تُعقد خلال الفترة من 24 إلى 26 سبتمبر 2024، فعاليات النسخة الثالثة والعشرين من معرض الإمارات للوظائف «رؤية»، إحدى أهم فعاليات التطوير المهني والوظيفي في المنطقة، وتُعقد هذه النسخة تحت شعار «الشباب يستطيع».
والحاصل أن هذا الحدث، الذي أصبح حجر الزاوية في جهود دولة الإمارات لتمكين شبابها، هو أكثر من مجرد معرض للوظائف، فهو بمنزلة منصة ديناميكية لاستكشاف عدد لا يُحصى من الفرص الوظيفية، واكتساب رؤى قيِّمة في مختلف الصناعات، والتواصل بشكل مباشر مع كبار أصحاب العمل في المنطقة.
ويأتي المعرض في إطار اهتمام القيادة الرشيدة بالشباب، الذين يصفهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنهم «القوة والطاقة والطموح والثروة الحقيقية، كما أنهم ركيزة التنمية وقادة الغد في مجتمعاتهم وعليهم اكتساب كل ما يمكنهم من الإسهام الفاعل في تقدم بلادهم وصنع المستقبل المزدهر لها».
وتجسد كلمة «رؤية» جوهر الحدث تماماً، إذ تم تصميم «رؤية» معرض الإمارات للوظائف، لتتماشى مع الرؤية الأوسع لقيادة دولة الإمارات، التي تؤكد أهمية الاستثمار في رأس المال البشري بصفته وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، وتحقيق تطلعاتنا الوطنية الكبرى.
ويضطلع هذا الحدث بدورٍ حاسمٍ في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الطويلة المدى للإمارات، خاصة تلك الموضَّحة في مئوية الإمارات 2071، التي تركز على تعزيز الاقتصاد التنافسي الذي تقوده المعرفة، والابتكار، والقوى العاملة ذات المهارات العالية.
ويعكس معرض الإمارات للوظائف التزام الدولة برعاية إمكانيات شبابها، وتزويدهم بالأدوات والفرص اللازمة للنجاح، ويُعدُّ الحدث مظهراً من مظاهر تفاني الإمارات في تمكين مواطنيها من تولِّي أدوار قيادية في مختلف القطاعات، والإسهام في تعزيز نمو الدولة وازدهارها.
ويهدف المعرض إلى سد الفجوة بين التعليم والتوظيف من خلال تقديم منصة فريدة يمكن من خلالها للطلاب وطالبي العمل التفاعل بشكل مباشر مع أصحاب العمل، وخبراء الصناعة، ومستشاري التوظيف. ومن خلال تعزيز بيئة داعمة تسهم «رؤية» معرض الإمارات للوظائف في تحقيق الهدف الأوسع للدولة، المتمثل في تحقيق التوازن بين الجنسين في جميع القطاعات.
ويؤكد المعرض بشكل قوي تمكين المرأة، إذ تُعدُّ المساواة بين الجنسين، وإشراك المرأة في القوى العاملة، من الركائز الأساسية لاستراتيجية التنمية في دولة الإمارات، وعلى مرِّ الدورات السابقة لعب الحدث دوراً مهمّاً في تشجيع الشابات الإماراتيات على متابعة المهن في مجموعة واسعة من المجالات، ومنها تلك التي يهيمن عليها الرجال تقليديّاً.
وبالنسبة إلى الشباب الإماراتي، يوفر الحدث فرصة نادرة للتعرف إلى ثقافة الشركة، والقيم، وفرص العمل داخل هذه المؤسسات الرائدة. وتَستخدم العديد من الشركات معرض الإمارات للوظائف منصةً لاستقطاب المواهب الجديدة، ولعقد المقابلات على الفور، ولتقديم عروض العمل للمرشحين الواعدين.
وإضافةً إلى تعزيز مسارات العمل التقليدية، يشجع معرض الإمارات للوظائف ريادة الأعمال والابتكار بين الشباب. ويدرك هذا الحدث أهمية تعزيزِ ثقافة ريادة الأعمال بصفتها وسيلة لدفع النمو الاقتصادي والتنويع، ولذلك فمن المتوقع أن تتضمَّن نسخة 2024 العديد من المبادرات التي تهدف إلى إلهام رواد الأعمال الطموحين، ودعمهم.
ومن الجدير بالذكر، أن المعرض يسهم في تعزيز نظام بيئي نابض بالحياة لريادة الأعمال في دولة الإمارات، وهو ما يرسخ الجهود الأوسع التي تبذلها الإمارات لتنويع اقتصادها، والحد من اعتمادها على عائدات النفط.
ومع استمرار دولة الإمارات في وضع الاستدامة في طليعة أجندتها التنموية، يسلط المعرض الضوء على الأهمية المتزايدة للوظائف والمهن الخضراء في المجالات المتعلقة بالاستدامة.
إن معرض الإمارات للوظائف 2024 هو حدث محوري في الجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات لتمكين شبابها، وإعداده للتحديات والفرص المستقبلية. ويلعب الحدث دوراً حاسماً في تشكيل المسارات المهنية للشباب، من خلال توفير منصة شاملة لاستكشاف المهن والتطوير المهني والتواصل. ومع استمرار الإمارات في تطوير وتنويع اقتصادها، ستظل المبادرات مثل «رؤية» ضرورية لضمان تجهيز شباب الوطن بشكل جيد لقيادة البلاد إلى مستقبل مزدهر ومستدام.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية