بيركلي المدينة الأميركية الواقعة بشمال ولاية كاليفورنيا على الجانب الشرقي من خليج سان فرانسيسكو، تتصدى الآن لمخيمات المشردين. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تأتي مغايرة للسياق الليبرالي الذي اتسمت به هذه المدينة التي كانت في ستينيات القرن الماضي نقطة انطلاق حركة حرية التعبير في الولايات المتحدة، فإنها مضطرة لاستهداف هذه المخيمات بالاعتماد على قرار المحكمة العليا الصادر عن أغلبية محافظة، لذلك كان الأمر بمثابة صدمة لسكان كاليفورنيا عندما انضمت بيركلي إلى عشرات المدن التي قررت تشديد تطبيق القانون على مخيمات المشردين هذا العام. وفي الأسابيع المقبلة، تخطط سلطات بيركلي لاستهداف مخيمين مترامي الأطراف أديا لسنوات إلى انتشار موجات من الفئران واندلاع حرائق، إضافة إلى ما سببته من شكاوى ومكالمات لاستدعاء الشرطة.

إريك تارس، المدير القانوني للمركز الوطني لقانون التشرد في العاصمة واشنطن، أكد أن بيركلي هي من بين أكثر من 75 مدينة على مستوى الولايات المتحدة التي فرضت قيوداً جديدة على مخيمات المشردين منذ أن قررت المحكمة العليا في يونيو الماضي السماح لحكومات الولايات والحكومات المحلية بحظر النوم في الهواء الطلق.

ارتفع التشرد إلى مستويات قياسية في السنوات القليلة الماضية، وخاصة في ولاية كاليفورنيا، حيث تفاقمت العوامل المساهمة في انتشار هذه الظاهرة، كارتفاع تكاليف السكن ووجود إعداد متنامية من مدمني المخدرات والمصابين بأمراض عقلية. وهناك من يفسر زيادة عدد مخيمات المشردين إلى قرار قضائي صدر عام 2018، ومفاده أن معاقبة الناس على النوم في الخارج إذا لم يكن لديهم خيار آخر أمر قاس وغير دستوري. وهناك قناعة لدى القيادات المحلية بأن إزالة المخيمات وحدها لن تحل مشكلة التشرد، وأن المدن بحاجة إلى توفير السكن والرعاية الصحية العقلية وتوفير خيارات العمل لمعالجة المشكلة.

(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)