الإمارات في لحظتها الفارقة عبر نمط علاقاتها الدولية تتعامل مع أميركا في إطار من الشراكة المتكاملة، انطلاقاً من المصالح المشتركة، بما يحقق تطلعات البلدين في التنمية والتقدم.
ومنذ تأسيسها، تمتعت الإمارات بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة الأميركية، ولا يزال هذا هو الحال بل تزداد قوة، خاصة في ظل المتغيرات الدولية وعمق الحراك السياسي في مختلف دول المنطقة والعالم.
للتاريخ، كانت الولايات المتحدة من أوّل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة فور تأسيسها في 2 ديسمبر 1971، وبعد ثلاثة أعوام تم افتتاح السفارة الأميركية في أبوظبي عام 1974.
وعلى مدى قرابة نصف قرن، تقود الإمارات وإلى الآن، علاقة مستدامة وراسخة مع الولايات المتحدة الأميركية، وقد بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين 25 مليار دولار، في العام 2023.
والأهم من ذلك، يوجد تعاون عميق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف. أما مشاريع التوأمة بين مدن الدولتين، فإنها تظهر بوضوح منذ قرابة العقدين، والتي تربط إمارة أبوظبي مع ولاية هيوستن منذ 26 أكتوبر 2002، وكذلك الوضع مع إمارة دبي التي ترتبط بولاية ديترويت ولوس أنجلوس باتفاقية توأمة منذ العام 2005.
وتعتبر زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة.
وقد وصف معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، هذه الزيارة التاريخية في تدوينة له على «إكس»، قائلاً: «زيارة عنوانها المستقبل، وهدفها الأساسي تعزيز العلاقات والتعاون والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية. الإمارات عقدت العزم على أن تكون شريكاً فاعلاً في التطور التكنولوجي العالمي».  وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى، كونها تأتي في وقت حساس للغاية، بسبب ما تشهده المنطقة العربية من ظروف وتحديات، خاصة في ظل اتساع رقعة الصراع والعمليات العسكرية لتشمل جنوب لبنان والعاصمة بيروت.

ويهمنا أيضاً أن نعرج سريعاً على بعض النقاط التي أشار إليها الأميركان، تعقيباً على زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، من بينها على سبيل المثال أن «الإمارات أصبحت لاعباً عالمياً، حيث تعد شريكاً عسكرياً محنكاً شارك في التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة»، وأن «زيارة رئيس دولة الإمارات لواشنطن، تعد فرصة لتطوير العلاقات بين البلدين».

وتوقيت الزيارة قبل ستة أسابيع فقط من الانتخابات الأميركية، يشير إلى مساعي الإمارات لتعزيز العلاقات مع واشنطن بغض النظر عمن يفوز بالبيت الأبيض أو يحصل على أغلبية الكونجرس في نوفمبر المقبل.

والإمارات حريصة على تحويل الشراكة مع واشنطن لتكون أكثر تركيزاً على التكامل الاقتصادي والتكنولوجي، مع رغبة الدولة في أن تكون رائدة في مجال التكنولوجيا الرقمية في منطقة الشرق الأوسط. تسعى الإمارات إلى الحصول على ضمانات أمنية إقليمية أعمق، فضلاً عن الضغط المستمر على إسرائيل لتقليل الخسائر المدنية في غزة وضمان الحصول على المساعدات الإنسانية. وتريد الإدارة الأميركية من الإمارات تقديم الدعم للتخطيط لليوم التالي في غزة.

* كاتب إماراتي