في أورلاندو، بولاية فلوريدا الأميركية، انخرط آنا روا وأنطونيو مارينارو وويليت جين وجيفري ديرلي جين في ملء أكياس الرمل يوم الأربعاء الماضي، وتحديداً قبيل العواصف الاستوائية الناجمة عن إعصار ميلتون، الذي ضرب المدن الواقعة على الساحل الغربي لفلوريدا. خطوة استباقية لتقليل الضرر الناجم عن الإعصار، والحد من الخسائر المتوقعة. الإعصار تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 1.5 مليون شخص في فلوريدا، وأودى بحياة 17 شخصاً على الأقل.
و في الأيام المقبلة، يخشى المسؤولون أن تؤدي الأمطار الغزيرة المرتبطة بالعاصفة إلى حدوث فيضانات بالعديد من الأنهار بالولاية. خسائر ميلتون المتوقعة لن تصل لخسائر إعصار إيان في عام 2022، والتي تتراوح بين 50 و60 مليار دولار، وأصبح آنذاك متسبباً في أكبر خسارة ناجمة عن الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة على الإطلاق بعد إعصار كاترينا. أما إعصار ميلتون، فقد بدأت أرقام الخسائر تتدفق، وأبلغت شركات التأمين بالفعل عن خسائر تزيد على 586 مليون دولار.
ويبدو أن التغير المناخي وما يتضمنه من أعاصير أصبحت تضرب الولاية بوتيرة متسارعة، بات يهدد سوق التأمين في فلوريدا، التي كادت أن تنهار قبل بضع سنوات فقط بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك سلسلة من العواصف، بالإضافة إلى ما وصفته شركات التأمين بالدعاوى القضائية المفرطة ضدها.
السؤال الكبير الذي يلوح في الأفق جراء إعصار ميلتون هو: كيف سيؤثر ذلك على شركة التأمين التي أنشأتها الولاية كملاذ أخير والمعروفة باسم «التأمين على ممتلكات المواطنين»، وكذلك «صندوق فلوريدا للكوارث والأعاصير»، حيث تم إنشاء كلاهما على مدى العقود الثلاثة الماضية لتعزيز سوق التأمين في الولاية؟
(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)