذي سبقه جافاً بشكل غير عادي أيضاً، حيث لم تتجاوز الأمطار على «سنترال بارك» 1.5 بوصة فحسب، ولا يبدو حتى الآن أن نوفمبر الجاري يحمل تحسناً كبيراً لهذه الناحية في نيويورك. ومن شأن الظروف الجافة أن تزيد مِن تعرّض منطقة نيويورك لحرائق الغابات التي حدث العديد منها بالفعل، حيث اجتاحت النيرانُ الشجيراتِ والأعشابَ وأوراق الأشجار الجافة كلها، حتى داخل بعض المناطق الخضراء من بروكلين إلى أعلى مانهاتن ونيوجيرسي، ما أدى مراراً إلى انبعاث أدخنة كثيفة تغطي أفق المدينة، وتعكر الهواء بروائح الخشب المحترق. بسبب تغير المناخ، أصبحت نيويورك أكثر عرضةً لمواسم الجفاف الذي أصبح أشد حدة وأسرع وتيرة، وهو الخطر الذي حذر منه عمدة المدينة مؤخراً حين قال إنها تتعرض حالياً لثاني أعلى مستوى من ثلاثة مستويات للجفاف، وذلك لأول مرة منذ 22 عاماً، ودعا السكان إلى توفير المياه والمساعدة في منع حرائق الغابات. بيد أن المؤشر الأكثر وضوحاً، وإثارةً للقلق في الوقت ذاته، حول الجفاف الذي تتعرض له نيويورك، هو تراجع المياه في خزان «أشوكان» إلى مستواه الحالي غير المسبوق. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)