«لقد أصبنا أنا وجو في الكثير من الأمور، لكننا أخطأنا في بعض الأمور أيضاً - وهذا ما تعلمته». أعتقد أن هذه الكلمات كانت هي المفتاح لنائبة الرئيس كامالا هاريس للفوز بمناظرة يوم الثلاثاء قبل الماضي أمام الرئيس السابق دونالد ترامب - والانتخابات.
إن النطق بهذه الكلمات من شأنه أن يحسن بشكل كبير من فرصها في الفوز بمزيد من الناخبين المترددين في هذا السباق المتقارب. والفشل في قول ذلك أو الاستمرار في إخفاء تحولاتها السياسية من خلال التصريح غير المتماسك الذي استخدمته في مقابلتها مع شبكة «سي إن إن»، حيث قالت إنه في حين قد تكون مواقفها قد تغيرت بشأن التكسير الهيدروليكي والهجرة، فإن «قيمي لم تتغير» سيجعلها تعاني.
سيدتي نائبة الرئيس، إذا كنت تقولين إن مواقفك قد تغيرت، ولكن قيمك لم تتغير، فماذا يعني ذلك حتى؟ وماذا يجب أن نتوقع من رئاستك - قيمك أم أفعالك؟
يظهر أحدث استطلاع للرأي لدينا أن الكثير من الناخبين ما زالوا لا يعرفون. وأنصح المرشحة «الديمقراطية» باستخدام عبارات محددة، على سبيل المثال لا بأس في القول: «لقد تعلمت الكثير بصفتي نائبة للرئيس. إنني فخورة بسجلنا في وضع أميركا على مسار مستدام نحو مستقبل طاقة نظيفة، إذ سيجعلنا ذلك أكثر أماناً وازدهاراً، لكنني أرى أيضاً أننا لا نستطيع تحقيق ذلك بين عشية وضحاها».
لأسباب تتعلق بالأمن الاقتصادي والأمن القومي، نحتاج إلى استراتيجية طاقة شاملة في الوقت الحالي. لذا يمكنك أن تثق في أنه في ظل رئاسة هاريس، ستستمر أميركا في قيادة العالم في استغلال مزايا النفط والغاز لدينا، ولكننا سنفعل ذلك بأكثر الطرق الممكنة نظافةً مع جعل الانتقال في أسرع وقت ممكن».لا بأس في القول: «لقد ورثت أنا والرئيس بايدن سياسة ترامب القاسية بشأن الحدود، والتي تضمنت فصل الآباء عن أطفالهم. ربما بدافع من فرط التعاطف، قمنا بإلغاء هذه السياسة إلى حد كبير.لكننا تعلمنا منها - تعلمنا أن الإصلاح الشامل لنظام الهجرة الذي يحظى بتأييد الحزبين هو السبيل الوحيد للحصول على الحل الذي نحتاجه، وهو السيطرة على الهجرة غير الشرعية - بينما نظل منارة للهجرة الشرعية. لذلك، جلست إدارتنا مع أحد أكثر «الجمهوريين» المحافظين في مجلس الشيوخ، وهو السيناتور جيمس لانكفورد من أوكلاهوما، وقمنا بصياغة مشروع قانون للهجرة يحظى بتأييد الحزبين، وكان من شأنه أن يفعل ذلك بالضبط. فماذا فعل ترامب؟».
لقد أمر «الجمهوريين» بقتل المشروع، حتى يتمكن من الاستمرار في استغلال الهجرة كقضية مثيرة للخلاف. وأنت تسألني ما إذا كنت قد غيّرت موقفي؟» دائماً ما يقلل السياسيون من احترام الناخبين (ووسائل الإعلام) للقائد الذي يستطيع أن يقول: «لم ننجح في هذا الأمر في المرة الأولى، وسأقوم بإصلاحه» - وهو شيء لا يستطيع ترامب أن يفعله أبداً. وكما قال جيمس كارفيل مؤخراً في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز: «القائد الذي يمكنه أن يعترف علناً بتغيير في فهمه سيكون وكأنه نسمة هواء ربيعية منعشة بالنسبة للكثير من الناخبين».
*كاتب أميركي.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»