تشارك دولة الإمارات في جميع الأعمال السياسية والدبلوماسية على صعيد القمم التي يعقدها الرؤساء والملوك العرب، وعلى مستوى وزراء الخارجية والوزراء الآخرين أو على المستويات الأخرى، وتتسم أدوارها بفعالية عالية في جميع القرارات التي تصدر، وهي تشارك كدولة مؤثرة لها شخصيتها المستقلة وسياساتها ومواقفها تجاه كافة القضايا المطروحة.

ودولة الإمارات تبذل جهوداً حثيثة لتنقية الأجواء التي قد تعتريها الخلافات وإنهاء ما ينشأ منها، وهي سبّاقة دائماً إلى مناقشة القضايا المهمة والتوصل إلى حلول توافقية حولها وإلى تنفيذ القرارات التي تتخذ حولها والإسهام في تمويل الجوانب التي تحتاج إلى دعم مالي ودبلوماسي لحلها وتقديم التزاماتها بأسرع ما يمكن خاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بمشاريع حيوية تحتاج إلى نفقات عاجلة تمس حياة المواطنين.

وانطلاقاً من الأدوار التي رسمتها الإمارات على المستويات الخليجية والعربية والعالمية تركز بدءاً بالخليج العربي، حيث تولي اهتماماً بقضايا دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية منطلقة من إيمانها بأهمية العمل الجماعي على مستوى دول المجلس وبأهمية التنسيق والتعاون والتشاور المشترك بين دوله.

وبالتأكيد أن قيام المجلس هو حدث تاريخي لدولة الإمارات التي تم الإعلان من عاصمتها أبوظبي عن قيامه وسط ظروف تاريخية استثنائية عصيبة كانت تمر بها منطقة الخليج العربي، محورها حرب نشبت بين دولتين من دوله. وبعد ظهور المجلس وتدشينه لنشاطاته مارست دولة الإمارات أدواراً مؤثرة فيه إلى جانب شقيقاتها دول المجلس. وبكل تأكيد أن ما تقوم به الإمارات ضمن أروقة المجلس يؤثر على ما يدور في حوض الخليج العربي ويعزز من وضع المجلس ذاته وأضفى عليه هيبة تجعل من الأدوار التي تمارسها دوله ذات ثقل في المجالات السياسية والعسكرية والاستراتيجية والأمنية والاقتصادية والثقافية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وما يجعل أدوار الإمارات ناجحة، هو أنها تنظر إلى المجلس بإيجابية محورها أنه إطار عمل خاص بالتعاون الذي لا يوجد ما يعيقه من مشكلات يمكن أن تواجهها دوله ككيان إقليمي عربي فعّال يحقق مصالح الدول الست مجتمعة. ويقابل ذلك أن دول المجلس ذاتها راغبة في إنجاح مجلسها ضمن إطار ميثاق التعاون والتنسيق الذي أسس من أجله، وهي لا تواجه في ذلك ما يعرقل رغبتها وجهودها.

وبهذا المعنى، فمن المؤكد عدم وجود اختلافات ذات أبعاد سياسية وأيديولوجية أو ممارسات أو جوانب يمكن أن تقف عائقاً أمام مسيرة المجلس. ونظراً لما تتمتع به الإمارات كدولة اتحادية من وضع متميز إقليمياً وعالمياً، أصبحت لها أدوار جديدة تقوم بها على مستوى حوض الخليج العربي، وهو دور آخذ في التفاعل تعززه قوّة ناعمة مشهود لها بالكفاءة، وقدرات ذات مستويات عالية وإرادة لدى قيادة سياسية رشيدة وطموحة وشعب مخلص ذي همة عالية. هذه المعطيات تتفاعل مع بعضها بعضاً لكي تعزز تطورات إيجابية لأدوار تنعكس في جمع أوجه السياسات والمواقف المتبناة.

وفي كل جانب تعمل الإمارات جاهدة بإخلاص لكي تخدم دول وشعوب المجلس وتساعدها على تحقيق أمنها واستقرارها وتنميتها الشاملة المستدامة. وهذه أهداف عُليا سامية يحسب للإمارات تبنيها وتثمر ثمراً طيباً على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والديبلوماسية والعسكرية والاستراتيجية. وبالله التوفيق ومنه يستمد العون والرجاء.

*كاتب إماراتي