يُمثل يوم العَلم مناسبة وطنية مهمة يُحتفل بها في الثالث من نوفمبر من كل عام، على نحو يعكس الوحدة والتلاحم الوطني، ويؤكد فخر الإمارات بقيمها وتراثها الوطني وعلمها الذي يعبِّر عن سيادتها واستقلالها، وتجديد أبنائها عهد الانتماء إلى الوطن والولاء للقيادة الرشيدة، معتزين بالإنجازات والمكتسبات التي حققتها دولة الاتحاد منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971، على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وقد عبَّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن المعاني المرتبطة بهذا اليوم الجليل، بقول سموه إنه «في يوم العلم نرفع، بكل فخر واعتزاز، علم الدولة، تجسيداً لما يمثله من معاني العزة والمجد والشموخ.. بإذن الله تعالى وسواعد أبناء الوطن وإخلاصهم وتكاتفهم، ستظل راية الإمارات عالية خفّاقة على الدوام، ورمزاً للتقدم والطموح والإنجاز».

ويجسد يوم العَلم محطة من محطات المسيرة الوطنية الممتدة على مدار أكثر من 50 عاماً من العطاء، وهو مناسبة لتأكيد الالتفاف حول الراية التي رفعها القادة المؤسسون، وأعلنوا من خلالها ميلاد وطن بات اليوم بفضل حكمتهم وما قدّموه من تضحيات، وبفضل خَلَفِهم الذين تمسكوا بالنهج وساروا على الدرب، درّة الأوطان وواحة الأمن والأمان، وموطن العيش الكريم، الذي يؤكد فيه كل مواطنيه استعدادهم الكامل لبذل الغالي والنفيس للذود عنه، وولاءهم الكامل للقيادة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في سبيل الحفاظ على وحدة الدولة وترسيخ نموذجها التنموي الرائد.

وفي هذه المناسبة الوطنية الملهمة التي تجسد العديد من المعاني والدلالات العميقة، يُرفع عَلم دولة الإمارات فوق كل بيت، وعلى المؤسسات الحكومية والخاصة، تعبيراً عن الولاء لقيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات، وتعبيراً كذلك عن التلاحم الوطني بين أفراد المجتمع كافة. ويشهد يومُ العَلم تنظيمَ العديد من الفعاليات والأنشطة التي تُظهِر روحَ التعاون والتضامن بين أبناء الوطن الواحد، مما يسهم في تعزيز قيمنا الأصيلة وهويتنا الوطنية، ويكرّس أهمية العمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.

إن «يوم العَلم» هو تجسيد للولاء الوطني والتلاحم المجتمعي الفريد الذي يميز مجتمع دولة الإمارات، وهو ينطوي على أهمية كبيرة ورمزية عالية في الحفاظ على المكتسبات الوطنية. ويعكس عَلم دولة الإمارات روح الاتحاد، ومشاعر التلاحم بين أبناء الوطن والقيادة الرشيدة، وفي هذه المناسبة نستذكر بإجلال واحترام جهود الآباء المؤسسين، الذين أرسوا أسساً ومرتكزات قوية لنهضة دولة الإمارات.

ومما لا شك فيه أن هذه المناسبة تمنح المواطن والمقيم على أرض دولة الإمارات المزيد من الشعور بالفخر والاعتزاز والوحدة والانتماء وأهمية العطاء المتجدد، وهي فرصة لتعزيز القيم الوطنية والتواصل الاجتماعي بين الأفراد والأسر والمجتمع والوطن بمختلف أطيافه. ويمثل «يوم العَلم» في دولة الإمارات فرصة لتعليم الأجيال الجديدة قيمة العَلم ومكانته، وتعزيز الوعي لديهم بتاريخ الوطن والتذكير بأهمية القيم الوطنية مثل الولاء والتضحية، لنحتفل بفخر واعتزاز بهذا اليوم، ولنعمل بجد لبناء المستقبل المنشود لدولتنا الغالية، ولنجعل العَلم دائمًا خفاقًا بين الأمم، والاحتفال به فرصة لنجدد العهد مع وطننا وقيادتنا بأن نواصل العمل الجاد والتفاني في خدمة وطننا والمساهمة في تحقيق رؤيته للمستقبل.

إن «يوم العَلم» مناسبة وطنية غالية على قلوب الجميع، وفيها تتجلى وحدتنا، ووحدة أهدافنا، وتلاحمنا، للحفاظ على منجزات الوطن، ومكتسباته الحضارية والإنسانية، لتبقى راية دولة الإمارات عالية خفاقة بين الأمم. و«يوم العَلم» هو أكثر من مجرد احتفال، إنه تجسيد للقيم الوطنية والولاء، وتعزيز للهوية الوطنية وتذكير بأهمية العمل المشترك من أجل مستقبل أفضل. وفي ظل علم دولة الإمارات تنهض ثقافة الوحدة ويتعمق مفهوم الاتحاد وتترسخ مسيرة التنمية وبرامجها وتتوالى نجاحاتنا التراكمية في كل المجالات.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.