يحظى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة والاستدامة بأهمية محورية في دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم رؤية الدولة الطموحة نحو التحول إلى اقتصاد متنوع ومستدام، إذ يُسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة القطاعات المختلفة، مثل الرعاية الصحية والنقل. كما تعمل التكنولوجيا الحديثة على تسريع الابتكار وتحسين جودة الحياة من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات. وفي سياق الاستدامة، تركز الإمارات على حماية البيئة والموارد الطبيعية، ما يعكس التزامها بتعزيز التنمية المستدامة.
وفي إطار تعزيز مسيرتها نحو تحقيق أهدافها المستقبلية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحديثة، والاستدامة، أطلقت دولة الإمارات مجالس «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي»، ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية 2024، التي نظمتها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، في الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر الحالي، بحضور معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، والبروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي.
وفيما ينسجم مع التحديات العالمية الحالية، من تغير المناخ إلى التحولات الاقتصادية السريعة، تعمل دولة الإمارات منذ فترة على تعزيز موقعها كدولة رائدة في الابتكار والتكنولوجيا. ويأتي إطلاق مجالس «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» كجزء من هذا الجهد، حيث تسعى الدولة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز جودة الحياة. وتمثل المجالس منصة لتعزيز تكامل منظومة العمل الحكومي المستقبلي، ومأسسة ثقافة التخطيط الاستراتيجي الاستباقي، الذي يوظف التكنولوجيا والابتكار والمعرفة والبيانات والشراكات لتعزيز الجاهزية للمستقبل. كما أن شراكة «المنتدى الاقتصادي العالمي» في «مجالس نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» ستُسهم في إرساء نموذج متميز للشراكة بين الحكومات والمنظمات الدولية في رسم ملامح المستقبل.
وبالإضافة إلى ذلك، تستشرف مجالس «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» التوجهات العالمية الاستراتيجية، التي تسرّع تحقيق الركائز الأربع لرؤية «الإمارات 2031»، وهي «المجتمع الأكثر ازدهاراً عالمياً»، و«المركز العالمي للاقتصاد الجديد»، و«الداعم الأبرز للتعاون الدولي»، و«المنظومة الأكثر ريادةً وتفوقاً». كما توظف منصة «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» المصادرَ العالمية المتخصصة والبيانات والمعلومات، التي يقدمها أكثر من 2500 خبير دولي وأكثر من 450 مصدراً عالميّاً، في بناء الاستراتيجيات الحكومية على أسس علمية وعملية.
وتسعى المجالس إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، تتمثل في تطوير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، وصياغة استراتيجيات عملية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. وتشجع المجالس على إقامة شراكات استراتيجية بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، ما يُسهم في تعزيز الابتكار وتحسين الخدمات. ومن خلال تبني الحلول الذكية، تهدف المجالس إلى تسريع التحول الرقمي في مختلف القطاعات، بما يعزز الكفاءة ويقلل التكاليف.
وتتيح مجالس «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» للخبراء والمبتكرين منصةً لتبادل الأفكار والتعاون في تطوير حلول جديدة. وهذا النهج يساعد في معالجة التحديات المعقدة من خلال التفكير خارج الصندوق، ما يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات المستقبلية. وتمثل المجالس فرصة كبيرة لتمكين شباب الإمارات من المشاركة الفعّالة في صياغة مستقبل البلاد، إذ يتمتع الشباب بقدرة على الابتكار والتكيف مع التغييرات التكنولوجية السريعة. لذا، يجب على المجالس تعزيز مشاركتهم وتوفير الفرص لهم لإبداء آرائهم وأفكارهم، إذ إن إشراك الشباب في النقاشات المتعلقة بالذكاء الاستراتيجي، يسهم في خلق جيل جديد من القادة والمبتكرين.
إن إطلاق مجالس «نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي» يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تحقيق أهداف دولة الإمارات المستقبلية. ومن خلال تعزيز الابتكار، وتمكين الشباب، وتعزيز التعاون بين القطاعيْن العام والخاص، تضع الإمارات نفسَها في موقع ريادي في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وعبر هذه المبادرات، يمكن للإمارات أن تُحقق تقدماً كبيراً في تحقيق رؤيتها المستقبلية، ما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ويضمن استمرارها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية