يحاول أنتوني نوروود، ومورجان لادلي السير عبر جزء متضرر من طريق جيرتون السريع لإحضار الطعام والإمدادات لأفراد أسرتهما العالقين في بلدة جيرتون بمقاطعة هندرسون في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية.
وقد انتشر رجال الإنقاذ التابعين لإدارة الدفاع المدني في المقاطعة عبر جبال جنوب أبالاتشيا، أول أمس الثلاثاء، حيث قاموا بتمشيط المنطقة بحثاً عن أشخاص مفقودين، وسارعوا بإرسال الإمدادات إلى التجمعات السكانية التي كانت بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه والطاقة، بعد إعصار هيلين الذي تحوّل إلى عاصفة مطرية ضربت الجمعة الماضي مناطق الجنوب الشرق الأميركي، بدءاً بولاية فلوريدا التي اتجهت منها العاصفة شمالاً، إلى جورجيا، ثم ألباما، فكارولينا الجنوبية، ثم كارولاينا الشمالية.
وكان التأثير الأكبر لإعصار هيلين في ولاية فلوريدا، حيث وجد أربعة ملايين شخص أنفسَهم من دون كهرباء، بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة التي اقتلعت الأشجار، وقطّعت أوصال شبكة نقل التيار الكهربائي. وتعد «هيلين» حالياً أحدث عاصفة تُظهِر ضعفَ شركات المرافق العامة في مواجهة تقلبات الطقس المتطرفة، والتي أصبحت أكثر شيوعاً وشدة في ظل التغير المناخي المتفاقم عالمياً. 
ولقي 130 شخصاً حتفهم في ست ولايات أميركية نتيجة للعاصفة، ثلثهم في ولاية كارولينا الشمالية، حيث لايزال العدد النهائي للقتلى غير معروف. وانضمت قوات الجيش إلى جهود الإغاثة والإنقاذ في جميع أنحاء الجنوب الشرقي الأميركي. وقال رئيس الحرس الوطني في كارولينا الشمالية، إن 800 جندي نزلوا إلى الميدان، وتوغلوا داخل الأجزاء الأكثر عزلة في الولاية. وفي كارولينا الجنوبية، كان هناك نحو 1000 جندي من الحرس الوطني على الأرض، وفقاً لما أعلنه حاكم الولاية الذي قال أيضاً، إن انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن تساقط الأشجار لايزال «نقطة اختناق».
وكان حاكم كارولينا الشمالية بدوره قد أعلن أن «التحديات هائلة»، مضيفاً القول إن 92 فريقاً للبحث والإنقاذ يعملون في أنحاء الولاية.
ومما يعقّد جهود الإنقاذ أن العديد من الطرق التي كانت حتى وقت قريب بمثابة شريان حياة للبلدات الجبلية الصغيرة، أصابتها انهيارات، وغمرتها المياه وغطتها الأشجار المتساقطة.. كما حدث لهذا الجزء من «طريق جيرتون» الذي كان طريقاً سريعاً قبل أن يهدمه إعصار هيلين. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)